عبدالمحسن العنزي: كل وزراءنا شربوا من مياه الصرف الصحي!!
الكويت – النخبة:
في الوقت الذي لم ينكر فيه وكيل وزارة الاشغال المساعد لقطاع الهندسة الصحية المهندس عبدالمحسن العنزي وجود تعديات من جهات عدة خصوصاً على شبكة الأمطار، أكد على أن الكويت من الدول الرائدة في مجال تطبيق منظومة الصرف الصحي والاستفادة من المياه المعالجة في مشاريع تحسين البيئة والتشجير وري المناطق الزراعية في العبدلي والوفرة، مؤكداً حرص الوزارة على حماية البيئة البحرية والبرية من خلال مشاريعها التي تضمن الالتزام الكامل بشروط ومواصفات الهيئة العامة للبيئة.
وأوضح العنزي في لقاء مع «الراي» أن أهمية المياه المعالجة تكمن في كونها أحد أهم مصادر المياه البديلة في ظل ندرة مصادر المياه في الدولة، خصوصاً وأنها من المياه المتجددة الناتجة عن معالجة مياه الصرف، إذا ما أخذ في الحسبان ارتفاع معدلات استهلاك المياه للفرد الأمر الذي يؤدي حتماً إلى زيادة كميات مياه الصرف، لافتا إلى أن الوزارة تملك محطات على مستوى متطور منها محطة تنقية المياه في الصليبية.
وأعلن عن عزم الوزارة إنشاء محطة جديدة لتنقية مياه الصرف الصحي في المنطقة الجنوبية كإحدى أهم خطط القطاع التوسعية في مجال تطوير الخدمات الصحية في الكويت،، مبيناً أنها ستكون متى تم تنفيذها من أكبر المحطات على مستوى العالم كله، مشدداً على ضرورة الاهتمام بجون الكويت من خلال طرح مشروع ضخم لإنشاء الأنفاق العميقة بهدف حماية البيئة.
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• قطاع الهندسة الصحية واحد من قطاعات عدة في وزارة الاشغال العامة فهل لك أن تعرفنا باختصاصاته؟
– قطاع الهندسة الصحية يُعنى بإدارة مياه الصرف الصحي وإعداد الدراسات الفنية والمساعدة التقنية لتطوير المرافق، وتنفيذ جميع المشاريع المتعلقة بتجديد شبكات الصرف الصحي وتحسين أداء محطات نقل وجمع ومعالجة المياه ورفع كفاءة شبكات الصرف الصحي وتحسين قدرتها لتلبية معدلات النمو السكاني والتوسع العمراني.
• ماهي الرؤية التي يعمل القطاع من خلالها؟
– إنشاء بنية تحتية صحية مستدامة وفق المعايير العالمية تمثل الخط العريض للرؤية التي تسعى الوزارة لتحقيقها بما يتخللها من تفاصيل فنية عدة تهدف جميعها إلى توفير وتحسين شبكة خطوط الصرف الصحي، وتحقيق الاستفادة القصوى من المياه المعالجة التي تنتجها محطات التنقية، والحرص على حماية البيئة التي تشكل للوزاة أحد أهم أهدافها.
• ماذا عن مشاريع شبكة الصرف الصحي؟
– القطاع يعمل وفق برنامج لتطوير وتجديد شبكة الصرف الصحي في الكويت للحفاظ عليها وإطالة عمرها إلى أطول فترة ممكنة، وذلك من خلال الاستمرار في أعمال تجديدها باستخدام أفضل المواد المقاومة وتحسين الميول وزيادة أقطارها وزيادة خطوط الجانبية لاستيعاب التدفقات بكمياتها المختلفة.
• نسمع عن تعديات تتعرض لها شبكة الصرف الصحي من أفراد أو جهات فما صحة ذلك؟
– لا ننكر وجود تعديات من جهات عدة خصوصاً على شبكة الأمطار، ومن منطلق حرص الوزارة على سلامة خدماتها وكذلك البيئة العامة قامت بإنشاء إدارة شؤون البيئة لمراقبة المنشآت التابعة للوزارة إلى جانب التنسيق والتعاون الكامل مع الهيئة العامة للبيئة لوقف التعديات التي قد تحدث.
• حماية جون الكويت مسؤولية جهات عدة فما هو دوركم في حمايته؟
– للأمانة نحن نولي جون الكويت اهتماماً كبيراً، ولذلك يسعى قطاع الهندسة الصحية إلى طرح مشروع ضخم لإنشاء الأنفاق العميقة الذي يهدف إلى حماية البيئة ومنع تحويل أي تدفقات إلى جون الكويت من خلال نظام متكامل لربط خطوط الطوارئ بجميع المحطات ومخارج الأمطار ونقل المياه غير المعالجة والفائضة من محطات الضخ والرفع والتنقية إلى محطة تنقية جديدة.
• منذ فترة طويلة والقطاع يسعى إلى إنشاء محطة جديدة في المنطقة الجنوبية فأين وصلتم في هذا المشروع؟
– تشكل محطة أم الهيمان التي تقع في المنطقة الجنوبية إحدى أهم خطط القطاع التوسعية في مجال تطوير الخدمات الصحية في الكويت، وستكون متى تم تنفيذها من أكبر المحطات على مستوى العالم، أما فيما يخص الموقف الحالي لها فالمشروع يمر في مراحله النهائية للبدء فيه.
• ما هي أبرز مميزات تلك المحطة الجديدة؟
– المحطة المزمع إنشاؤها ستكون بطاقة استيعابية تبلغ 500 ألف متر مكعب في البداية ثم يتم تطويرها حتى تصل إلى 700 ألف متر مكعب، وهذا من شأنه المساهمة في إلغاء محطة الرقة، حيث إن المحطة الجديدة ستكون صديقة للبيئة إضافة إلى قدرتها على توليد الطاقة ذاتياً.
• كيف تتم تغطية المناطق السكنية الجديدة؟
– وزارة الاشغال لديها تنسيق تام وكامل مع المؤسسة العامة للرعاية السكنية في ما يخص المناطق الجديدة لربطها على شبكة الصرف الصحي إلى جانب إنشاء المحطات للمدن الجديدة، حيث تحضر الوزارة لإنشاء محطة جديدة في منطقة المطلاع السكنية بطاقة استيعابية تبلغ 400 ألف متر مكعب لتنقية مياه الصرف وضخها بعد معالجتها إلى منطقة العبدلي الزراعية.
• ما أهمية مشاريع معالجة مياه الصرف التي تنفذها الوزارة؟
– تكمن أهميتها في كونها أحد أهم مصادر المياه البديلة في ظل ندرة مصادر المياه في الدولة، خصوصاً وأنها من المياه المتجددة الناتجة عن معالجة مياه الصرف، إذا ما أخذ في الحسبان ارتفاع معدلات استهلاك المياه للفرد ما يؤدي حتماً إلى زيادة كميات مياه الصرف، وبلا شك فإن الكويت تعتبر من الدول الرائدة في الاستفادة من المياه المعالجة في التتشجير وري المزروعات في المناطق الزراعية بالعبدلي والوفرة.
• في ظل إيقاف منتجات تصديرية كونه سقيت بمياه الصرف الصحي فهل استخدام هذا النوع من المياه آمن في مزارعنا؟
– المياه التي توفرها الوزارة للمناطق الزراعية مُنقاة بالطريقة الرباعية ما يجعلها تضاهي في جودتها مياه الشرب بل تتفوق عليها، وهي صالحة للشرب والعديد من الوزراء الذين تقلدوا المنصب الوزاري في وزارة الأشغال شربوا منها، كما أن الكويت حصدت أخيراً المركز الأول عربياً في إنتاج المياه المعالجة وفق تصنيف برنامج الرصد المشترك بين الصحة العالمية واليونيسيف الأمر الذي يؤكد مدى جودة المياه التي تنتجها محطات وزارة الأشغال العامة ومدى تقدم الكويت في استخدام هذه التكنولوجيا.
• كان للوزارة تعاون مع القطاع الخاص في هذا المجال، فكيف تُقيم التجربة؟
– التجربة بلا شك تجربة كانت رائدة، وتم الاستفادة من خبرة القطاع الخاص في هذا المجال بشكل كبير جداً، أثمر عن إنشاء محطة التنقية في منطقة الصليبية التي تعتبر إحدى أكبر محطات تنقية مياه الصرف في العالم بطاقة استيعابية تصل إلى حدود 600 ألف متر مكعب لإنتاج المياه المعالجة رباعياً، تستفيد منها جهات حكومية عدة وخاصة إلى جانب استخدام المياه في عمل التشجير.
• هل يتم استخدام هذا النوع من المياه في ري المزروعات الثمرية في مزارع العبدلي والوفرة؟
– كما قلت سابقا هذا النوع من المياه المعالجة رباعياً عالية الجودة وتصلح لكافة الاستخدامات بما فيها ري المزارع، وحاليا الأشغال توفر المياه لما يقارب 5 آلاف مزرعة في منطقتي العبدلي والوفرة الزراعيتين إلى جانب ضخ جزء من تلك المياه إلى محمية الشيخ صباح الأحمد ومحمية الطيور ما يساهم في تحسين البيئة.
• هل هناك أفكار جديدة للاستفادة من هذه المياه؟
– نحن نسعى إلى الاستفادة القصوى من المياه المعالجة قدر الإمكان وهناك أفكار عديدة لدى القطاع سيعمل على تحقيقها، ومن تلك المشاريع ستقوم الوزارة بمشروع رائد وفريد يطبق لأول مرة في المنطقة، يهدف إلى الاستفادة من «تكييف» مدينة صباح السالم الجامعية إلى جانب إنشاء بحيرات صناعية.