جودة البضائع في سوق الجمعة … «من تراخص اللحمة خانت فيه المرقة»
على الرغم من التطور في الأسواق التجارية في الكويت وانتشارها الواسع، بما تضمه من محلات تحمل علامات تجارية عالمية، فقد ظلت الأسواق الشعبية تحظى بالقبول وكثرة الرواد على اختلاف ثقافاتهم وتنوع مشاربهم.
ويتصدر تلك الأسواق الشعبية «سوق الجمعة» الذي تم تطويره وتحديثه خلال السنوات الماضية، ويحتوي أشكالا وألوانا من البضائع، من الأواني المنزلية إلى المنظفات والأجهزة الكهربائية والالكترونية، إلى الملابس لكل أفراد العائلة، بالاضافة إلى بيع السجاد والأثاث، وكل ذلك بشقيه الجديد والمستعمل، ما جعله قبلة تجارية يرتاده المواطن والمقيم، وحتى الأطفال خصوصاً في هذه الأيام التي اعتدل فيها الجو وأصبح التسوق في السوق متعة لا نظير لها.
وقامت «الراي» بجولة داخل سوق الجمعة الذي يفتتح من الأربعاء إلى السبت، شملت مختلف المحلات، وأظهرت أنه بالرغم من كثرة رواده الذين يصلون إلى الآلاف، فإن هناك بضائع لا يقبلون عليها مثل الملابس المستعملة والاجهزة الكهربائية والالكترونية (رديئة الصنع)، مطبقين المثل القائل «من تراخص اللحمة خانت فيه المرقة».
وفي استطلاع آراء أهل السوق، قال بائع الساعات توفيق الغانم إن «سوق الجمعة يخلو من البضائع ذات الماركات العالمية، وكل ما هو معروض تقليد»، مبينا أن «بعض الساعات أو الشنط قد تكون تقليدا من الدرجة الأولى، وحسن مصنعها ولكن هذا لا يدل على أنها أصلية ولذا تجد الأسعار في الساعات تبدأ من دينار حتى 50 دينارا». وأفاد الغانم أن «السوق المحلي لا تباع به البضائع الأصلية، حيث تجد الساعات صنع الصين وبماكينة سويسرية، فتكون تقليدا من الدرجة الأولى، حيث تباع الساعات بـ200 دينار، بينما الأصلية منها بـ3 آلاف دينار».
بدوره، قال ميداس، وهو بائع للاجهزة الكهربائية، إن بضاعته متنوعة ما بين المقلدة والأصلية، ويحرص على كشف صنعهما للزبون من خلال الفرق بين قيمتهما، وهو يختار ما يريد، مؤيدا أن الأجهزة الكهربائية المقلدة لا تصلح للاستخدام في البيوت لأنها قليلة الجودة وعمرها الافتراضي قصير، ولذا تجد قيمتها أقل من البضائع الجيدة.
من جانبه، قال شهاب، وهو بائع في محل للحقائب النسائية، ان أسعار بضاعته القليلة في نظر البعض تجعل الزبون يتخوف من أنها غير أصلية.
وفي المقابل، قال المواطن أبو أحمد إنه من رواد سوق الجمعة لشراء المنظفات وبعض الملابس الرياضية الجديدة، والتي عادة ما تكون أسعارها في متناول الجميع، لافتا إلى أنه يحب الشراء في يوم السبت لأنه في آخر ساعات السوق يبدأ أصحاب المحلات في التخلص من بضائعهم، فقد تصل أسعارها إلى النصف عن بيعها في يوم الأربعاء خاصة الملابس.
وأشار أبو أحمد إلى أن «معظم أصحاب المحلات في سوق الجمعة هم أنفسهم يبيعون في المجمعات التجارية في الجهراء والجليب وخيطان»، مستغربا أن تكون أسعارهم في تلك المجمعات أضعاف ما يبيعونه في سوق الجمعة، بالرغم أن البضاعة هي نفسها. وتابع: «قد تجد بدلة نسائية في تلك المجمعات تباع بـ50 ديناراً في حين تباع في سوق الجمعة بـ15 دينارا».
بدوره، قال مالك عبدالله، إن سوق الجمعة يعتبر متنفسا للعائلة من حيث الشراء وتنوع البضائع المعروضة، خصوصاً مع تطوير السوق في السنوات الأخيرة وتوفير الخدمات كالمسجد والمطعم ودورات المياه ونظافة المكان ما يجعل التبضع به ممتعا.
وأوضح عبدالله أن الأسعار رخيصة جداً مقارنة بالأسواق الخارجية، خصوصاً في الاواني المنزلية والسجاد والأثاث والمنظفات، وكذلك ألعاب الأطفال، مطالبا الجهات المعنية بتنظيم الدخول والخروج للسوق، وتوفير الأماكن اللازمة لمواقف السيارات، حيث إن الزحمة تشمل كل الطرق المحيطة بسوق الجمعة.
من جانبه، قال نهار العنزي إن الأجواء الجميلة هذه الأيام تساعد على زيارة سوق الجمعة والاستمتاع بالتسوق بين مخلتف البضائع، وقد تشتري وقد لا تشتري، حيث ليس كل ماهو معروض يستحق الشراء، خصوصاً مع تنوع وانتشار البضائع المقلدة، ناصحاً رواد السوق بألا يشتروا الأجهزة الكهربائية (كالشواحن والوايرات) لأنها رديئة الصنع وقد تسبب كوارث في المنازل، حتى لا ينطبق عليه المثل (من تراخص اللحمة خانت فيه المرقة)، مناشدا الجهات المعنية كالجمارك والاطفاء بالتشدد في دخول مثل تلك البضائع المقلدة ورديئة الصنع، والكشف عن المحلات التي تبيع ذلك حتى خارج سوق الجمعة.
وأيده في هذا الطلب، محمد العنزي، الذي أشار إلى أنه كان يشتري هذه المعدات من سوق الجمعة، ولكن لا تطول مدتها وعواقبها وخيمة كالانفجار أو الاحتراق، ناصحا أن تكون الأجهزة الكهربائية أصلية الصنع، منوها أن سوق الجمعة به الكثير من البضائع الأخرى التي يمكن شراؤها، كالأواني المنزلية ومعدات البر، خصوصاً وأن السوق متنفس للمواطن والمقيم.