تشهد المنطقة توترات متزايدة وأحداث جسام متلاحقة وتطورات سياسية وإقتصادية متعاقبة، وكان إشعال فتيل هذه الأزمات من قبل نظام الملالي الإيراني المنبوذ دولياً و بهدف الإضرار بأمن الخليج العربي وبالسعودية خصوصا ، وكذلك بهدف إخراج إيران نفسها من عنق زجاجة العقوبات الكبيرة المفروضة عليها .
لجأت “جمهورية الوهم الإسلامي ” إلى التصعيد المتهور والمباشر وبالإضرار المتعمد تارةً بإستهداف ناقلات النفط في المياه الإقليمية للخليج العربي وتارةً بضرب المنشآت النفطية كما حدث مؤخرا في بقيق وخريص السعودتيتين ، ولما إرتأت إيران في سلوك هذا المسلك الخطر عن طريق تحريك أذرعها اللعينة في الشرق الأوسط فهو إشارة واضحة ودليل جلي على إختناقها التام وإثمار العقوبات المفروضة ، و دل أيضا على عمق تغلغلها وإحتلالها للعواصم العربية الأربع وإستخدامها في مصالحها الإجرامية وأحلامها التوسعية بالرغم من وجود حكوماتها الشكلية .
وإن مما يثير الإعجاب والإفتخار هو الرد السعودي الحكيم والمتزن وفق الأطر السياسية الرزينة والقواعد الدبلوماسية الرصينة بإستعراض الأدلة القاطعة و إشهاد المجتمع الدولي على يد إيران خلف هذه الأحداث والحشد العالمي في الإدانة المباشرة لإيران والسعي في فرض مزيد من العقوبات عليها وكذلك مستقبلا لإستصدار قرار أممي يهدف إلى توجيه ضربة عسكرية عالمية عليها ، و بهذه السياسة الهادئة بالتعاطي مع المرقف من دون تهور ولا مقابلة الحماقة بمثلها فقد فوتت القيادة السعودية على إيران فرصة المواجهة المباشرة والتي تسعى إيران جاهدة لجر المنطقة لها لما يمثله من طوق النجاة لوضعها المزري و موتها البطيء .
فالواجب على شعوب الخليج الآن الإلتفاف حول قياداتنا العظيمة و رص الصف الداخلي وتوحيد الجهود في مواجهة هذا الخطر المحدق الكبير بعيدا عن الشائعات المغرضة أو الإرجاف الموهن ، حفظ الله بلادنا من كل مكروه و أهلك عدونا المعتوه .
