مصادر خليجية بشأن الأزمة القطرية: لم نضع العربة قبل الحصان!
الكويت – النخبة:
كشفت مصادر مطلعة داخل قمة قادة مجلس التعاون الخليجي الذي سبقه اجتماع المجلس الوزاري التحضيري في قصر بيان أمس وشارك فيه وزراء الخارجية أو من يمثلهم، تجنب وضع الأزمة القطرية على أجندة أعماله كي لا تفشل.
وقالت المصادر الديبلوماسية الخليجية ان جدول اعمال المجلس الوزاري الخليجي ناقش جدول اعمال عادياً (تمكين المرأة والتعاون الاقتصادي ودور الهيئات الاستشارية والاتفاقات المشتركة ومشاريع الغاز والكهرباء وغيرها) وتجنب بحث الأزمة القطرية مع دول المقاطعة كي لا «يؤدي وضع العربة قبل الحصان إلى افشال جهود التقارب» حسب تعبيرها.
وتوقعت المصادر ان يترك أمر الازمة الخليجية إلى القادة في اجتماعاتهم المغلقة اليوم وغداً، كاشفة ان الاجتماع «سار بطريقة سلسة توقف خلاله المجتمعون عند التطورات اليمنية ومقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح».
إلا أن النقطة الاشكالية الوحيدة التي شهدت خلافاً في الرؤى كانت موضوع البيان الختامي الذي يفترض أن يتناول العلاقة مع ايران اذ كان هنالك اصرار من السعودية والبحرين والامارات على وجوب صدور ادانة شديدة ضد ايران وتدخلاتها في شؤون الدول الخليجية والعربية ودعوة المجتمع الدولي إلى مراقبة برنامجها الصاروخي وادانة مخططاتها الطائفية والتوسعية في دول الجوار، لكن دولاً أخرى رأت ان تقترن «اللغة العالية» ضد ايران بدعوتها إلى الحوار والالتزام بالتعهدات والمواثيق الدولية وحسن الجوار «وهو الأمر الذي أوجد تبايناً قررت على اثره مملكة البحرين أن تخفض تمثيلها إلى القمة اليوم على ان يترأس وفدها الشيخ محمد بن مبارك بن حمد آل خليفة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق فيما تحاول جهود اللحظات الأخيرة بين الكويت والرياض والمنامة رفع مستوى التمثيل البحريني».
وكشفت المصادر ان «الوفد القطري التزم الصمت غالبية الوقت، وقدم كبند اجرائي من خارج جدول الاعمال ورقة عن موضوع المقاطعة الخليجية. وهو الأمر الذي يبدو أنه سيترك إلى القادة».
وأكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني «استعداد بلاده لمناقشة جميع الملفات اثناء القمة بما فيها الأزمة الخليجية»، معرباً عن تمنياته بأن «تحل الأزمة في اطار مجلس التعاون وبرعاية الوساطة الكويتية».
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عقدوا اجتماعهم التحضيري لأعمال الدورة الـ 38 لقمة قادة المجلس، بحضور النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية الاماراتي أنور قرقاش، نائب وزير الخارجية البحريني عبدالله الدوسري ووزير الخارجية العماني يوسف بن علوي.
وقال الشيخ صباح الخالد في تصريح مقتضب بعد خروجه من الاجتماع الذي استمر ما يقارب الساعة «كل شيء سيتضح غداً (اليوم)» في اجتماع القادة الخليجيين مع إشارة بيده إلى أن «الأمور تمام».
واشادت المصادر بالشيخ صباح الخالد معتبرة أنه «قاد الاجتماع بكل اقتدار واتسمت إدارته بالحكمة».
وشدد الخالد في كلمته خلال الاجتماع على «ضرورة مسيرة مجلس التعاون باعتباره الذراع الخليجية الجماعية للتعامل مع قضايا الغد»، واصفاً إياه بـ «حضن المستقبل الواعد».
واعتبر أن «الاجتماع يدون حجم إرادتنا للعبور إلى فصل نجدد فيه طاقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لمواصلة مسيرة العمل بقوة وعزم، مستخلصين أفضل العبر من مجموع التجارب التي عشناها في مسيرة المجلس».
ومن جانبه، أكد الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف الزياني «أهمية تعزيز مكانة المجلس لما فيه خير وصالح دول المجلس ومواطنيها، اضافة إلى حماية الأمن والاستقرار وتوفير البيئة الآمنة المزدهرة والمستدامة».
وأشار إلى أن «الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة والتحديات السياسية والأمنية تفرض على مجلس التعاون تكثيف جهوده الخيرة لتعزيز التضامن والتكاتف وتحقيق آمال وتطلعات مواطنيه».