د. ناصر المطيري يكتب عن فكرة لتحالف خليجي إيراني
اشكالية العلاقة الخليجية الإيرانية طويلة ومتصاعدة طالما بقيت حالة انعدام الثقة مستمرة بين ضفتي الخليج ، وما يجري حاليا من تصعيد عسكري وأمني في مياه الخليج والتهديد الذي يطال الملاحة البحرية وعبور ناقلات النفط من مضيق هرمز هو نتيجة طبيعة للتأزم المتصاعد في العلاقة الخليجية الإيرانية .
وبالنظر للمصالح الدولية المشتركة بين الدول المتشاطئة في منطقة الخليج نعتقد أن كلفة اقامة علاقات سلام وتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران أقل بكثير من كلفة التوتر الأمني المتواصل بين الجانبين ، لاسيما ,ان أغلب الأزمات في الخليج مع إيران هي انعكاس للتوتر بين الولايات المتحدة وطهران ، لذا على الخليجيين أن يتعاملوا بأسلوب الحياد الإيجابي في الأزمة الايرانية الأمريكية بمراعاة مصالحهم الأمنية والاقتصادية أولاً وبما لايخل بتحالفات دول الخليج الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ثانياً.
من هنا نعتقد بأن فكرة ايجاد صيغة تحالف خليجية ايرانية تعد مبادرة استراتيجية مهمة في هذه المرحلة للحفاظ على أمن واستقرار الخليج وتأمين طرق الملاحة في المياه الإقليمية، وهذا يتطلب اجراءات بناء ثقة بين دول مجلس التعاون وإيران على أن يتعامل الخليجيون مع ايران كمنظومة خليجية يجمعها التعاون والمصير المشترك وذلك على خلاف الوضع الراهن حيث تتعامل دول الخليج مع طهران بشكل ثنائي حيث تتباين العلاقات الخليجية الايرانية من حيث القوة والضعف.
ولعل ماقامت به دولة الامارات العربية المتحدة أخيرا من تقارب وانفتاح على ايران يمثل خطوة في ذات الاتجاه والفكرة التي نطرحها لأن أبوظبي أدركت مصالحها ووضعت أمنها في المقدمة وبادرت لبناء علاقات ثقة وجوار آمن مع ايران وهذه الحالة يجب تسود في الواقع السياسي في المنطقة .
السلام والاستقرار وتحقيق المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية يجب أن تكون هي العناوين المشتركة لفكرة إقامة تحالف خليجي إيراني تجني منفعته الدول والشعوب على ضفتي الخليج .
د. ناصر خميس المطيري