#النخبة| “المالد” و”اليلوة”… فن شعبي ارتبط بالمناسبات الدينية والاجتماعية عند أهل الكويت قديما
ارتبطت المناسبات الدينية والاجتماعية عند اهل الكويت قديما بفنون فلكلورية خاصة بها كمناسبة المولد النبوي الشريف اذ كان يحتفل به بفن (المالد) وهو احد الفنون التي تندرج تحت موروث الانشاد الديني وهناك فن (اليلوة) وهي من الفنون الغنائية التي تقام في الاعراس فقط.
وفي هذا السياق قال استاذ الموسيقى الدكتور حمد الهباد في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) أمس الخميس ان الفنون الغنائية في الكويت متنوعة بتنوع المناسبات المختلفة التي يمارسها المجتمع الكويتي.
وذكر الهباد ان (المالد) احد الوان الغناء الشعبي الديني وهو فن كويتي قديم مختص بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولفظ مولد كما ذكر في كتاب “لسان العرب لابن منظور” تأتي من مولد الرجل أي وقت ولادته ومولده تعني الموضع الذي ولد فيه.
وأضاف ان كلمة مولد في اللهجة الكويتية حرفت الى (مالد) بابدال حرف المد الواو الى الف علاوة على ان كلمة (المالد) تتباين في معانيها بحسب البيئة الشعبية التي تستخدم فيها فنرى ان معناها عند الحضر هو “وقت الولادة” بينما يكون معناها عند اهل البادية هو “رحم الناقة”.
وافاد ان فن (المالد) هو احد الوان الاناشيد والغناء الديني المنتشرة في بعض مناطق دول الخليج العربي خاصة في الإمارات وسلطنة عمان كما انه يختص باحياء ليلة مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
ولفت الى ان (المالد) فن يستخدم عند العوام في بعض المناسبات الاجتماعية كالاعراس والاحتفال بختان الأطفال والوفاء بالنذور وعند ختم القران الكريم اضافة الى انه فن يؤدى عادة في المنازل ليلا حيث يتم انشاد قصائد الذكر التي تسمى (شيلات) او (جلات) او (تنزيلات).
وبين ان فن (المالد) ينعقد بتقابل صفين من الجالسين حيث يحمل احد الصفوف بأيديهم طبولا ضخمة يلوحون بها في الهواء ويضربون عليها فتنبعث نغمة موحدة ويتخللها نشيد ديني يتحدث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومقابل هذا الصف يجلس عدد من المنشدين وقد تلاحمت اكتافهم يتمايلون يمينا وشمالا مرددين المدائح وراء المنشد بحق الرسول الكريم.
واضاف الهباد ان فن (المالد) يبدأ بقيام رئيس الفرقة بقراءة (المقام) وهو عبارة عن المدائح النبوية دون مشاركة الحاضرين وعندها يبدأ الحضور بالتمايل وترديد جمل المدح باسلوب ايقاعي جميل.
وقال ان فن (المالد) و(الليوة) و(الزار) يصنفون ضمن الفنون الخاصة بالطوائف ذات المعتقدات الدينية الخاصة بما يعرف “بغناء الطقوس” والتي تمارس في نطاق ضيق في المجتمع الكويتي الا فن (المالد) كان التجاوب معه ضمن حدود مقبولة كونه يتعلق بذكر للرسول عليه الصلاة والسلام.
واوضح ان من اشهر فرق (المالد) في الكويت فرقة الملا محمد الدوب وفرقة الملا بلال وفرقة الملا بو علي القبندي وفرقة الملا عبدالله الهزاع بينما كان من اشهر المقرئين لفن (المالد) الملا محمد الدوب والملا احمد بن هدهود وملا جمعة وابن سنان.
وعن فن الجلوة او (اليلوة) كما ينطقها اهل الكويت قال الهباد انه احد ابرز الفنون التي تتخذها النساء دون الرجال مبينا ان الجلوة مصدرها في اللغة من “جلا” اي جلا القوم عن اوطانهم بمعنى خرجوا من اوطانهم.
واوضح ان هذا الفن كان يمارس في الكويت منذ القدم في مناسبات الزواج تحديدا اذ كان يمارس وقت العصر قبل ليلة الزفاف ويكون نتيجة لنذر نذرته ام العروس لتحقيق هذه الغاية او الاستعداد لاظهار العروس من دار أهلها الى دار زوجها.
واضاف ان (اليلوة) في الكويت تنحصر ضمن ايقاعين اولهما (القادري الرفاعي) وينسج عليه نص يشتهر في منطقة الخليج ب “امينه في امانيها مليحة في معانيها .. تجلت وانجلت حقا سالت الله يبقيها ” اما الايقاع الثاني فهو فن (النجدي) ويكون مطلعه “هب السعد هبايب الرياحي .. لك يا (فلانه) عساه دوم افراحي”.
وذكر ان رحيل رواد هذه الفنون الشعبية الجميلة في الكويت يعد خسارة تراثية لا يمكن تعويضها نتيجة لفقدان ارث ثقافي غير مادي حفظ في صدور الذين مارسوه وتناقلوه جيل بعد جيل وعبر الزمن.