#النخبة| دور المرأة الكويتية في العمل الإنساني العالمي “ناصع البياض”
تؤدي المرأة الكويتية دورا ناصع البياض في مجال العمل الإنساني محليا ودوليا حتى أصبحت نجما ساطعا في سمائه آخذة على عاتقها رسالة الكويت الإنسانية الرائدة وتقاسمتها مع شقيقها الرجل.
وعشية الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف يوم غد الاثنين تشارك الكويت عموما والمرأة الكويتية خصوصا إحياء مضامين هذا اليوم الذي يستعيد ذكرى الهجوم الإرهابي على مقر الأمم المتحدة في بغداد عام 2003 ويركز على الإشادة بعمال الإغاثة الذين يجازفون بأنفسهم في مجال الخدمات الإنسانية.
ويحمل الاحتفال هذا العام شعار (المرأة في العمل الإنساني) تكريما للنساء العاملات في طواقم الإغاثة الإنسانية ممن عملن منذ أمد طويل على خطوط المواجهة الخطيرة في مجتمعاتهم ومن يعملن في أصعب الظروف.
وتأتي الرعاية السامية من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه للمرأة ودورها في شتى المجالات تعبيرا عن إيمان سموه بمكانة المرأة وأهمية دورها في بناء المجتمعات ونهضتها خصوصا أن تاريخ سموه زاخر بالأعمال الإنسانية والتنموية كلل بتكريم الأمم المتحدة لسموه (قائدا للعمل الإنساني) والكويت (مركزا للعمل الإنساني).
وما زالت الكويت تجدد العهد للقيم والمبادئ الإنسانية الراسخة عالميا بتقديم المساعدات ومد الأيادي البيضاء لكل محتاج في كل بقاع المعمورة بغض النظر عن أي اعتبارات تتعلق بالدين أو الجنس واللون أو العرق.
في السياق تسير المرأة الكويتية من خلال العديد من الجهات والمؤسسات على نهج الكويت الإنساني وتبتكر المبادرات والمشاريع الإنسانية ولعل أحدث تلك المشاريع نسبيا مبادرة أطلقتها رئيسة (مبادرة النوير للايجابية) الشيخة انتصار سالم العلي الصباح وهي مؤسسة (انتصارس) الخيرية في بريطانيا لمساندة ودعم وتأهيل مليون امرأة عربية من ضحايا الحروب في المنطقة.
وقالت الشيخة انتصار الصباح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد إنها أنشأت المؤسسة من منطلق معاناة اللاجئين في المنطقة العربية ولدعم اللاجئات العربيات وإعادة تأهيلهن لاجتياز الفترة العصيبة اللاتي مررن بها عن طريق علم النفس الدرامي لإعادة تأهيل مليون امرأة عربية.
وأوضحت أن المؤسسة برئاستها بدأت العمل منذ عام في مخيمات اللاجئين في لبنان حيث تم تنفيذ ثلاثة برامج تأهيلية والعمل جار حاليا في الأردن على أن ينتهي البرنامج الحالي في شهر سبتمبر المقبل ليتم بعده إطلاق ثلاثة برامج في أكتوبر.
وذكرت أنه بالنظر إلى عدم وجود عدد كاف من علماء علم النفس الدرامي في الوطن العربي تم التخطيط لإقامة مركز في لبنان ليكون أول مركز معتمد في العالم العربي لتدريب طلبة كليات علم النفس على العلاج باستخدام المسرح أو الدراما بالتعاون مع عدد من الجامعات العالمية والاستعانة بهم لمعالجة النساء المتضررات من الحروب.
وبينت أن (انتصارس) ليست المؤسسة الأولى على مستوى العالم التي تقوم بتأهيل المتضررات من الحروب من خلال علم النفس الايجايبي بل هي الأولى لناحية استمرارية التواصل مع المتأهلات بلقاء علاجي أسبوعي على مدى ثلاثة أشهر واستمرارية التواصل أيضا بلقاء شهري لضمان نجاح العلاج والمساعدة في تشكيل مجموعة من النساء المساندات.
من جانبها قالت الأمينة العامة في جمعية الهلال الأحمر الكويتي مها البرجس ل(كونا) إن الجمعية هي الذراع الإنسانية للكويت والجسر الذي يتم من خلاله إيصال المساعدات للمتأثرين من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية والصراعات في بقاع العالم.
وأوضحت البرجس أن المكانة التي تبوأتها الجمعية عالميا كانت بفضل دعم ومؤازرة قيادة الدولة الرشيدة وتوجيهات سمو أمير البلاد المستمرة بتعزيز دور الجمعية وتوسيع نشاطها محليا ودوليا وتفعيل آلياتها للوصول إلى الضعفاء والمحتاجين في كل مكان.
وأكدت أن الجمعية مستمرة في وضع بصماتها الإنسانية وحرصها على تحديث مشاريعها وبرامجها الإغاثية والإنشائية والتنموية والطبية والتعليمية عاما بعد آخر لخدمة الإنسان وتوفير متطلبات المعيشة والحياة الكريمة وواضعة ضمن أولوياتها الخطط والبرامج التأهيلية للأسر والأفراد لتنمية ذواتهم وتطوير مجتمعاتهم.
وثمنت مساهمات المرأة الكويتية السخية وجهودها في العمل الخيري والتطوعي النسائي بما يتسق مع دور الكويت الريادي في العمل الإنساني مؤكدة حرص الجمعية على تشجيع العمل التطوعي لدى المرأة الكويتية ومساعدتها للقيام بدور مجتمعي إيجابي.
وذكرت أن العمل التطوعي شكل مجالا خصبا للمرأة الكويتية سعت من خلاله إلى إثبات وجودها وساهمت به عبر سنوات طويلة في تكريس المبادرات التطوعية من خلال الفرق التطوعية النسائية المنتشرة في الكويت.
وبينت البرجس أن العمل التطوعي من أكثر المجالات التي أثبتت فيها المرأة الكويتية نجاحا إذ أدارت العديد من الأعمال التطوعية وتقاسمت الأدوار مع الرجال وبرز بذلك مفهوم المشاركة سواء في العمل الميداني المحلي والدولي.
وأضافت البرجس أن صاحب السمو أمير البلاد من أوائل القادة المبادرين أمام كل أزمة من الأزمات الإنسانية التي واجهت الشعوب المتضررة وكانت التوجيهات السامية تصب في تقديم المنح الإنسانية المباشرة للشعوب المنكوبة.
من جانبها قالت مديرة مشروع (ادفع دينارين واكسب الدارين) في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية سمية الميمني ل(كونا) إن للفتيات والسيدات دورا مهما في العمل التطوعي والإنساني المميز “من خلال مشروعنا الشبابي التعليمي”.
وأضافت الميمني أن المشروع انطلق عام 2010 بجهود شبابية من جامعة الكويت وبمبادرة من طالبات الجامعة اللاتي أخذن على عاتقهن مسؤولية نشر الوعي التطوعي وثقافة العمل الانساني.
وأوضحت أنه على الرغم من أن اسم المشروع يبدأ من مبلغ بسيط قدره ديناران لكن تم تحقيق إنجازات كبيرة تمثلت في 14 مشروعا تعليميا في 8 دول حول العالم يستفيد منها 6060 طالبا وطالبة.
وأضافت أن مشاريع الدارين بلغت 11 مدرسة من سلسلة مدارس الدارين في كل من اندونيسيا وقرغيزيا والسودان والنيجر والهند والبانيا ومعهد الدارين في الصين ومكتبة الدارين في صربيا كأول مكتبة عربية واسلامية.
ولفتت إلى وجود مشروع متميز عبارة عن حافلة الدارين في الهند وهي عبارة عن مدرسة متنقلة في القرى الفقيرة لتعليم الأطفال علما أن المستفيدين من مشاريع الدارين منهم 70 في المئة من الفتيات والسيدات في تلك الدول المحتاجة “التي نحرص على السفر إليها مع الفريق التطوعي الشبابي في رحلات إنسانية جماعية للتعرف على أوضاعهن هناك “.
وأفادت بأن 80 في المئة من منتسبي المشروع من الفريق التطوعي من الفتيات والشابات بين 18 و 34 عاما وتم تدريبهن على أهم مهارات العمل الخيري مثل تسويق المشاريع الإنسانية والحديث أمام الجماهير وقواعد العمل الجماعي المنظم والتفكير الإبداعي.
وتعد الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية من أكبر المؤسسات العاملة في الحقل الإنساني على مستوى العالم الإسلامي وتقدم خدماتها الإنسانية منذ انطلاقها عام 1987 بغض النظر عن أي معيار فئوي أو سياسي أو يتعلق باللون أو العرق أو ماشابه.
وأطلقت الهيئة المؤتمر العالمي الخاص بتفعيل دور المرأة في العمل الخيري عام 2014 تحت عنوان (دور المرأة في العمل الخيري) إيمانا بأهمية دورها وسعت من خلاله إلى إصدار وثيقة لتكون بمنزلة دستور يفعل وينظم ويضبط طبيعة المرأة في ميدان العمل الخيري.