عبدالله الفكر يكتب : ” التربية .. و العلم ” أسس قيام الحضارة
قال تعالى: ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾{البقرة:151 }
تعرف التربية الإسلامية بأنها ” إعداد الفرد والمجتمع المسلم إعداداً كاملاً من جميع النواحي الروحية والدنيوية في جميع مراحل النمو ، للحياة الدنيا والآخرة في ضوء المبادئ و القيم والأخلاق ، على المنهج الرباني وفي ضوء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم”
ومن هذا التعريف ندرك شمولية الدين الإسلامي فيما يتعلق بالفكر والروح وبالدنيا والآخرة من جهة التربية وإعطاءها الأهمية الكبرى في نماء وتطور المجتمع وتفسير ” الكون-الإنسان-الحياة ” تفسيرا عميقا والذي ينعكس على العملية التربوية بشكل إيجابي ، وتتعدى التربية الإسلامية النطاق الضيق لكثير من المدارس الإنسانية التربوية لتتكامل من عناصر وسمات رئيسية إبتداءا من التربية الإيمانية فالتربية العلمية ثم العملية و التربية الإجتماعية وإنتهاءاً بالتربية الخلقية ليتشكل الفرد والمجتمع بعظمة الكمال وجلال التكامل بوسائل وأساليب تربوية ربانية منها الأمثال والحوار والقصص والترغيب والصدود و الطرق العملية والإشارة وبعيداً عن العنف والغلظة والتحقير والإساءة .
وهذا منطلق التنمية والنهوض الحضاري .
“اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم” (العلق: 3-5).
أما فيما يتعلق في جانب التعليم فقد أولى الإسلام العلم والتعليم فجعله رأس الهرم في بناء المجتمع والدولة الإسلامية إيمانا منه بدور العلم الريادي والقيادي للتطور الإنساني والرقي الحضاري ،
ودعوة الإسلام ومحل عنايته وجل إهتمامه للعلم لكلا الجنسين ولكل الأعمار مشمولا بذلك العلوم الدينية والدنيوية لإعمار الأرض وتنمية معاش الأفراد وعلاجهم ورقي إقتصادهم وغيرها ، وذهب الإسلام إلى مرحلة عظيمة من الحث على العلم حتى أوجب وآجر التعلم والحرص على العلم لكل ما لايتعارض مع قواعد وثوابت الإسلام .
ختاما فإن الدول والحضارات تفسد حين لاتكون الأخلاق والعلم قاعدتها وإن الإصلاح السياسي والإجتماعي إنما يبدأ بتطوير التعليم والتركيز على الأخلاق التربوية فإنها أولى خطوات الإصلاح وأول الطريق .