#النخبة| الشاهين: خلل هيكلي يوتّر علاقة السلطتين
أكد النائب أسامة الشاهين أن قدرية وضع الكويت ضمن جغرافيا صعبة في إقليم ملتهب، تحتم عليها كدولة وشعب، أن تتمسك بسياسة الحياد الإيجابي، لتحصين نسيجها الاجتماعي، ومنع تسرب أفكار الفتنة الى داخلها، وأن يتمسك شعبها بوحدة المصير تحت راية الكويت، وخلف قيادة سمو أميرها.
وقال الشاهين، في حوار مع القبس، ان دور الانعقاد الماضي كان حافلا، وتميل كفته الى الحكومة التي بدا واضحا أنها تملك أغلبية مريحة مكّنتها من تمرير قوانين أو الخلاص من استجوابات، مما أفرز تقييماً سلبياً لأداء النواب من قبل المواطنين، مشيراً الى خلل هيكلي يتحكم في العلاقة بين السلطتين، وأدى الى توتير الأجواء بينهما باستمرار ويحدّ من إنجازاتهما معاً.
ولفت الى انه يعكف شخصياً على متابعة ملف الأراضي الفضاء والبيوت الاستثمارية في المناطق السكنية، لما لهذه المظاهر من ضرر بالغ على مستحقي الرعاية السكنية العاجزين عن ملاحقة غلاء العقارات والإيجارات.
التفاصيل في الأسطر التالية:
● يرى كثيرون دور الانعقاد الأخير انه اتسم بصبغة حكومية، وسط تقييم سلبي للأداء النيابي، كيف ترى الأمر؟
ـ اعتقد انه كانت للحكومة أغلبية مريحة داخل المجلس في الفصل التشريعي، وبرزت أغلبيتها أكثر خلال دور الانعقاد الثالث في أكثر من تصويت، سواء على قوانين أو استجوابات، وقد أقر فيه 22 قانوناً، وتقدم فيه 6 استجوابات، ونوقشت فيه 65 رسالة برلمانية، وهذا انعكس سلبا على تقييم المواطنين لأداء المجلس، وأنا اتفق مع هذا التقييم، فما تحقق أقل بكثير من المطلوب والواجب. وفي تقديري، المجلس حقق بعض النجاحات، وإن كانت جزئية ومتأخرة، لكنها تظل نجاحات في ملفات اقتصادية ورياضية كقوانين التأمين والمشروعات الصغيرة وتحسين بيئة الاعمال التجارية والايقاف الرياضي، لكن المهمة والتحديات ما زالت جسيمة وعظيمة، مثل قضية تدني الحد الادنى للمعاشات التقاعدية والتي تمثل أولوية تشريعية لديّ، حيث تصل بحسب إجابة برلمانية تلقيتها إلى 683 دينارا للمتقاعدين غير المتزوجين، وهي مبالغ لا تكفي لحاجة السكن وحدها فما بالك بباقي الاحتياجات، ومبلغ 1143 دينارا للمتقاعد الذي يعول ٥ أبناء وأكثر وهي متدنية ايضا ولا تسد احتياجات نحو 135 ألف متقاعد في البلاد حاليا.
● وهل تتوقع أن يكون الانعقاد المقبل أفضل من سابقيه؟
ـ آمل أن نحقق إنجازات حقيقية وملموسة في الأركان الثلاثة «الديموقراطية والرفاهية والحريات العامة»، عبر تشريعات تعزز تلك الأركان الدستورية وتنزلها على أرض الواقع، كإلغاء العقوبات الماسة بالحريات في جنايات التعبير عن الرأي السياسي، واجتراح قوانين تبين وتنظّم الجرائم السياسية وتعرّف ماهية الجماعات السياسية التي تحدث عنها دستور 1962 كمفاهيم دون أن يكون لها تشريع قانوني يعكس وضعها؛ حتى الآن. كما اعكف شخصيا على متابعة ملف الأراضي الفضاء والبيوت الاستثمارية في المناطق السكنية، لما لهذه المظاهر من ضرر بالغ على مستحقي الرعاية السكنية العاجزين عن ملاحقة غلاء العقارات والايجارات.
المبارك والوزراء
● كيف تقيّم التعاون بين المجلس والحكومة؟
ـ يبذل سمو رئيس مجلس الوزراء والاخوة الوزراء جهوداً مشكورة للتواصل مع الزملاء النواب، ولكن يغلب على العلاقة بين السلطتين منذ سنوات طويلة خلل هيكلي كبير، لا يعود الى الأشخاص بقدر ما يعود الى النظام السياسي المعمول به، حيث تأتي الحكومات المتتابعة غير مدعومة وغير منبثقة من الأغلبية النيابية، مما يضطرنا الى جلب التأييد والدعم بوسائل وأدوات أخرى تضر أكثر مما تنفع، وتهدم أكثر مما تبني، مثلما نرى في جانب واسع من التعيينات القيادية والتسهيلات الإدارية مما عجزت عن حمله البعارين، واعتقد ان ذلك الخلل يوتر العلاقة بين السلطتين ويحدّ من إنجازاتهما معا.
حياد إيجابي
● هناك قضايا لا ينفك النواب عن طرحها كلما اقترب موعد الانتخابات، كالصحة والتعليم والإسكان.. لماذا تبدو تلك القضايا كما لو أنها بلا نهاية أو معالجات جذرية؟
ـ هذه القضايا غاية في الأهمية، ونحسب من يطرحونها أنهم في غاية الصدق، ولكن حسن النوايا لا يكفي وحده طالما لم نصحبه بالعمل الجاد، أما التكرار المستمر للمعالجات المجربة سلفاً، كاستبدال أشخاص بآخرين أو تشكيل لجان تحقيق، أو الاطلاع على تجارب أجنبية، فيعني اننا سنصل الى الأوضاع ذاتها ونقع في الفشل مجدداً، لذلك أرى أن الإصلاح منظومة متكاملة تتطلب إرادة وإدارة معاً، وليس مجرد كلمات موسمية وحماس ينطفئ عند أول ملهاة أو قضية جانبية تطرح، وعلى هذا الأساس يظل طرح تلك القضايا متواترا، لأنها لم تُعالج العلاج الأمثل.
● كيف تنظرون إلى الوضع الإقليمي المحيط؟
ـ المنطقة في حالة من التوتر الشديد والاضطراب، وهذا ليس أمرا جديدا بل هو مستمر منذ سنوات بكل أسف وأسى، لكن ما حدث مؤخرا من قرصنة لناقلات نفط بالمياه الدولية واستهداف مطارات في دول خليجية شقيقة، يمثل ذروة التدهور المؤسف للحالة الأمنية والسياسية في المنطقة، ولا نملك كبلد صغير خاضع لجغرافيا صعبة سوى التماسك والتمسك بسياسة الحياد الإيجابي بين الأشقاء، وتحصين الداخل ومنع أفكار الفتنة وأموالها من الدخول بيننا، ويجب ان نظل متمسكين ومتضامنين تحت راية واحدة هي الكويت، وخلف قيادة سمو أمير بلادنا.