حسين الفيلكاوي يكتب قبل ثلاث سنوات ..!!
قبل ثلاث سنوات .. !
نجلد الذات سنة بعد سنة بتفاهات مصدرها الإنسان ودافعها الأول صراعات الحياة، سنة بعد سنة وإلى الآن نعاني الفقر في اغنى دول العالم، وسنة بعد سنة نجد انتشار المجاعات في افريقيا الحزينة .. هذا الملك يطالب، وهذا الامير يناشد، وهذا الرئيس لا يريد التنحي من منصبه !!
اصبحت المصالح البشرية تتخطى كل حد، وكل امنيه صرخ فيها إنسان ليلاً، قبل ثلاث سنوات كان طموح ابناء هذا الشعب تتخطى كل السحب، ويملك فيها كل فرد حرية يحلم بها حتى الدول المتقدمة.. ولكن كل هذا قبل ثلاث سنوات !
قبل ثلاث سنوات، كانت حياة الفرد في أجمل صورة من تكوين الأسرة وتواصل فعلي لكل جوانب المجتمع ..
نحن نسير في مراحل خطيرة لا تعرف إلا ابر التخدير، تعطى للشعوب بقالب اثارة الجدل حول موضوع أو تيار معين.. ليكون الفرد تحت سيطرة رجلاً واحد فقط ! لماذا كل هذه الاسرار ؟ لا قيمة لحياة الإنسان اليوم .. تناسوا روحه وتواجده، وحريته !
يلقى الإنسان في اعمق نقطة في البحر، والسبب ؟ لأنه معارض لسياسة دولة معينه، اعلم بأن بلادنا الحزينة تملك من المال والسلطة والتأثير الكافي لتحويل وتشكيل كل صورة حسب وجهه نظر شخص واحد .. واعلم انها تأسست على قوانين منظمة لتسهيل حياة المواطن، ولكننا تناسينا بإننا نحن من وضع هذه القوانين .. ويمكننا تخطيها أن اردنا ذلك !
قبل ثلاث سنوات، كنت اسأل عن الحياة وتكوينها.. واسأل عن الصعوبات.. واسأل بشكل لا يطاق.. حتى وصلت للنقطة التي جعلت مني إنسان لا يريد إلا التكيف مع كل صعوبات الحياة دون اسئلة !
ختاماً، التخدير ليس حلاً .. اخبروهم بالحقيقة، لم يكن هناك أي جثث، هناك جزر تحتويهم.. يا من دخل التاريخ احتراماتي لك !
وكل عام وانتم بخير !
حسين الفيلكاوي