بين “البرمائي” و”ذو الناب”.. تفصيل حكم أكل لحم التمساح
بين “الحلال والحرام” اختلف الفقهاء حول حكم أكل التمساح، حيث هناك من اعتبره من الأسماك أي حيوان بحري، وآخرون اعتبروه من الحيوانات المفترسة لأنه له أنياب ويأكل اللحوم.
العالم الأزهري سعيد حسني، إمام وخطيب ومدرس في مديرية الأوقاف بالقليوبية، شرح لـ”الوطن” أن هناك اختلاف على التمساح فهناك من اعتبره من الأسماك وأحل تناوله ورأى أن لا شيء فيه والرأي الثاني يقول إنه طالما أنه مفترس وله ناب فحرام تناوله: “الرأي الراجح أنه حرام أكله”.
الفقهاء في السعودية
ذكر حسني أن عند كثير من الفقهاء في السعودية ضابط الأمر في الحل والحرمة: “هو كل حيوان استطابته العرب والناس فهو حلال إلا ما ورد الشرع بتحريمه وكل حيوان استخبته العرب والناس فهو حرام إلا ما ورد الشرع بتحليله”.
واستكمل العالم الأزهري حديثه بأن أي شيء من البحر يعتبر لحمه حلال وسيدنا النبي قال: “هو الطَّهور ماؤه، الحِلُّ ميتته”، وقال حسني إن تردد أن في مصر وتحديدا في أسوان والنوبة هناك البعض من يصطادون التمساح ويتناولونه: “هم هنا اخذوا بظاهر الحديث أنه طالما في البحر يبقى من الأسماك والأسماك حلال وحتى لو كان له ناب ومفترس ففي سمك قرش له ناب ومفترس ومحدش قال إنه حرام”.
وأكد حسني أن عدد كبير من علماء السعودية حرموا لحم التمساح أما باقي العلماء يرون الأمر بتساهل ويقولون أنه حلال مثل السمك: “دى مسألة فى الفقه كنا بندرسها يعنى طالما أن مفيش نهى من الله عز وجل على حيوان معين يبقى الأمر على السعة وكله حلال طالما أن نفسك تستسيغ الأكل لكن لو حرم الشرع شيء يبقى نبتعد عنه”.
وأضاف الشيخ الأزهري أن الشرع حرم وفقا لقول الله تعالى: ” حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ”، موضحا حسني كل ما سوى ذلك حلال تناوله.
سبب الخلاف
أظهر حسني سبب وجه الخلاف أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث: ” كل ذي نابٍ من السباع فأكله حرام”، موضحا العالم الأزهري: “بما أن التمساح ليس من السباع وإنما من البرمائيات فالبعض يراه حلال والله اعلم”.
فيما قال الشيخ الأزهري أحمد مدكور لـ “الوطن”، حول الخلاف ما إذا كان التمساح محرما أكله أم لا، إن يحل أكله إذا كان خاليا من الأنياب وفقا لقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه، أن جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير”.
وأضاف أن قال بعض من جمهور الفقهاء إنه يكون من المائيات ولذلك يجوز أكله واستندوا في قولهم للآية الكريمة في سورة الأنعام “قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
وكذلك أحل أكله بعض الفقهاء باعتبار أنه من الأسماك مثل أسماك القرش والحيتان وفقا لقول الله تعالى في سورة المائدة “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ”.
وأكد مدكور أن الفيصل في الأمر إذا كان التمساح أو أسماك القرش لها ناب لا تؤكل، لأنه هناك بعض التماسيح ليس لها أنياب فيجوز أكلها.
ضجة في السعودية
وأثار مقطع فيديو تداوله مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي جدل كبير حيث ظهر مجموعة أشخاص اصطادوا تمساحا، وأقدموا على شوائه، وهو ما أثار الاستغراب والتساؤلات حول حكم أكله.
وقال سعد الخثلان رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية والأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود، إن “القول الراجح أن التمساح يحرم أكله”، منوها أيضا مثل علماء الأزهر المصريين إلى اختلاف العلماء، وفقا لصحيفة البيان.
وأضاف الخثلان أن “العلماء اختلفوا في حكم أكل التمساح، فالبعض من ذهب إلى حل أكله، وقالوا إنه حيوان بحري وآخرون أنه يحرم أكله، وهو مذهب الشافعية والحنابلة، وهو القول الراجح، وذلك لأن له نابا، فهو من الحيوانات المفترسة له ناب يفترس به الإنسان والحيوان”.
وأكد الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود، على أن “من يقول بجواز أكله معللا بأنه حيوان بحري.. هذا قول خطأ حيث إنه من الحيوانات البرمائية، وليس من الحيوانات البحرية”.