دعت ندوة “وضع النقل العام في الكويت” إلى تشجيع اعتماد النقل الجماعي بهدف معالجة اختناقات المرور وتقليص معدلات التلوث الناجمة عن الأعداد الكبيرة للسيارات وتخفيف العبء عن الطريق.
وتحدث خلال الندوة، التي استضافتها كلية العلوم الإدارية في مبناها بالشدادية، المدير العام لمبادرة “كويت كوميوت” جاسم العوضي، وعضو هيئة التدريس بالكلية د. صالح الياسين، ومؤسس شركة الصقر للتطوير العقاري محمد الصقر، الذي أشار إلى فوائد استخدام حافلات النقل العام (الباصات) أبرزها تقليص اختناقات المرور وتحقيق الانسيابية في الحركة، وتخفيف العبء عن الطريق.
وقال الصقر، إن عدد من يستخدم النقل العام القائم على نظام حافلات التردد السريع في مدينة بوغوتا بكولومبيا، على سبيل المثال، يصل إلى 2.2 مليون شخص، مبيناً أنه ليس مصادفة أن كل المدن الحيوية في العالم تراعي سبل النقل العام وتوليها الأهمية القصوى.
من جانبه، أكد العوضي أن قيادة السيارات أصبحت تؤثر سلباً على المجتمع، ولابد من تطوير وسائل النقل العام، متناولاً تجربته الشخصية في استخدام وسائل النقل العام.
وقال العوضي، إن مهمة “كويت كوميوت” تعنى بنظام النقل العام الحالي وبدء حوار مجتمعي حوله في الكويت، وتتمثل رؤيتنا في “التطلع الى نظام نقل عام يناسب قيمنا في الكويت”.
وأفاد بأن النقل العام هو نظام لنقل الركاب مكون من وسائل مختلفة، أهمها القطارات والحافلات، مع تنظيمه من خلال هيئة تمثل الدولة. وتناول العوضي تاريخ النقل العام في الكويت، منذ إنشاء شركة المواصلات الكويتية عام 1962، حتى دخول شركة “سيتي باص” في عام 2003، بعد استحواذها على شركة كانت لديها رخصة النقل العام، وتبعتها شركة KGL في سنة 2006.
وبيَّن أن العقدة تكمن في أنه “لا يمكن الجمع بين المردود الاستثماري والنقل الجماعي، وينتج عن ذلك جمود الأعمال وتردي الخدمات وإهدار الأموال، ما لم يتم إصلاح الخلل”، مشيراً إلى أن نسبة ركوب “الباصات” في الكويت انخفضت من 5 في المئة في عام 2006 إلى 2 في المئة عام 2016.
من جانبه، قال الياسين، إن “تسهيل وتوسيع الطرق يجعلان الناس يتمسكون بقيادة السيارات، ويبعدون عن النقل الجماعي”، مؤكداً ضرورة إيجاد حلول لتقليل ازدحام المرور، ومن هذه الحلول النقل الجماعي المتطور مع اتخاذ إجراءات بتخفيف عدد السيارات.
وذكر الياسين، أن 90 في المئة من التلوث الهوائي في الكويت يأتي من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عوادم السيارات، مؤكداً أن الازدحام يؤدي إلى هدر وقت الأشخاص.
