#النخبة| تجمّع دواوين الكويت: يؤلمنا أن نرى فئة من أبناء الوطن تسعى لتجريد المواطنة والهوية الكويتية من معناها الحقيقي

أصدر تجمع دواوين الكويت بيانا حول ما يسمى بقضية «البدون» عبر فيه عن«الألم من أن نرى فئة من أبناء الوطن تسعى لتجريد المواطنة والهوية الكويتية من معناها الحقيقي»، مؤكدا مساندته لرئيس مجلس الأمة والرئيس التنفيذي للجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، ومشيرا إلى أن التجمع كان أول من تحرك شعبيا واستجاب لنداء صاحب السمو الأمير «أعينوني يا أهل الكويت» في هذا الموضوع.

كما أكد التجمع في بيانه على أهمية الأمن والاستقرار لتحقيق التنمية والحرص على الوحدة الوطنية وعدم التشكيك في الولاء والانتماء وترسيخ معاني المواطنة. وفي ما يلي نص البيان:

إننا إذ نشعر بغصة وألم، ونحن نتابع ما يحصل من تداول إعلامي وشعبي بقضية ما يسمي بقضية «البدون» كما ويؤلمنا أن نرى فئة من أبناء الوطن تسعى لتجريد المواطنة والهوية الكويتية من معناها الحقيقي، قد تؤدي بنا إلى إضعاف أركان الدولة وتهديد لوحدة الصف وسلامة الوطن واستقراره وأمنه، غير واعين لما يحيط بنا من مشاهد وأحداث، قد تؤثر على أمن الكويت واستقرارها والذي هو فوق كل اعتبار، فلا تنمية ولا اقتصاد ولا تطوير ولا إصلاح سيكون ويتحقق إن فقدنا الأمن والأمان وخسرنا الاستقرار.

وقد حرص تجمع دواوين الكويت منذ البداية وفي ذلك الوقت وبالتحديد قبل مارس 2017 على عدم الخوض في موضوع ما يسمى إعلاميا بقضية «البدون»، التزاما منه في عدم الخوض في موضوع لا علم له بتفاصيله، وعدم نقل الأخبار غير الصادرة من مصادرها الموثوقة، سوى ما يطرح في بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ومع الغياب الكامل وللأسف لأي توضيح من مصادر حكومية موثوقة.

التصدي للأزمات

واستجابة لنداء صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «أعينوني يا أهل الكويت»، فقد كان تجمع دواوين الكويت أول من قام بالتحرك الشعبي في هذا الموضوع منذ مارس 2017، حيث قام بالآتي:

أولا: تشرف تجمع دواوين الكويت في يوم الأحد 19 مارس 2017 بمقابلة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وكان الهدف من اللقاء إيصال صوت تجمع دواوين الكويت وبصفته مكون من مكونات المجتمع الكويتي بمختلف أطيافه، فلقد أوصلنا رسالة واضحة إلى القيادة السياسية، بضرورة التصدي للأزمات والظواهر السلبية الدخيلة علينا والتي تهدد لحمة مجتمعنا وتآلف أفراده وتغيير هويته والإخلال بتركيبته.

تشعب المشكلة

ثانيا: قام تجمع دواوين الكويت يوم الأربعاء 19 أبريل 2017 بإصدار بيان باسمه، أكد فيه أنه من أسباب تشعب مشكلة ما يسمي بقضية «البدون» فإنه بالإضافة إلى التراخي من المؤسسات المنوط بها حسم ملفات عدة أهمها الإخلال بالتركيبة السكانية للمجتمع الكويتي والتقاعس عن دورها في تطبيق القانون ومعالجة الخلل ومحاسبة المخطئ، فإن ما لا يقل عن تلك الأسباب في تدني الأوضاع في الكويت أهمية هو الانحراف الحاد في معالجة هذه الملفات، وعدم حسمها من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية بالتشريع المثمر والرقابة المسؤولة والمحاسبة الرصينة البعيدة عن التراشق والاستعراض الإعلامي، تراعي الدستور وتحترمه وتلتزم بالقانون وتدفع الى مسيرة عمل مثمر من التشريع البناء والرقابة المخلصة والمحاسبة الأمينة، بعيدا عن التأزيم والشخصانية والأجندات الخاصة، وتسهم في تعزيز الديموقراطية وتطوير مسيرة الإصلاح والتنمية، ومحاربة الفساد وفضح المفسدين، وتعمل من أجل أن تظل الكويت هي الغاية وترعى حقها وتصون أمانتها وتقدمها على نفسها ومصالحها.

كما تم التأكيد في البيان أن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا، ولو ركزت النخب السياسية والدينية وأصحاب الرأي ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بأنواعها على هذه المشتركات، لكان الواقع مغايرا لما وصلنا إليه اليوم من تشكيك في الولاء والانتماء ومعنى المواطنة، مناشدين الجميع بتغليب صوت العقل على العاطفة، وأن يضعوا مصلحة الكويت فوق أي مصلحة ويقدموا الولاء لها على أي ولاء وانتماء ومصالح شخصية وأجندات خاصة.

عرض شامل

ثالثا: قام تجمع دواوين الكويت يوم الثلاثاء 3 أكتوبر 2017 بزيارة إلى مقر الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، وتم اللقاء مع الرئيس التنفيذي للجهاز صالح الفضالة، والذي تفضل مشكورا والعاملون معه بتقديم عرض مرئي شامل للجهود التي يقوم بها الجهاز منذ إنشائه في معالجة قضية «البدون» وكشف التلاعب في الجنسيات، بالإضافة إلى الخدمات والتسهيلات والمزايا التي يقدمها الجهاز في تأمين حصولهم على تلك الخدمات من مختلف أجهزة الدولة، مع التزام الجهاز بالجانب الإنساني، وتوفير العديد من المزايا والخدمات والتسهيلات الاجتماعية والمدنية والإنسانية لهم.

ويعد هذا إنجازا منهم يستحق أن يشكروا عليه، وحلول واقعية وقابلة للتطبيق لقضية أشغلت البلاد والعباد لسنوات طويلة، واستغلها البعض لأغراض شخصية وتشويه سمعة الكويت في الداخل والخارج.

هيبة الدولة

رابعا: تشرف تجمع دواوين الكويت في يوم الثلاثاء 10 أكتوبر 2017 بمقابلة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح، حفظه الله ورعاه، حيث بين التجمع استنكاره من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الجهاز ممثلا برئيسه، وأكدنا رفضنا وشجبنا لكل سلوك يريد الإضرار بأمن البلد واستقراره، أو كسر ثوابت القانون أو النيل من هيبة الدولة وسيادتها، مشيدين بجهود الجهاز البناءة والجلية، والدور الوطني الذي يقوم به شخصيا صالح الفضالة الرئيس التنفيذي في الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، والعاملين معه.

كما أعلنا صراحة وقوفنا ومساندتنا له ولما يقوم به والعاملون معه من جهد جبار لمعالجة ما يسمى بقضية «البدون»، وبما يتوافق مع القوانين السارية ويتماشى مع المصلحة العامة للبلاد، وقطع الطريق أمام أي تدخلات حالية ومستقبلية من أي جهة كانت تؤثر على تركيبة الكويت السكانية وتغير هوية شعبها.

وقام تجمع دواوين الكويت بتسليم سمو الأمير، حفظه الله، رسالة تحتوي على وجهة نظر تجمع دواوين الكويت وبعض الأفكار والحلول القابلة للتطبيق لحل مشكلة ما يسمى بقضية «البدون».

أفكار وحلول

خامسا: قام تجمع دواوين الكويت في يوم الخميس 19 أكتوبر 2017 بمقابلة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وتم خلال اللقاء إطلاعه على تحركات تجمع دواوين الكويت ومقابلاته بخصوص ما يسمى بقضية «البدون»، كما قام تجمع دواوين الكويت بتسليمه رسالة باسم تجمع دواوين الكويت تحتوي على بعض الأفكار والحلول القابلة للتطبيق لحل مشكلة ما يسمى بقضية «البدون»، وهي:

1- دعم مجلس الأمة لخطوات الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية للاستفادة من تجارب الدول الشقيقة في معالجة أوضاع «البدون» لديهم وتحويل وضعهم إلى مقيمين قانونيين، وهي تجربة جديرة بالتنفيذ والدعم، لاسيما أن الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية خطا خطوات متقدمة لتطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع.

2- الإعلان عن موعد نهائي لتقديم أي ادعاء سواء للبدون أو باستحقاق الجنسية الكويتية، حتى يتم إغلاق الباب على أي طلبات جديدة مستقبلا، خصوصا أن مسألة التجنيس حق سيادي للدولة، ووفقا لمقتضيات المصلحة العليا للبلاد.

3- الإسراع في تجنيس من يستحق، ممن استوفى متطلبات حصوله على الجنسية الكويتية، وحسب القانون.

4- التأكيد على ضرورة الإسراع الحكومي ممثلا بالوزارات والأجهزة المعنية بالدولة، باتخاذ الإجراءات الحازمة والحاسمة، للحد من تداعيات ونتائج هذه المشكلة والكفيلة بالإسراع في حلها، على ضوء ما توصل إليه الجهاز من معلومات وبيانات، حتى يتم إسكات كل صوت وقلم يشكك في حرص الدولة (ممثلة بالجهاز المركزي) على حل هذا الموضوع، والمحافظة على سلامة الوطن واستقراره وسمعته، ورفض كل محاولات النيل من وحدة وتآلف أهله، وإضعاف روح المواطنة فيه.

5- الإعلان بشفافية عن خطوات الحل، وإشراك منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان المحلية منها والدولية، وسفارات الكويت بالخارج، للحفاظ على سمعة الكويت وغلق الأبواب على أي تأويلات وتحليلات وأكاذيب في هذا الموضوع.

وإننا وبعد تصريح رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، الذي أدلى به يوم الأحد الموافق 21 يوليو 2019 وذكر فيه «أنه وبتوجيهات من صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، يجري العمل حاليا على حل جذري وعادل لما يسمى بقضية «البدون» يراعي الجوانب الإنسانية ودون العبث بملف الجنسية والهوية الوطنية».

فإن تجمع دواوين الكويت يبارك هذه الخطوة والتي سعى لها منذ سنتين وبحلول قابلة للتطبيق، كما نعلن وقوفنا ومساندتنا لرئيس مجلس الأمة في مسعاه، وللرئيس التنفيذي للجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية ولما يقوم به والعاملون معه من جهد جبار لمعالجة ما يسمى بقضية «البدون»، وبما يتوافق مع القوانين السارية ويتماشى مع المصلحة العامة للبلاد، وقطع الطريق أمام أي تدخلات حالية ومستقبلية من أي جهة كانت، تؤثر على تركيبة الكويت السكانية، وتغير هوية شعبها، وتمس سيادتها.

داعين المولى عز وجل أن يهدي الله النفوس ويجنبنا ويلات كل الأخطار ويحفظ الكويت بحفظه من الشرور والفتن وأن يكلأنا بفيض رحمته وأن يديم علينا جميعا نعمة الأمن والأمان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

«تجمع دواوين الكويت»

عنهم/ فهد عبدالرحمن المعجل

الكويت في 23 يوليو 2019