رغم أهمية استخدامها بالنسبة للكثيرين، فإن «مزيلات العرق» صارت تثير الكثير من علامات الاستفهام، فى ظل ظهور أنواع جديدة فى الأسواق كل فترة، وجهل المستهلك بمدى خطورتها وما قد تسببه من أمراض، خاصة إذا تم استخدامها بشكل مفرط.
أستاذ جلدية: الاعتماد على المواد الطبيعية أفضل
«لا يدرك البعض أهمية العرق بالنسبة لصحة الإنسان، فهذا الشىء الذى يسخر منه البعض، بل ويعتبرونه مقززاً ويتأففون من رائحته، هو المسئول عن سلامة الوظائف الحيوية فى الجسم، وبدونه يحدث اختلال»، كلمات الدكتورة عزة محمد، استشارى الأمراض الجلدية، مؤكدة أن المزيلات دورها تقليل العرق وليس منعه: «درجة حرارة الجسد المثالية هى 37، عندها يستطيع الإنسان ممارسة حياته بشكل طبيعى، ووظائف جسده كذلك، فإذا ارتفعت درجة حرارة الجو فى فصل الصيف تحدث عملية توسيع الأوعية الدموية التى تهدف إلى إطلاق الماء من الجسد بهدف تقليل درجة الحرارة، وفى هذه المياه تخرج المعادن الضارة فى الجسد مثل الصوديوم والكلورايد، لذا فأى محاولة لمنع العرق قد تتسبب فى إصابة الجسم بالسرطان أو تساعد على الإصابة به».
وأشارت «عزة» إلى أن الأسواق بها نوعان من المنتجات التى تمنع العرق، وهى «مزيلات العرق»، و«مضادات التعرق»، وهناك فرق كبير بينهما: «مزيل العرق يُستخدم لإزالة رائحة العرق، فالمياه التى يطلقها الجسم بغرض التخلص من ارتفاع درجات الحرارة تكون بها بكتيريا، وعندما تختلط بما يتناوله المرء تظهر لها رائحة غير جيدة، فنستخدم مزيل العرق من أجل التخلص من تلك الرائحة، وهنا نحن لا نتخلص من العرق بل نزيل الرائحة فقط».
أما «مضادات التعرق»، حسب قولها، فهى المشكلة الأكبر، حيث يجب أن يتم استخدامها بحذر شديد ووفق استشارة طبيب، لأنها بالفعل تمنع ظهور «العرق» تماماً من الجسم، وهو مستقبلاً قد يدمر الخلايا ويتسبب فى الإصابة بالسرطان إذا تم استخدامه بشكل مفرط ودائم: «أهم شىء فى مضادات التعرق أو مزيلات العرق هى أن تكون خالية من الكحول وألومنيوم الكلورايد، وهى مواد ضارة بالجسم واستخدامها يتسبب بالكثير من الأمراض التى يصعب علاجها، فهى تتراكم فى خلايا الأبط، ومنها قد تنتشر فى الجسم كله، وما ننصح به هو استخدام مزيلات العرق فقط بشرط أن تكون خالية من الكحول، وأفضل نوع هو «الرول»، ومن الممكن الاعتماد على مواد طبيعية مثل الشبَّة».
