رفضت السلطات الأمنية المصرية مرور 11 معلماً فلسطينياً عبر أراضيها للسفر إلى الكويت، ممن تعاقدت معهم وزارة التربية في يوليو الماضي، معللة عدم منحهم موافقة بالمرور من معبر رفح إلى مطار القاهرة الدولي، بأسباب عدة؛ أبرزها القيود أمنية. وكشفت مصادر تربوية لـ القبس أن عدد الممنوعين من المرور عبر معبر رفح للسفر إلى الكويت من مطار القاهرة الدولي كان 12 معلماً في تخصّصات مختلفة، إلا أن أحدهم حصل على الموافقة الأمنية، ووصل إلى البلاد الخميس الماضي. أشارت المصادر إلى أن «التربية» تنحصر مسؤوليتها في توفير «الفيزا» وتذاكر طيران للمعلمين المجتازين اختبارات التعاقدات الخارجية، ولا دخل لها بالإجراءات الأمنية، مبينة أن هناك كتاباً رسمياً من الوزارة الى السفارة الكويتية بالقاهرة، يحمل أسماء المعلمين الجدد القادمين من قطاع غزة، وذلك للقيام بدورها في التنسيق مع «الخارجية» المصرية والسفارة الفلسطينية، للحصول على الموافقات الأمنية والسماح لهم بالسفر من القاهرة الى الكويت. وبينما أوضحت المصادر أن عدد المعلمين الفلسطينيين الذين وصلوا من قطاع غزة الى الكويت عبر مطار القاهرة الدولي يبلغ 290 معلما ومعلمة حتى الآن، أكدت أن المعلومات الواردة بأسباب منع المعلمين الـ11 من السفر الى الكويت هي «أسباب وقيود أمنية» فقط من دون مزيد من التفاصيل. القبس تواصلت مع أحد المعلمين الفلسطينيين، الذين رفضت السلطات المصرية منحهم موافقة مرور للسفر الى الكويت، حيث قال: «تعاقدت معنا الكويت الشقيقة في يوليو الماضي، وقد أتممنا إجرءات التعاقد وتسلّمنا الفيز الخاصة بنا من قبل وزارة التربية، وعندما سافرنا إلى معبر رفح فوجئنا بعد انتظار دام نحو 7 ساعات بإرجاعنا من الصالة المصرية من دون إبداء أي أسباب. إحباط وحزن وأكد المعلم الفلسطيني أنه وزملاءه العائدين الى قطاع غزة شعروا بحالة من اليأس والاحباط الشديد، لتبخّر الحلم الذي طال انتظاره لسنوات في البحث عن الحرية والخروج من وطأة الحصار بطريقة شرعية إلى بلد الإنسانية كويت العز والكرامة، مناشداً الجهات المعنية والسلطات الفلسطينية النظر بعين العطف والتدخّل والتواصل مع الجهات الأمنية المصرية لحل المشكلة في أسرع وقت ممكن. وأكد أنه وزملاءه قد أنفقوا مبالغ مالية كبيرة من أجل تصديق أوراقهم من رام الله، كما أنهم فقدوا وظائفهم داخل قطاع غزة، بعد إتمام التعاقد مع وزارة التربية الكويتية، قائلاً: «نريد حلا سريعا وعاجلا لإنهاء مشكلتنا والسماح لنا بالسفر، أسوة بزملائنا والالتحاق بالسلك التعليمي في الكويت». وذكر أنه وزملاءه لديهم تصريح مرور من القاهرة إلى الكويت، صادر عن القنصلية الكويتية في مصر، وهذا بالتأكيد استخرج بعد التنسيق مع الجهات الأمنية المصرية، كما لا ليس لدينا أي منع قضائي من الحكومة الفلسيطنية، وأيضاً نمتلك شهادة عدم محكومية مصدّقة من «الخارجية»، وكتاب «حُسن سير وسلوك»، ورغم كل ذلك فلم يسمح لنا بالمرور. وأعرب المعلم الفلسطيني عن آماله في أن يكون المنع سببه «تشابه في الأسماء»، مثلما حدث مع زملاء آخرين، وأن يسمح لنا بالعبور بعد إنهاء الاجراءات الأمنية اللازمة من السلطات المصرية، مستدركاً بالقول «20 يوماً من الانتظار لحل مشكلتنا وما زالت الآمال باقية». مساعٍ لحل المشكلة أكد مصدر مطلع لـ القبس أن هناك مساعيَ من الأجهزة المختصة في دولة فلسطين لحل المشكلة وإتمام الاجراءات الخاصة بمرور 11 معلماً فلسطينياً من قطاع غزة عبر معبر رفح، وذلك بالتنسيق مع الجهات المصرية والكويتية المعنية، مشيراً إلى ملاحظات أمنية من قبل السلطات المصرية بشأنهم.
