#النخبة| رفض سياسي وشعبي “كويتي ومصري” لبيان “الإخوان” الذي هاجمَ الكويت
قوبل بيان جماعة «الإخوان المسلمين» المصرية الذي هاجمت فيه الكويت، على خلفية تسليمها عدداً من عناصر الجماعة للسلطات المصرية، برفض واستنكار كبيرين من الكويت ومصر، وسط مطالبات للجماعة بالتوقف عن تصدير فكرها وعناصرها إلى الدول الأخرى، والإساءة للأشقاء.
ففيما استنكر نواب في مجلس الأمة مهاجمة الكويت «التي فتحت أبوابها للإخوة المصريين بلا قيود»، أعلن عدد من الخبراء المصريين رفضهم البيان، وقالوا إن «هذا ابتزاز مرفوض للكويت التي تعمل في تحركاتها على الحفاظ على أمنها واستقرار منطقة الخليج والدول العربية، ووفق اتفاقيات أمنية وقضائية».
كويتياً، رد النائب خالد الشطي على بيان «الاخوان»، قائلاً إن «من غريب الأداء السياسي وعجيب المواقف، ما أقدمت عليه حركة الإخوان المسلمين في بيانها ضد الكويت. وهي التي فتحت أبوابها أمام المصريين، على اختلاف توجهاتهم، واحتضنتهم بلا قيد ولا شرط، وعلى حساب جودة العمالة الوافدة وكفاءة الإنتاج المحلي والإخلال بالتعادل السكاني، مساهمة منها في معالجة الأزمات المتلاحقة التي تعاني منها هذه الشقيقة الكبرى».
وأضاف الشطي ان «الغريب أن تغفل حركة سياسية عريقة، عن أبجديات العمل السياسي، فتتبرم من دفع ثمن ما جنته، وتخل بالترحيب والحفاوة الكويتية! ذلك عندما نقضت العهود ونكصت على المواثيق البدهية، وعمدت لممارسة أنشطة تنال من موقف الكويت تجاه مصر، وتطول العلاقة الاستراتيجية بهذا البلد والشعب. وعندما لا تحترم شروط الضيافة، وتتخطى حدود الإقامة، وتعتدي على البيوت من حولي بسهام ترميها من بيتي، فمن الطبيعي أن يأتيك الرد المستحق».
من جانبه، قابل النائب أحمد الفضل بيان الجماعة بدعوة مرشدها إلى الكف عن اعتداء «الإخوان» على الكويت والتدخل في شؤونها أو استخدامها كمنصة للإساءة للدول الاخرى.
وقال في تصريح صحافي رداً على البيان وفقا لـ”الراي”، «من جانبنا ككويتيين فإننا نعاهد فضيلة المرشد العام حفظه الله بدعم بيانه والتأكيد عليه والضغط على الحكومة لتلبية ما ورد به، شريطة ان تكف جماعة الاخوان عن إرسال عناصرها القذرة لبلدنا وتدخلها في شؤوننا وشنها هجمات سيبرانية متتالية على الدولة المصرية وغيرها من الدول، من الأراضي الكويتية».
وفي القاهرة، قال المفكر السياسي الدكتور حسام بدراوي، إن بيان جماعة «الإخوان» الإرهابية، ليس له مضمون، فقط هم يريدون الحفاظ على صورة التنظيم الدولي أمام عناصر الجماعة في الدول، فيعملون على الضغط على الدول حتى لا تسلم الأشخاص المطلوبين على ذمة تحقيقات وقضايا، ولكن الكويت لا يمكن أن ترضخ لهذا الابتزاز، فالكويت تعمل بقوة شديدة في مواجهة تحركات الارهاب في المنطقة.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، فقال إن جماعة «الاخوان» تتخوف من تداعيات الخروج من الكويت لدول أخرى، خاصة الى ماليزيا واندونسيا والجزائر، وغيرها من مناطق التواجد «الإخواني».
واضاف: إن «الجماعة مذعورة من ردود فعل الكويت وتحاول الضغط إعلامياً وسياسياً، منعا لترحيل آخر لعناصرها إلى القاهرة، خاصة الشخصيات المطلوبة في تحقيقات رسمية، أو صدرت ضدها أحكام، وفزع الجماعة من عدم وجود البديل الجاهز من الدول التي يمكن الذهاب إليها مع التضييق على عناصرها».
بدوره، قال المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية اللواء طلعت مسلم، إن بيان «الإخوان» يحرّض على العنف والتخريب، ونجد دائماً الكويت تحافظ على أمن واستقرار منطقة الخليج العربي، مشيراً إلى أن «تسليمها لهؤلاء الإرهابيين، يعرقل بشكل كبير من العمليات الإرهابية التي يخططون لها».
وقال المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية اللواء علاء منصور، إن جماعة «الإخوان»، أصبحت تتخوف من تسليم عناصرها الموجودين بالدول العربية، لذلك هي تحاول عودتهم لها، وهذا لن يحدث لأنه تم تسليمهم إلى مصر لانهم ارتكبوا جرائم عنف وحرب، فيأتي هذا حفاظا على أمن البلدين، وأمن الدول العربية، ووفق اتفاقيات أمنية وقضائية.
من جهته، قال الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي هشام النجار، إن «الإخوان» تحسب نفسها كيانا له قيمة، تصدر وتعليمات لدولة ذات سيادة، والكويت دولة لها كامل الإرداة، في فعل ما يحقق مصلحتها من دون إملاءات من دول أو جماعات أو أفراد.
وأشار القيادي الجهادي السابق نبيل نعيم، إلى أن هذا البيان يتضح من ثناياه أن الجماعة تسعى لممارسة الضغط على الكويت بأسلوب فيه تحذير خفي، متجاهلة أن الكويت لن تخسر علاقاتها مع مصر إرضاء لهذه الجماعة الباطلة المنحرفة.