«مطَّارات الشاي والقهوة» تملأ كليات جامعة الكويت
الكويت – النخبة:
في اليوم الدراسي الطويل الممتلئ بضغوط المحاضرات، يبحث طلبة الجامعة عن أنشطة للترويح عن النفس وقضاء أوقات الفراغ التي تتوسّط المحاضرات، فمنهم من يجعل الكافتيريا وجهة أساسية، وآخرون يفضّلون الذهاب إلى الاستراحات، حيث يتبادلون الأحاديث أو يشاهدون برامجهم المفضلة، في وقت يهتّم آخرون بانجاز بعض المهام المطلوبة في مكتبات الجامعة.
كما يمثّل التجمّع في ساحات الكليات لاحتساء القهوة متنفساً لدى كثير من الطلبة، خاصة مع تحسّن درجة الحرارة، حيث تمتلئ الطاولات في حدائق كليات الحرم الجامعي في كيفان، بــ «دلات» وفناجين القهوة، كما يجتمع طلبة كليات موقع الشويخ حول النافورة، حيث دفايات القهوة والشاي، في حين يذهب آخرون إلى الفعاليات التي تقيمها الجمعيات العلمية بالكليات.
لكن طريقة قضاء أوقات الفراغ داخل الجامعة كثيراً ما تتسبّب في خلافات بين الطلبة، حيث تختلف الآراء حول الطريقة المثلى للترفيه، فقد اثار ادخال «مطّارات القهوة» إلى الجامعة امتعاض بعض الأساتذة والطلبة، إذ رأوا أن التجمّعات تشوبها مظاهر غير حضارية؛ كعدم الالتزام بنظافة المكان وترك المخلّفات بعد التجمع.
القبس سألت عدداً من الطلبة عن آرائهم في تلك التجمعات، وعن الأنشطة التي يفضلونها داخل الجامعة، وفي ما يلي التفاصيل:
قال طالب كلية العلوم الاجتماعية عبدالله الحويلة: لا مانع من إحضار «مطّارة القهوة» إلى الجامعة، كما الحال عند إحضار أكواب القهوة من المحال المشهورة، «فهذا الأمر لا يتعدّى على حريات الآخرين ولا يؤذيهم».
وبيّن أنه من كرم الضيافة أن يقوم الطلبة بإحضار القهوة والشاي وتوزيعها على زملائهم، في حين يجب عليهم الحفاظ على نظافة المكان، وهو الأمر الذي يعتمد على تربية الشخص وأخلاقه.
من جانبها، ذكرت طالبة كلية التربية زينب جابر أن المشكلة تتمثل في السلوكيات السلبية التي تصحب التجمعات، فلا يقتصر الأمر على احتساء القهوة والشاي، بل خلق الفوضى وقلة النظافة وتعالي الأصوات بألفاظ غير لائقة في هذه التجمّعات، مبينة أنه على الرغم من أن التجمّع لشرب القهوة يعتبر جزءا من التراث، فإنّ لكل مقام مقالاً، فالجامعة مكان أكاديمي للعلم والدراسة، ولها هيبة يجب أن تُحترم.
الأصبوحة الشعرية
وعن الأصبوحات الشعرية، قال طالب كلية الحقوق خالد الطراد إنه يؤيد فعاليات الشعر التي تقام في الكلية، لا سيما التي يُستضاف فيها الشعراء المميزون، موضحاً أن الشعر الغزلي أجمل الأنواع، ولا يمكن اعتباره من الأمور المحظورة، إلا من قبل الجاهلين بمعنى الشعر، ومن ثم فآراؤهم لا يُهتم لها.
وأوضح الطراد أنه يشجع الفعاليات المفيدة للطلبة، او التي يكون الغرض منها الاستمتاع، مشيراً إلى أن الفعاليات يجب ان يرافقها تنظيماً، كجعلها بالحجز المسبق.
بدورها، أشارت سارة البرجس الى أن الشعر في حد ذاته ثقافة قديمة لدينا، وهو جزء من تراثنا، لكن المشكلة أن بعض الشعراء يستخدمون أساليب غير لائقة لجذب أنظار الفتيات، مما يخدش حياءهن، مبينة أن الأمور السلبية الموجودة في تلك الفعاليات لا تنحصر فقط في تصرّفات بعض الشعراء أو الجمهور، بل سوء التنظيم والإزعاج.
من ناحيته، أوضح الطالب علي الصايغ أن فعاليات الشعر لا تليق بالحرم الجامعي، مبيناً أنه يفضّل الفعاليات التي تفيد الطالب وتزيد ثقافته في مختلف المجالات؛ كإقامة الفعاليات التي تهتم بالوضع العام للدولة، أو استضافة المفكرين والسياسيين ليطرحوا أفكارهم أمام الشباب الجامعي.
العادات والتقاليد
واتفق الطالب عبدالمجيد الخزيم، حيث ذكر أن الفن يجب أن تقيّده العادات والتقاليد، مضيفاً ان هناك كثيراً من التصرّفات السلبية بتلك الفعاليات، وأن هناك فعاليات أخرى قد تعود بالنفع على الطالب أثناء اليوم الدراسي، ويستمتع بها في الوقت ذاته، كمباريات كرة القدم.
أما الطالبة فرح الديحاني، فذكرت أنها لا تحب الشعر، وأن سلبيات فعاليات الشعر أكثر من فوائدها الترفيهية، فهي تؤدي إلى الفوضى والازعاج، ولا تصلح لطلبة الحقوق، مبينة أنها تميل إلى اقامة الدورات المفيدة المتعلّقة بعلم النفس، وتحليل الخط ولغة الجسد وغيرها من المواضيع التي تفيدنا.
قصائد غزلية
أثارت إحدى الأصبوحات الشعرية المقامة في كلية الحقوق انقساماً بين الطلبة، حيث اعتبرها البعض لا ترقى بالفعاليات التي يفترض أن تقام «لمحامي المستقبل»، نظراً الى ما تخللتها من أشعار غزلية، رأى البعض أنها لا تراعي العادات والتقاليد، اضافة إلى الفوضى التي تسبّبت فيها ببهو الكلية، في حين رأى آخرون أن الفعالية أصابت أهدافها في الترفيه عن الطلبة.