حذرت مصادر مطلعة في إدارة الجرائم الالكترونية من نوع جديد من القضايا ظهر جلياً خلال الآونة الأخيرة، ودأب عليه مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بغرض التكسب المالي من متابعيهم.
ووصفت المصادر النوع الجديد من تلك القضايا بـ«قضايا التكسب المالي»، مشيرةً الى ان بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي يتعمدون استفزاز متابعيهم بطرح مواضيع مثيرة للجدل او الظهور بشكل غير لائق ليستقبلوا الانتقادات الحادة ومن ثم يرفعون قضايا بحق المتجاوزين.
ووفق المصادر، فإن إدارة الجرائم الالكترونية استقبلت نحو 300 شكوي منذ بداية العام الحالي، وحتى نهاية يونيو الماضي أى خلال 6 أشهر بحق مواطنين ووافدين وخليجيين من فئات عمرية مختلفة بالطريقة نفسها والأسلوب الذي يعتمد على إثارة المتابعين ومن ثم استدراجهم لكتابة تعليقات تشكل جريمة الكترونية، ورفع قضايا بحقهم. واوضحت المصادر ان هؤلاء المشاهير يعتمدون بشكل كبير على عدم معرفة العديد من ضحاياهم بقانون الجرائم الالكترونية، ومن ثم يتلاعبون بهم، ويتحصلون منهم على أموال طائلة في نهاية المطاف، بحسب “القبس”.
استغلال القانون
واثارت ظاهرة استدراج المغردين والمتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي استياء عدد كبير من المواطنين مؤخراً، خصوصا ان احد الاشخاص، والذي كان متهماً في احدى القضايا، وحصل على حكم بالبراءة قام برفع اكثر من 1000 قضية وحصل على ملايين الدنانير من التعويضات بالمحاكم. كما ان هناك العشرات من المشاهير يرفعون مئات القضايا ضد الأشخاص الذين يقومون بسبهم وشتمهم، وبالرغم من ان اللجوء للقضاء حق وان للإنسان كرامة ولا يجوز شتمه، إلا ان عدداً كبيراً من القانونيين يرون انه من الخطأ استغلال القانون في الإيقاع بالأشخاص الذين يجهلونه ومن ثم التكسب منهم ماليا بعدما يظهرون في مواقع غير طبيعية ويعلمون تماما انها ستظهر غضب الجمهور.
ويرى القانونيون ايضا ان ما تقوم به «الداخلية» من فتح التحقيق في هذة القضايا هو أمر في غاية الأهمية، حمايةً لأفراد المجتمع وحتى لا يكون هذا الأمر نهجا في المستقبل لضعاف النفوس من المشاهير الذين أصبحوا غير مؤثرين في المحتوى الإيجابي والمفيد للمجتمع.
وبالرغم من الجهود المبذولة من وزارة الداخلية ممثلة في إدارة الجرائم الالكترونية، وسن قانون الاعلام الالكتروني الا أن هناك بعض المندسين الذين يغلغلون افكارهم الهادفة لتمزيق الوحدة الوطنية وبث الطائفية والقبلية والتعرض لمسؤولين في البلاد.
ومن المستغرب أن هؤلاء الذين اتخذوا شبكات التواصل مسرحاً لبث سموم افكارهم والتعرض للعديد من فئات المجتمع لا يتم ردعهم بشكل سريع لعدة اسباب منها دخولهم بأسماء وهمية داخل وخارج البلاد.
ولا يعني بتلك الاسباب السماح لتواجد مثل هذه الظاهرة ولابد من ايجاد حلول سريعة بالتنسيق بين الجهات المعنية لردعها وايقافها بشكل اسرع.
ان ما ينشر من الفاظ نابية وتشوية لسمعة أشخاص والتعرض لسمعتهم اضافة الى مضايقة مسؤولين في وزارات عدة لاجندات مجهولة ظاهرة تحتاج وقفة لردع تلك الظاهرة التي اصبحت تتنامى بشكل ملحوظ ومناوشات بين شعوب دول.
ولا يختلف اثنان على أن شبكات التواصل الاجتماعي اصبحت سلاح العصر غما ان يتم استغلالة لتوعية وحماة المجتمع، او يستغل لنشر الفوضى والسلبيات التي لا تعد ولا تحصى. ولم يعد مخفياً أن بعض الهاربين من العدالة اصبحوا يهاجمون البلاد باساليب ملتوية عبر شبكات التواصل الاجتماعي وشحذ تعاطف بعض فئات المجتمع وهو امر لابد الا يتوسع فهناك من يتعمد استغلال اي موقف ويبث سمومة.
سلاح سلبي
واوضحت المصادر أن هذا الاستغلال يعتبر سلاحا سلبيا للمندسين ويجب أن يتم ردعهم فوراً لكن هناك قوانين في شبكات التواصل تحد من سرعة ايقاف الحسابات الوهمية لان هناك مخاطبات لشركات هذه الشبكات وتحتاج لوقت.
واوضحت المصادر ان الحكومة تعمل على التصدي لاي حساب يثير الفتن تماشياً مع توصيات القيادة السياسية وستدعم الحكومة كل جهة معنية لاعتماد اليات تحويل شيبكات التواصل الى اماكن ايجابية بعيدة عن اي مندسين.
ولا يعني أن الجهود الحكومية التي تبذل لا تستحق الاشادة لكن ما هو ضروري ان يتم انتهاج الية لوقف اي حساب بشكل اسرع وعدم عودته فهناك من يتم ايقافهم ويتجهون لافتتاح حساب جديد بنفس الشكل والاسم ويعودون بشكل اكثر سلبية وهو ما يعتبر خطراً على المجتمع.
خطر التعاطف
وحذرت مصادر القبس من حصول بعض الحسابات الوهمية على التعاطف والتفاعل الامر الذي يعتبر خطراً على المجتمع خاصة فئة الشباب والتي دائما تستهدفها تلك الحسابات.
رصد وتقييم
مصادر حكومية تؤكد أن الداخلية ترصد كل الحسابات الوهمية وتعمل على مخاطبة الجهات المختصة لايقافها ورصد من وراءها واحالتهم الى النيابة وتنفيذ اقسى عقوبة في حقهم. ولفتت المصادر الى ان «الاعلام» ايضاً تعمل على تقييم قانون الاعلام الالكتروني وستنتهي قريباً من تفعيل قانون يكفل الا تستغل شبكات التواصل الاجتماعي بما يهدد اللحمة الوطنية وفئات المجتمع. وبينت المصادر أن وزارة الاوقاف تعمل وفق لجنة بالرد على الشبهات من الفكر المتطرف والارهابي والتعصب الديني والطائفي.
رصد المخالفين
اوضحت مصادر في الداخلية ان رصد كل المخالفين او المتعاطفين مع اي خارجين عن القانون يجري بشكل دقيق ويومي ولا تخفى على الداخلية اي مخالفات في شبكات التواصل الاجتماعي عن طريق ادارة الجرائم الالكترونية مبينة ان الوعي في المجتمع من مخاطر الحسابات الوهمية يعتبر كبيراً مقارنة في العديد من الدول.
فرق للدفاع والهجوم
اكدت مصادر مطلعة ان هناك بعض الفرق في شبكات التواصل الاجتماعي للمدح او للتصدي او لتشوية سمعة وهذه الفرق مكونة من مشاهير في السوشيل ميديا تكون للدفاع، أما الحسابات الوهمية فتكون للهجوم مستغربةً انها تنجح احيانا للوصول للهدف الذي تظهر من اجله.
حجز مشهور
أبلغت مصادر أمنية انه جرى حجز أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في نظارة المباحث، والذي ظهر مؤخراً في مقطع فيديو مثير، حيث ظهر بنصف جسده من دون ملابس، وتبين انه قام بالتنسيق مع محامية لرفع قضايا عدة على مغردين انتقدوه بشكل حاد وعنيف، بعد تعمده إثارة الجدل في مقاطع مثيرة للسخرية. وقالت المصادر انه سيجري التحقيق مع أي شخص يتعمد إثارة الفتن أو القيام بنشر كل ما يخالف القانون، وأنه من الضروري احترام الآداب العامة.
