إشهار «الجمعية الليبرالية».. بين التوقّع والبشرى!
الكويت – النخبة:
كان إشهار جمعية الليبرالية الكويتية، من وزارة الشؤون الاجتماعية، او كما تم الاتفاق على تسميتها «جمعية الحرية»، مناسبة استبشر بها الشارع المحلي خيراً، آملاً في أن تكون خطوة ولبنة لتأسيس واشهار جمعيات نفع عام أخرى مشابهة، تعزّز الدولة المدنية ودولة المؤسسات، الأمر الذي انعكس في تغريدات عدة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، ترجمت فرحة المغرّدين بإشهارها.
ويرى مراقبون (وفق القبس) ان إشهار هذه الجمعية يعتبر خطوة وتمهيدا للدرب نحو اشهار جمعيات مماثلة، تحمل نهجا مدنيا وفكريا، بعد ان اعتاد المجتمع على أن يقتصر الاشهار على الجمعيات الخيرية والاخرى الدينية والمذهبية، وبعض المجموعات التطوعية والشبابية، بعيدا عن اي جمعيات تمثّل فكرا او نهجا محددا وواضحا، تمثّل المجتمع بكل اطيافه، متوقعين ان تحذو جماعات اخرى حذو الجمعية الليبرالية في التقدّم بطلبات اشهار لوزارة الشؤون.
وذكر المراقبون ان المجتمع في حاجة ماسّة الى مؤسسات مدنية فكرية تدعم ركائز قائمة على الفكر والمبادئ التي يرعاها الدستور الكويتي، ويؤكدها، لا سيما في ظل المخاطر والتجاذبات الاقليمية، ذلك ان وجود مثل هذه الجمعيات، خاصة اذا حملت صك الرسمية عن طريق الاشهار، سيكون داعما للوحدة الوطنية ولمّ شمل المجتمع بكل اطيافه، لكونها لا تهتم بفئة معيّنة بقدر ما تمثّل الجميع.
نقاش نخبوي
ودار النقاش بين النخبة المثقّفة على موقع التواصل (تويتر)، عما اذا كان اشهار «جمعية الحرية» بوابة لإشهار جمعيات اخرى مماثلة بنهج سياسي، حيث رأى البعض ان الوقت حان لمثل هذا التوجه، لا سيما ان الديموقراطية الكويتية ناضجة بعد مرور عقود من تجربتها في المجتمع، فهذه التجربة التي تميز مجتمع البلاد يحتاج الى مؤسسات مدنية تدعمها وتعزّزها وتسهم في استمرارها وترسيخ مبادئها، مبينين ان لا وعي مجتمعيا من دون مؤسسات مدنية تخدم الافكار والمبادئ وتعزز ثقافة الرأي والرأي الآخر، سواء كانت هذه الجمعية او غيرها من الجمعيات.
ورغم ان اشهار الجمعية المذكورة جاء بعد مفاوضات مع وزارة الشؤون وتغيير مسماها من «الليبرالية» الى «الحرية»، فإن المراقبين قللوا من شأن ذلك التغيير، وقالوا ان المسميات لا تهم بقدر ما يهم وجود جمعيات فكرية ونخبوية في المجتمع، تهدف الى زيادة وعيه، خصوصا في مجالات الحرية والعدل والمساواة، مؤكدين ان اشهار الجمعية يدل على وجود خطوة نحو الاصلاح وتغيّر النهج الرسمي لمصلحة الالتفاف حول النخب الفكرية والمثقفة التي تدعو الى دعم ركائز الدولة المدنية، مستبشرين بأن يكون طريق اشهار الجمعيات المماثلة ممهّدا أكثر من «جمعية الحرية».
جمعيات مرفوضة
باركت شخصيات عامة خطوة اشهار الجمعية الليبرالية عبر حساباتها الالكترونية، في حين كان الإشهار فرصة للتذكير بضرورة إشهار جمعيات اخرى، كانت قد رُفضت طلبات إشهارها في السابق.
خطاب فكري
رأى ناشطون أن إشهار «الجمعية الليبرالية»، هو مناسبة للدعوة الى أن يسود النهج الفكري لغة التخاطب والحوار في المجتمع، وعبّروا صراحة في تغريدات متتابعة، عن ان وجود مثل هذه المؤسسات المدنية كفيل بزرع ثقافة تقبّل الرأي والرأي الآخر.