الكويت – النخبة:
قصص وحكايات إنسانية تحمل في طياتها أصعب المآسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد برزت على السطح منذ بدأت وزارة الصحة تطبيق قرار زيادة الرسوم على المقيمين، حيث انتشرت قضايا تتضمن تعرّض حالات مرضية لوافدين إلى الوفاة بسبب عدم قدرتهم على دفع تلك الرسوم المقرة حديثاً.
ووفقاً للروايات الكثيرة المتداولة، سواء بين المقيمين أو على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن معظم هذه الحالات لمرضى خرجوا على مسؤولياتهم الخاصة، لضعف إمكانياتهم المادية التي لا تمكنهم من سداد المصروفات العلاجية الجديدة في المستشفيات الحكومية، ولكن حالتهم الصحية الخطيرة أدت الى وفاتهم.
آخر الحالات
آخر تلك الحالات، ما تناولته مواقع التواصل الاجتماعي وغروبات المعلمين عن وفاة معلمة (36 عاماً)، وتعمل في إحدى مدارس منطقة الأحمدي التعليمية بعد أيام من خروجها من المستشفى واجراء عملية جراحية.
القبس تحدثت مع احدى زميلات المعلمة التي لفظت أنفاسها الأخيرة مطلع الأسبوع الماضي، فأكدت الزميلة انها خرجت من المستشفى قبل وفاتها بأيام بعد عملية اجهاض، حيث كانت حالتها حرجة.
وذكرت ان الرسوم الصحية الجديدة كانت باهظة التكاليف، لا سيما الاشاعات والتحاليل والعناية المركزة التي مكثت فيها أياما عدة، مبينة انها دفعت كل ما تملك من أجل سداد المصاريف، إضافة الى ان بعض الأطباء والمسؤولين العاملين في المستشفى ساعدوها في بقية المبلغ الذي تخطّى 3 آلاف دينار.
مساعدة إنسانية
وبيّنت ان حالة المعلمة تدهورت بعد خروجها من المستشفى، واشتد عليها الألم ولم تمر أيام حتى انتقلت الى رحمة الله تعالى، موضحة ان سبب الوفاة وفقاً للطب الشرعي هبوط حاد في الدورة الدموية، وجرى انهاء الاجراءات وإرسال جثمانها الى موطنها للدفن.
وعودة الى أبعاد وآثار القرار الذي وصفه المقيمون في الكويت بالظالم والمجحف، فإن من الواضح جلياً، أن بعض الأطباء والمسؤولين في المستشفيات يتكفّلون ماديا بعلاج بعض الحالات الحرجة، كنوع من المساعدة الانسانية من أصحاب الرداء الأبيض.
وفي الوقت الذي طالب فيه بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بإلغاء قرار زيادة الرسوم وإعادة دراسة تطبيق الضمان الصحي بشكل كامل، طالب استشاريون في الصحة أيضاً باستثناء الحالات الحرجة والطارئة من الرسوم.
البعد الإنساني
واعتبر مواطنون أن قرار زيادة الرسوم الصحية على الوافدين يتعارض مع التوجه الانساني للكويت، ويضر بسمعة البلاد عالميا، وهي المعروف عنها أنها مركز «الإنسانية» و«بلد السلام».
وتساءلوا: «لماذا تجاهل قرار زيادة الرسوم الصحية مبدأ قدرة الفئة الخاضعة له على السداد؟ وهل تم النظر في البُعد الانساني وأضراره وسلبياته؟ مؤكدين أنه لا يتناسب وأحوال معيشة الوافدين الذين تعد رواتب أغلبهم منخفضة!
