من المعتاد في الدول المختلفة رؤية القرود في الحدائق، ولكن الأمر يختلف كليًا في جزيرة سانت كيتس، الموجودة ضمن منطقة البحر الكاريبي في دولة سانت كيتس ونيفيز، حيث تتميز الجزيرة بتواجد الكثير من القرود بها يفوق عدد سكانها، بحسب ما ذكرت شبكة “بي بي سي”.
وتعد القرود في تلك الجزيرة أحد أهم العوامل على جذب السياح إليها، وبالرغم من فائدتها في السياحة إلا أن المزارعين يواجهون العديد من المشاكل بسبب الأضرار التي تحدثها تلك القرود في محاصيلها الزراعية، أبرزها محاصيل المانجو والبطيخ والخيار، ولكن المزارعون مضطرون لتحملها نظرًا لأنها تساهم في إدخال نحو ثلثي العوائد المادية للجزيرة.
عدد القرود بالجزيرة وكيفية التعامل معها
ويبلغ عدد القرود المتواجد بالجزيرة 60 ألف قرد، ليتفوق على عدد السكان بالجزيرة، الذين يصل عددهم إلى أكثر من 54 ألف شخص تقريبًا، يقوم البعض باستغلالهم في الترويج للسياحة وكسب المزيد من المال من خلال أخذ 5 دولارات من كل سائح مقابل التصوير معهم، كما يقوم البعض بطهي القرود وتقديمها كوجبة مفضلة هناك.
أسباب زيادة عدد القرود في الجزيرة
رجح أغلب سكان الجزيرة أن هذه القرود موطنها يعود لبعض التلال الموجودة خارج المنطقة، ولكن السكان جلبوها إلى هنا في القرن السابع عشر كحيوانات أليفة، وازدادت أعدادها في الفترة الأخيرة بسبب إطاحة العواصف بأشجار الفواكه وبقصب السكر، ليقوموا بالنزول أكثر إلى هذه الجزيرة.
المزارعون والقرود
حاول العديد من المزارعين إبعاد القرود من الجزيرة بسبب الضرر التي تحدثه بالمحاصيل الزراعية، من خلال استخدام الفزاعة، والكلاب، والأفاعي المطاطية، وأشكال على شكل بعض أنواع الطيور، وعلى الرغم من نجاح الأمر لفترة وجيزة خاصة استخدام الكلاب، إلا أنه سرعان ما فشل الأمر سريعًا بسبب اعتيادهم للأمر.
مبادرة الأمم المتحدة
وتبنت الأمم المتحدة مبادرة لكسب ثقة القرود، وذلك عن طريق التعامل معها من وقت الشروق إلى غروب الشمس، على أن يتم ارتداء بعض الملابس اللامعة لتتعرف القرود على هذا الشخص في اليوم التالي، حيث تهدف المبادرة لمعرفة الباحثين بعادات وتقاليد القرود بطريقة أكبر ومدى تأثيرها على التنوع البيولوجي.
وقالت الدكتورة كيري دور، منسقة المشروع: “الفكرة قد تفشل ولكننا سنبذل أقصى ما لدينا لنجاح تلك المبادرة”.
وفي سياق متصل، قالت الدكتورة كريستا غالاغير، المحاضرة بكلية الطب بجامعة روس في باسيري: “هذه الكائنات رائعة جدًا وتقوم بدراستنا كما نقوم نحن بدراستهم، وهي مصدر طبيعي يجب حمايته والتواصل معه بشكل جيد”.
