عبدالله الفكر يكتب : التوحيد و الوحدة : ضرورة إسلامية ملحة
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
في هذا الملتقى العظيم لهذا الدين الكريم ،
عندما يجتمع المسلمون بإختلاف جنسهم وجنسياتهم وألوانهم وأعراقهم و لغاتهم على صعيد واحد يدعون ربا واحدا ويعملون عملا واحدا بإنتظام و روحانية و محبة ، عندها تتلاشى الطبقيات وتنتهي الرمزيات وتتجلى السواسية وتندثر المكانات الإجتماعية ليبرز الوجه الحقيقي للعدالة الإجتماعية والقيمة الإنسانية .
وإن أبرز معلمين وأميز عنصرين رئيسيين وقيمتين مستفادتين من الوقوف بعرفة وبقية أعمال الحج هما؛ التوحيد والوحدة .
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ
” التوحيد ”
لم يخلق الله الخلق ويرسل الرسل إلا لغاية جليلة وهي عبادته وتوحيده وتقديسه وإفراده بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة ، من دون ند ولاعدل ولاشريك ولا ولد ، فلا ملك مرسل ولانبي مقرب يستحق صرف أي نوع من أنواع العبادة، فلذلك وجب على المسلمين عموما الإجتماع حول هذا الشأن الجليل ، فيصححوا عقيدتهم ويرضوا ربهم ويسلكوا سبيل نبيهم فهذا هو الأصل العظيم والإعتقاد السليم .
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
” الوحدة ”
وأعظم أمر بعد التوحيد هو تحقيق الوحدة ونبذ الفرقة والإعتصام بحبل الله المتين و الإلتفاف حول هدي النبي الأمين ، فلا طريق لنجاح أي مشروع أممي عظيم إلا بإجتماع أفراده و ذوبان المصالح الفردية والسعي الدؤوب لتحقيق الغاية العامة والعدف الأسمى الشامل ، فبالوحدة يتحقق الأمن وتسمو الأنفس وتتجلى التضحيات وتتسامى المشاركات وتتعاظم التضحيات وينتظم الجميع .
حفظ الله الإسلام والمسلمين ووفقهم لتحقيق التوحيد و سمو الوحدة.