في السنوات الأخير من الهم والدم العربي أصبحت عواصم عربية عدة مخترَقة السيادة حيث تختطف قوى دولية أو إقليمية القرار السياسي والسيادي فيها بعد أن تم تمزيقها من الداخل عرقياً وطائفيا وفئوياً، وأُطلقت يد الفساد لتعيث فيها دماراً .
في بغداد أصبحت مرجعية القرار الرسمي العراقي تستند إلى توجيه وموافقة طهران رغم محاولة قوى اقليمية استقطاب الحكومات العراقية المتعاقبة ولكن دون جدوى..
دمشق التي تتقاطع فيها المصالح الدولية مع الاقليمية بات يتقاسم النفوذ فيها اليوم أمريكا وروسيا وإيران وتركيا فيما الغائب الوحيد النظام العربي الفاشل.
لبنان وحدث ولاحرج اصبح منذ زمن منطقة نفوذ إيرانية تقود حكومة لبنانية بسلاح حزب الله !
اليمن دخل على خط انتهاك السيادة وتاه بين شماله وجنوبه فلا صنعاء ولاعدن وهنا نستحضر قول الشاعر اليمن عبدالله البردوني:
فظيع جهـل مـا يجـري وأفظـع منـه أن تـدري **
وهل تدريـن يـا صنعـاء مـن المستعمـر السـري؟**
غــزاةٌ لا أشـاهـدهـم وسيف الغدر في صـدري .
وفي الطريق عواصم اخرى تجري فيها حرب بالوكالة مثل ليبيا الضائعة بين حكومة معترف بها دولياً وجنرال عسكري متمرد مدعوم من دول وقوى عربية ودولية.
ايران قبل سنوات قليلة مضت صرحت على لسان أحد مسؤليها العسكريين أنها اصبحت تسيطر على اربع عواصم عربية!
إذن المرحلة العرببة الراهنة من أصعب المراحل التي مرت بالمنطقة العربية تجاوزت في ضررها وتأثيرها مرحلة الاستعمار ، مرحلة مفصلية سوف تحمل تغييرات كبرى وتحولات وتحالفات وربما خرائط جديدة!
د. ناصر خميس المطيري
