#النخبة | الدكتورة موضي الحمود تكتب : لقد أصبح واقعاً جميلاً
في صباح يوم الثلاثاء الخامس عشر من سنة 2011 سلكت الطريق المتجه إلى منطقة الشدادية.. لم يكن الطريق ميسّراً ولا سالكاً… وصلنا إلى مبنى مؤقّت أُعد في الموقع لإتمام مراسم توقيع أول عقد تنفيذي لأول مبنى أكاديمي في مدينة صباح السالم الجامعية أو جامعة الكويت. شَهدت فكرة إنشاء هذه المدينة شدّاً وجذباً بين إدارات الجامعة المتتابعة عبر السنوات.. ولكن انعقد العزم على البدء في الإنشاء؛ وهكذا كان.. وتشرّفت بتوقيع أول عقود التنفيذ كوزيرة للتربية ووزيرة للتعليم العالي، بحضور إدارة الجامعة وفريق الجامعة لبرنامجها الإنشائي آنذاك، وحضور الوكيل المساعد بمكتب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية.. انتهى التوقيع وألقيت نظرة على الموقع قبل مغادرته وفي نفسي أمنية بأن يكون لنا حرمٌ جامعي متكامل كغيرنا من جامعات العالم.. وفي قلبي خشية من عدم تحقّق ذلك.. فالموقع مترامي الأطراف وساحاته الترابية ممتدة، ولكن منذ ذلك الوقت حمل عبء العمل في المواقع شباب الكويت كأساتذة من الهندسة مشرفين على البرنامج ومهندسين بمختلف التخصّصات وإداريين وعمالة فنية يدهم بيد شركات إنشائية ضخمة وطنية وعالمية. انقطعت صلتي بالمشروع إلا عبر متابعتي لما يثار في الإعلام من تأخّر أعماله أو الحرائق التي اشتعلت في بعض مواقعه.. أو من خلال الرسائل الإعلامية القليلة التي تنشر عنه. وفي صباح الأحد الماضي، 8 سبتمبر 2019 وللمرة الثانية، سلكت الطريق نفسه الذي أصبح ميسّراً وسريعاً هذه المرة.. لأجد نفسي في مدينة جامعية متكاملة جميلة المباني، بديعة التنسيق، متطورة التجهيز. شكرت الله أولاً بأن أصبحت لدينا مدينة جامعية تجمع طلبتنا من الشتات، وتوفّر لهم تجهيزات علمية تضاهي أحدث ما رأيته في بعض الجامعات المتقدمة في إنكلترا وأميركا، وأنا العائدة من مهمة علمية في البلدين؛ فشكراً لوزير التربية والتعليم العالي وإدارة الجامعة على الإصـرار بالانتقال، رغم النواقص الجاري استكمالها.. وشكراً للعاملين والمشرفين على مشروعها الإنشائي الضخم لجهودهم الجبارة، وشكرا لكل من يسّر وسهّل عملية الانتقال من داخل الجامعة، ومن أجهزة الدولة؛ كالأشغال والمرور وغيرهما. وأخيراً، أصبح حُلم مدينة صباح السالم الجامعية واقعاً جميلاً.. والكويت تستاهل. في رحمة الله وجناته يا أبا طارق ودَّعت الكويت المحامي النائب السابق مشاري العصيمي، أحد أبنائها البررة؛ فقد كان رحمه الله وطنياً صادقاً ونائباً حريصاً في دفاعه عن الوطن وحقوق المواطنين، وزميلاً رافقناه في دروب السياسة والعمل الوطني. «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ».
د. موضي عبدالعزيز الحمود