كيف يمكن التغلب على المشاكل المتعلقة بالنوم؟
يعتمد نظام الحياة الصحي على عدد ساعات النوم وجودته، حيث يمكن لنوم قليل أو متقطع أن يصيب الإنسان بالعديد من الأعراض الجسدية والنفسية والعصبية الضارة، لكن العديد من الناس يواجهون تحديا حقيقيا عندما يتعلق الأمر بنيل قسط وافر من النوم، سواء نتيجة للتوتر، أو الأرق، أو ظروف خارجية، مثل صوت شخير شخص في نفس الغرفة أو صوت تلفاز عال، وذكر خبير النوم، الدكتور “نيل ستانلي”، عدة ملاحظات ونصائح، في حديث صحفي، وفقا لـ”الوطن”، نقلا عن صحيفة “The Mirror” على موقعها الإلكتروني.
ما هي كمية النوم التي ينبغي للمرء الحصول عليها؟
يمكن اعتبار عدد ساعات النوم الكافية لكل شخص كطول أو لون بشرة كل إنسان، فمثلما تختلف الصفات الجسمانية الرئيسية من شخص إلى آخر، تختلف كذلك كمية النوم المطلوبة، كما يتناقص عدد الساعات النوم المطلوبة لكل شخص بتقدمه في العمر، لكن يمكننا القول أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان الطبيعي يتراوح بشكل عام من 4 إلى 11 ساعة، أي أن خمس أو ست ساعات من النوم الجيد قد تكون كافية جداً بالنسبة للكثيرين، بينما يحتاج البعض لعشر ساعات أو أكثر لشحن طاقتهم الجسمانية والعقلية، كما لوحظ أن نقص عدد ساعات النوم التي يحصل عليها أي شخص، ولو ساعة واحدة فقط، يمكن أن يكون له أثر سلبي على الأداء الجسماني والعقلي والنفسي لهذا الشخص.
ويقدم “نيل” نصيحة عامة لتحديد إذا ما كان عدد ساعات النوم التي يحصل عليها الإنسان كاف أم لا، فيقول إن الإنسان إذا كان يشعر بشكل مستمر بالإرهاق وعدم القدرة على التركيز، فإن ذلك قد يكون مؤشراً على وجوب زيادة عدد ساعات نومه.
كيف يمكن أن نتغلب على مشكلة الأرق؟
ربما كان هذا السؤال هو الأهم في ما يتعلق بموضوع النوم، فعدم القدرة على النوم هي مشكلة يعاني منها عدد متزايد من البشر حول العالم، يتعاطى نسبة كبيرة منهم أدوية مهدئة لتساعده على النوم، وهو ما يمكن أن يكون وسيلة خطرة تعرض مستخدمها لمشكلة التعود على المواد المهدئة.
بشكل عام، فإن الظروف المواتية للخلود للنوم تتضمن الرقود في غرفة مظلمة هادئة، مع أقل عدد ممكن من مشتتات الانتباه، سواء كانت مشتتات بصرية أو سمعية، بالإضافة إلى ضبط درجة حرارة الغرفة بقدر الإمكان، بحيث يكون الجو مريحاً للنائم.
تخصيص وقت محدد للنوم، والتعود على طقوس أو عادات معينة يتم القيام بها قبل النوم، يعتبر من الأمور الهامة أيضاً، كما يشدد “نيل” على أهمية عدم تناول أي مشروبات مهدئة، مثل القهوة والشاي، وعدم استعمال الأجهزة الإلكترونية ذات الشاشات المضيئة، مثل الهاتف الذكي والحواسب الآلية، قبل الخلود إلى النوم مباشرة أو أثناء الرقود في السرير.
في حالة استمرار مشكلة عدم القدرة على النوم، يجب استشارة الطبيب، ويجب عدم استخدام الأدوية المهدئة دون استشارة طبية.
هل هناك وضع جسم مثالي للنوم؟
وضع الجسم أثناء النوم يتباين بشدة من شخص إلى آخر، كما قد يتغير بالنسبة لنفس الشخص في أوقات معينة، وإن كان الوضع الجنيني هو أكثر أوضاع النوم شيوعاً، حيث أظهرت إحصائية أن 41% من المشاركين يفضلون هذا الوضع، الذي ينام فيه الإنسان على جانبه، مع ثني ركبتيه.
يعتبر النوم على الظهر هو أفضل أوضاع الجسم المساعدة على النوم، نظراً لأنه يعرض أقل نسبة ممكنة من عضلات وعظام ومفاصل الجسم للضغط والشد، إلا أن الأمور قد تختلف إذا كان الإنسان مصاباً ببعض الأمراض أو الاضطرابات، مثل صعوبة التنفس أو الشخير، حيث يتعين عليه وقتها استشارة الطبيب إذا شعر بمتاعب ناتجة عن هذا الوضع.
يعتبر وضع النوم على البطن هو أقل وضع مرغوب فيه، حيث أنه قد يعرض الإنسان لصعوبة في التنفس، لكن إذا كان هذا هو الوضع الوحيد الذي يفضل الإنسان النوم فيه، فإنه يجب وقتها وضع وسادة تحت الرأس، مع الحرص على وجود متسع للتنفس.
ينصح “نيل” النساء الحوامل باختيار الوضع الجنيني للنوم، حيث أنه يضمن أقل ضغط مكن على البطن، ولن يمثل عائقاً أمام تدفق الدم.