#النخبة| الكويت تستقبل اليوم العالمي للعمل الخيري ويدها البيضاء ممدودة لمواصلة مسيرة العطاء
تستقبل الكويت (اليوم العالمي للعمل الخيري) الذي يصادف غدا الخميس ويدها البيضاء ممدودة لمواصلة مسيرة العطاء المشهود له في تقديم الدعم والعون للمحتاجين والمتضررين من الكوارث الطبيعية أو تلك التي من صنع الإنسان.
وتأتي الفعالية العالمية التي تقام في الخامس من سبتمبر سنويا والكويت تشكل مهد كل جديد في إغاثة المنكوبين حول العالم إذ يزخر تاريخها الإنساني بسجل حافل في إغاثة المنكوبين على جميع المستويات الرسمية والشعبية.
وحددت الأمم المتحدة ذلك اليوم لتنظيم الاحتفالية العالمية تزامنا مع ذكرى وفاة الأم تيريزا الحائزة (نوبل للسلام) عام 1979 تقديرا لجهودها الخيرية والأعمال الإنسانية التي قدمتها لمقاومة الفقر.
ومنذ انطلاقة أول جمعية خيرية كويتية في عام 1913 حقق العمل الخيري الكويتي نجاحات منقطعة النظير عالميا ما يعكس ما جبل عليه الشعب الكويتي من حب للخير وما تجذر في وجدانه من قيم البذل والإنفاق والعطاء المتدفق في نهر العمل الإنساني العالمي.
وتاريخيا شكلت جهود المؤسسات الخيرية الكويتية الدؤوبة والحثيثة علامة فارقة في فضاءات العطاء الإنساني دون تفرقة أو تمييز بفضل تحركاتها في أرجاء المعمورة لإغاثة المنكوبين والفقراء دون شكوى أو مقابل.
وفي هذا الصدد قال رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار في الديوان الأميري الدكتور عبد الله المعتوق لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء إن العمل الخيري الكويتي بشقيه الرسمي والأهلي يبرهن دوما على عطاء الشعب الكويتي الممتد في أصقاع العالم بدعم كريم وتوجيه من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه (قائد العمل الإنساني).
وأضاف المعتوق الذي يشغل أيضا منصب المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أن الكويت أبلت بلاء حسنا في دعم مسيرة العمل الخيري عالميا وتقديم المساعدات للمجتمعات الفقيرة دون تمييز على أساس الدين والعرق واللون والجنس.
وأوضح أن المؤسسات الخيرية الكويتية وفي مقدمتها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية لم تدخر وسعا في إغاثة المنكوبين في حالات الكوارث والنكبات والحروب والمجاعات عبر برامج ومشاريع إيوائية وتعليمية وصحية ونفسية وإغاثية وإنتاجية وغيرها لتخفيف آثار تلك الأزمات الإنسانية وتداعياتها الكارثية.
وذكر أن الهيئة الخيرية منذ انطلاقتها الرسمية في عام 1986 وعلى مدى 33 عاما جسدت قصة فريدة من قصص عطاء أهل الكويت ومبادرة خيرية رائدة وصلت بصماتها إلى عشرات الدول حول العالم وزينت آلاف المشاريع التعليمية والصحية والقرى الخيرية بأسماء المحسنين الكويتيين.
ولفت إلى أن الهيئة خصصت سبعة ملايين دولار أمريكي لتمويل برنامج التمويل الأصغر في 32 دولة وبلغ عدد مشاريعه 41565 مشروعا بتكلفة بلغت نحو 682ر402ر55 دولار أمريكي استفاد منها 342183 شخصا موضحا أن قيمة المشروعات تضاعفت بسبب النسبة العالية لتدوير رأس المال التي بلغت 660 في المئة.
وأفاد بأن أن الهيئة تكفل نحو 34 ألف طالب في عدد من المدارس منها مدرسة (الرؤية ثنائية اللغة) في السودان التي تحتضن حوالي 500 طالب ومدرسة (الإرشاد) في نيجيريا و(مجمع قطر التعليمي) في النيجر الذي يضم 880 طالبا و(مجمع الكويت التعليمي) في النيجر أيضا الذي ينتظم في صفوفه 470 طالبا و(مركز اللهيب للتعليم ورعاية الأيتام) في أوغندا الذي يرعى 330 طالبا.
وأشار المعتوق إلى رعاية الهيئة آلاف الطلبة في عدد من المدارس التي أنشأتها في قرى الشيخ صباح الأحمد التعليمية والقرية الكويتية ودار الأزهر في إندونيسيا بالشراكة مع العديد من المؤسسات الخيرية الكويتية.
كما أشار إلى إنشاء ووضع حجر أساس 13 مدرسة في الصين وإندونيسيا والسودان وألبانيا والهند وصربيا والنيجر قرغيزيا بجهود نخبة من طلبة وطالبات الكويت ضمن مشروع (الدارين).
ونوه بمبادرة إطعام مليار جائع التي تبنتها الهيئة الخيرية ضمن المؤتمر العالمي (إنسانية واحدة ضد الجوع) برعاية كريمة من صاحب السمو مشيرا إلى أنها عكفت على دراستها وإنضاجها وحشدت لها عشرات المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية والعديد من الفاعلين في العمل الإنساني تحت سقف واحد لبحث آليات تطبيقها.
وقال إن أعمال المؤتمر أسفرت عن تعهدات ب2ر4 مليار وجبة غذاء والتزامات بتنفيذ 325 ألف مشروع لمصلحة قرابة 76 مليون مستفيد و2159 شراكة.
وذكر أن الهيئة وضعت آلية خاصة لتتبع التعهدات خلال عام 2019 وكان من نتيجة ذلك الوفاء بمليار و600 مليون وجبة و133411 مشروعا و10273 شراكة من جانبه أشاد رئيس مجلس إدارة جمعية صندوق إعانة المرضى الدكتور محمد الشرهان في تصريح مماثل ل(كونا) بالدعم اللا محدود للعمل الخيري الكويتي بتوجيهات من قائد العمل الإنساني سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه.
وقال الشرهان إن (إعانة المرضى) استطاعت أن تقدم الدعم الإنساني للمرضى المحتاجين داخل البلاد من خلال إدارة النشاط الطبي إذ قدمت خلال العام الماضي مساعدات إنسانية لنحو 10147 حالة مرضية بتكلفة ناهزت ال984ر5 مليون دينار كويتي (نحو 662ر19 مليون دولار أمريكي).
وأوضح أن المساعدات التي قدمتها الجمعية تنوعت ما بين أدوية وأجهزة طبية “مرتفعة الثمن” توفرها للمرضى المحتاجين فضلا عن المساهمة في تكاليف مصاريف العلاج داخل البلاد وخارجها وتركيب السماعات الطبية وعلاج حالات العقم وزراعة النخاع ومستلزمات طبية وكفالة أسر المرضى الذين أقعدهم المرض عن طلب الرزق.
وأشار إلى أن المساعدات شملت كذلك أجهزة نطق وأجهزة طبية وأدوية عامة مع توفير عدسات طبية ونظارات بالإضافة إلى دعم أصحاب الأمراض الأكثر انتشارا فضلا عن الأنشطة التوعوية والصحية والمعارض الطبية التي يتم فيها الفحص المجاني للسكري والضغط في المساجد والشركات والمجمعات التجارية وغيرها للمواطنين والمقيمين.
ونوه بأن إدارة النشاط الخارجي في (إعانة المرضى) تحرص على أن تتحرك بمظلة رسمية وتنسيق مع وزارة الخارجية وسفارات الكويت في الخارج حيث نفذت 139 مشروعا في 21 دولة لخدمة الجرحى والمرضى والمصابين زادت تكلفتها على 223ر1 مليون دينار (نحو 19ر4 مليون دولار).
وأوضح ان ادارة النشاط الخارجي كان لها دور بارز في تخفيف حدة الفقر على الكثير من اليمنيين كما خففت وطأة جراح المصابين من اللاجئين السوريين وقدمت لهم دعما كبيرا بعد أن تعاقدت مع مستشفيات في الأردن ولبنان وتركيا وعالجت الالاف من الجرحى والمصابين.
وقال إنها ساهمت في توفير الأطراف الصناعية للكثير من المحتاجين فضلا عن إيصالها لعشرات سيارات الإسعاف وإقامة المئات من العيادات الميدانية والمتنقلة داخل سوريا ووزعت الالاف من الأدوية ووفرت الكثير من المستلزمات الطبية للنازحين السوريين.
من جانبه أشاد رئيس مجلس إدارة جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية المهندس جمال النوري في تصريح مماثل ل(كونا) بالسيرة العطرة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسجل سموه الحافل بالعمل الإنساني والخيري ودور الكويت ومساهماتها على المستويين الرسمي والشعبي.
وقال النوري إن مسيرة العمل الخيري الكويتية باتت من أبرز الركائز الفعالة والناجحة لسياسة الدولة الخارجية حيث تكللت الجهود الإنسانية والخيرية “الهائلة” التي بذلتها الكويت وأميرها ومؤسساتها الخيرية محليا وعالميا لتجعل هذا البلد المعطاء مركزا للعمل الإنساني.
وأكد النوري أن الجمعية ومنذ تأسيسها حريصة على تقديم المساعدات الإنسانية العديدة في قارتي آسيا وإفريقيا بمبادرات المحسنين والتي أصبحت أحد العناوين البارزة لأيادي الخير التي يتميز بها أبناء الشعب الكويتي وفق رؤيتها في التميز والريادة في العمل الخيري وايمانا برسالتها في بناء وتنمية المجتمعات.
ولفت إلى أن الجمعية قامت خلال الفترة من سبتمبر 2018 وحتى الآن بالتعاقد لتنفيذ عدد 6751 مشروعا وقافلة إنسانية بتكلفة إجمالية بلغت 697ر10 مليون دينار (نحو 154ر35 مليون دولار) في 25 دولة علما بأن المشاريع عبارة عن مدارس ومعاهد ومساجد وآبار وكفالات أيتام ومراكز صحية.
وذكر النوري أن الجمعية نفذت المشاريع الموسمية لهذا العام وهي إفطار الصائم بمبلغ 793 ألف دينار (نحو 606ر2 مليون دولار) لعدد 480 ألف مستفيد وكذلك تم تنفيذ مشروع الاضاحي في أكثر من 25 دولة تلبية لحاجة الآلاف من الأسر الفقيرة في تلك الدول بتكلفة بلغت 455 ألف دينار (نحو 494ر1 مليون دولار أمريكي) استفاد منه 547 ألف مستفيد من خارج الكويت وداخلها.
وتسعى الجمعية من خلال المشاريع الخيرية التعليمية والدعوية إلى تمكين المستفيدين من تلقي التعليم ورفع كفاءة التعليم المهني والنموذجي وقياس أثر ونتائج المشاريع التعليمية على المجتمعات وتنميتها.