فيما بدت أسراب الطيور المهاجرة بالعبور فوق أجواء الكويت التي تعتبر أهم نقطة لعبور الطيور في المنطقة، نجحت في الوصول إلى موائلها في المحميات وعلى شاطئ الصليبخات بسلام، في أرض السلام، بعيداً عن مخاطر «القوانيص» الذين تراجعت أعدادهم بفضل تطبيق قوانين البيئة والرقابة التي تفرضها وزارة الداخلية والهيئة العامة للبيئة للحد من القنص الجائر.
وظهرت أسراب الطيور بحرية تحلق فوق ساحل الصليبخات، ضمن تشكيلات جميلة تبعث السعادة والراحة في النفس، حيث شوهدت أسراب من الطيور تحلق وهي تداعب أشعة الشمس، وقد استغلت حالة الأمن والسلام لتقوم بالبيض والتفقيس، حيث رصد مهتمون بالبيئة نحو 93 نوعاً من الطيور قد فرّخت خلال الفترة القليلة الماضية.
وقال الناشط البيئي راشد الحجي، بحسب “الراي”، إن الطيور المهاجرة، مع طول رحلاتها تواجه صعوبات في عدم قدرتها على استدلال الطريق، والأضواء المربكة، بينما تتعرض العديد من الطيور اليافعة والصغيرة لخطر أكبر بسبب عدم امتلاكها للخبرة في الهجرة، ولكن تهاجر الطيور بشكل عام بنجاح كل عام، حيث تنال الطيور مكافأة على كل هذه المخاطر التي تتعرض لها، بتوافر موارد للغذاء في طريق هجرتها، حيث أوراق الشجر، والوفرة الكبيرة من الحشرات وخاصةً اليرقات، التي تعزز القدرة على التزاوج وتربية الصغار وتسمينها في مناطق الشمال قبل العودة إلى مناطق الجنوب.
وأوضح الحجي أن الهجرة تنطلق من المناطق الشمالية كسيبيريا، وروسيا، وتركيا، والعراق، مروراً إلى الجنوب تجاه الجزيرة العربية، وباب المندب، ووسط وشرق أفريقيا، فيما تكون الرحلة الربيعية عكس ذلك، بالعودة إلى مناطق التكاثر والتفريخ، ومنها الفلامنغو، الذي يمكث نحو شهرين، وكذلك الطيور المائية، وبعض أنواع البط التي تمكث طوال فصل الشتاء، مبينا ان الكويت معبر مهم لمسار الطيور المهاجرة عبر الخليج العربي، خلال رحلتي الهجرة الخريفية والربيعية، كما أنها تشكل أبرز المكونات والمؤشرات المهمة للتنوع البيولوجي في البلاد، بعضها تأتي للبلاد بهدف التكاثر، ثم استكمال رحلتها، ومنها طيور أبو ملعقة، والخرشن، وزقزاق السرطان، ومن أبرز طيور الرحلة الخريفية الفلامنغو، والعقبان، والنسور، واللوهة، وبعض أنواع البط.
وأضاف «في هذه السنة، وبعد غزارة الامطار وزيادة الرقعة الخضراء تم رصد 3 أنواع طيور جديدة تفرخ للمرة الأولى في الكويت، ليرتفع عدد الطيور المفرخة في الكويت الى 93 نوعاً، بعد أن كان العدد في السابق 90 نوعاً، ومن أهم هذه الطيور المفرخة الفقاقة العربية، حيث يعتبر هذا التفريخ الاول في منطقة الجزيرة العربية، كما فرخ طائر الغطاس المتوج الكبير في محمية الجهراء وأخيراً الحمامي العربي في محمية صباح الأحمد».
