لم تكن زيارات الاجانب الى الكويت في الماضي كثيرة إذ اقتصرت في الغالب على التجار من الدول المجاورة وابناء البادية الذين كانوا يفدون اليها في فصل الربيع خاصة للبيع او للشراء.
وكان يفد الى الكويت بعض اصحاب السفن والتجار من البلدان التي تتوجه اليها السفن الشراعية الكويتية كميناء صور في عمان وموانئ تتكسير وكنجون وكنج في الجانب الشرقي من الخليج لزيارة زملاء المهنة والتجارة او تلبية لدعوات خاصة.
وحول هذا الموضوع قال الباحث في التراث الكويتي محمد جمال لوكالة الانباء الكويتية (كونا) أمس الخميس ان عدم وجود فنادق في البلاد آنذاك دفع بهؤلاء الزوار الى ان يحلوا ضيوفا على دواوين مضيفيهم او في العماير (الشركات التجارية الصغيرة التابعة لهم) والمنتشرة على ساحل البحر.
واضاف جمال ان المضيف كان يحرص على مساعدة ضيفه في انجاز مهامه التجارية واصلاح سفينته في النقعة التابعة له ان احتاج الى ذلك وارشاده الى الاماكن المناسبة للتزود بالسلع وتسهيل مهمة بيعه لاية بضاعة يكون قد جلبها معه لذلك لم يكن هؤلاء الزوار بحاجه الى فنادق تأويهم اثناء مكوثهم في الكويت.
واوضح ان البدو الذين يفدون الى الكويت من الجزيرة العربية ومن العراق وكذلك صغار التجار والشريطية من الدول المجاورة كانوا يسكنون خياما او بيوتا مؤقتة من الشعر داخل السور او خارجه حيث الجو المنعش والمناخ الجميل اثناء فصل الربيع.
وذكر ان عددا كبيرا من البدو كانوا يبيتون في العراء حيث الهواء الطلق والهدوء الذي يخيم على ساحات مترامية الاطراف خالية من المباني والانشاءات عدا بعض العرشان القليلة المستخدمة كمقاه.
وافاد ان التجار الايرانيين الذين كانوا يفدون لبيع بعض المنتجات الاستهلاكية كالمكسرات والزعفران وكذلك السجاد والبشوت وما شابه ذلك كانوا يسكنون فوق اسطح (خان الحكومة) في سوق التجار او بالسفن الشراعية التي يفدون بواسطتها او في دواوين وكلائهم من التجار.
وبين انه مع ازدياد عدد التجار الوافدين بداية ثلاثينيات القرن الماضي قام ميرزا هادي عام 1935 ببناء (قيصرية) ذات طابقين في سوق واجف القديم قرب سوق الصناديق تضم عددا من الدكاكين بداخلها وخارجها اضافة الى عدد من الغرف بالطابق العلوي لسكن القادمين الأجانب من التجار والزوار مقابل مبالغ زهيدة.
وقال ان هذه القيصرية استمرت في ايواء الزوار الى منتصف الاربعينيات تقريبا عندما تم بناء فندق صغير شرق الصفاة قرب المسيل (البنك الاهلي حاليا).
واشار جمال الى انه في عام 1947 وبعد التوسع الكبير الذي شهدته البلاد في التجارة نتيجة لاعادة ضخ النفط بعد توقفه اثناء الحرب العالمية الثانية وازدياد عدد القادمين من التجار ورجال الاعمال والزوار قام يوسف بهبهاني بتأسيس اول فندق في الكويت بمنطقة الصفاة قرب المبنى القديم لوزارة الدفاع.
واوضح ان هذا الفندق الصغير المتواضع حمل اسم (الفندق العصري) لكنه لم يكن عالي المستوى حيث انه لم يكن يقدم اي خدمات تذكر لرواده فيما عدا السكن وكان يحتوي على عدد قليل من الغرف ويدار بواسطة رجل كبير السن.
ويذكر كتاب (تاريخ الهندسة في الكويت) لمؤلفه المهندس صباح الريس انه في خمسينيات القرن الماضي استعملت احدى عمارات السوق كفندق اطلق عليه (فندق ومطعم سميراميس بالاس) واستمر بالعمل حتى الستينيات حين تم بناء (فندق الخليج) و(فندق الكارلتون) و(فندق البريستول) في شارع فهد السالم ثم بني فندق الشاطئ على البحر.
ويقول الريس ان الدولة شعرت مع الطفرة العمرانية وتدفق الزائرين بالحاجة الى بناء فندق على مستوى حديث فقررت عام 1958 بناء فندق من خمس نجوم سمي (فندق الحكومة).
