عند مرورك بجانب أحد محال بيع المخبوزات في الكويت، ستنبعث رائحة طيبة تفوق رائحة الخبز الشهي الطازج الذي يعد يوميًا ويملأ من حوله المكان، رائحة تتسم بالمؤازرة والتعاون بين الناس حتى في أبسط المواقف، فأمام واجهة المحال الخارجية، تظهر لك أنواع الخبز والمعجنات التي دأب القائمون عليها على إعدادها ليبيعها للزبائن، وفي الأعلى تبرز لوحة كبيرة لا تحمل أسعار الخبر، بل كتب عليها: «من لا يستطع شراء الخبز فليطلب بالمجان.. فهذا من مال الله وفضله».
وخلال جولة «الـقبس» على عدد من المخابز في المحافظات الست، لوحظ أن تلك اللوحة تبرز في واجهة معظم المخابز، وأصبحت سمة تتسم بها محلات بيع الخبز، في لافتة تعكس مدى تعاون وتكاتف الكويتيون والوافدون جنبًا إلى جنب في مواجهة تحديات الحياة.
يوسف الشمري وهو مالك لإحدى المخابز في منطقة السالمية، قال إن الكويت دولة عطاء ودائمًا ما تضرب الأمثلة بها في الداخل والخارج، وأننا تعلمنا منذ الصغر في المدراس والمساجد تقديم يد العون واقتسام الرزق مع كل من يحتاج المساعدة.
وأضاف الشمري أن الخبز يعتبر من المكونات الرئيسة للطعام، لذلك لا يمكن لأي شخص الاستغناء عنه، وهو يضع أمامنا كأحد العاملين في هذا القطاع أن ننظر بشكل مسؤول حول أي شخص يحتاج الخبز ولا يستطيع شراءه لأي ظرف.
وقال خالد مجدي عامل في إحدى المخابز في محافظة حولي، إن الكويت بلد خير، وأن من يأتون لطلب الخبز مجانًا قليل جدًا، لكن هناك بعض العاملين البسطاء يطلبون كمية كبيرة يوميًا ليغطوا احتياجتهم من وجباتهم الثلاثة، خصوصا هؤلاء الذين يعملون في مجال المقاولات وإشغالات الطرق، ولا يستطيعون دائمًا شراء الكمية التي تكفيهم، فنتعاون معهم في كمية الخبز المباعة، وهو أبسط ما يمكن أن نقدمه لأي شخص، وينعكس علينا برزق الوفير والبركة.
وقال حسن حامد مالك إحدى المخابز في منطقة الجابرية، إن هناك الكثير من المواطنين والوافدين يطلبون منهم المساهمة في هذه المساعدة، ويأتون لنا شهريًا ويتبرعون بالمال لصالح مساعدة المحتاجين في توفير الخبز لهم، ويحرصون على إخفاء هويتهم والحفاظ على مشاعر الأشخاص والأسر المتعففة، وهي شكل من أشكال التكاتف والتعاون بين كل من يعيش في أرض الكويت الطيبة.
