أكد مختصان في علم النفس الجنائي لـ القبس أن المجتمع يعاني مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة لابد من التعامل معها بشكل علمي ومؤسسي كالتفكك الاسري، والمخدرات والقتل، وهو مايدعوا الى وقفة جادة من جميع الجهات الحكومية امام مثل هذه القضايا والحد من تناميها. ووفق احصائية حديثة لوزارة العدل، حصلت القبس على نسخة منها، أن قضايا القتل والاعتداء على النفس بلغت 432، والتي زادت عن العام الماضي بمقدار 10 جرائم اذ كانت 423 قضية، بينما بلغت قضايا الخطف والقبض والحجز 183 قضية ، اما قضايا الاعتداء على العرض والسمعة بلغت 148. واوضحت أن عدد قضايا الاعتداء على مال الغير بلغت 1033 قضية ، بينما بلغت قضايا المخدرات، والمؤثرات العقلية 1718 قضية و703 قضية اخرى. مرحلة خطيرة من جانبه، أكد استاذ علم النفس في جامعة الكويت د. طلال العلي أن المجتمع الكويتي يمر بمرحلة تغير كامل حاله حال اغلب الشعوب بسبب عوامل خارجية وداخلية، ولديه مشاكل وامراض اجتماعية ونفسية خطيرة كغيره من المجتمعات، واذا لم يتم التعامل مع هذه المشاكل بشكل صادق وعلمي وواقعي سنندم جميعا. وبين العلي لـ القبس أن التظاهر باننا نعيش في المدينة الفاضلة يزيد الامور تعقيدا، كما ان التهرب من المسؤولية والقاءها على الآخرين لن يحل اي مشكلة بل سيفاقم الامور، ويجب ان نؤكد إن كل مشاكلنا يمكن حلها بالعمل الجاد المبني على العلم وليس الآراء الفردية والاجتهادات الشخصية. وبين ان علينا ادراك التحديات الحقيقية مثل انتشار المخدرات، وجرائم القتل، والازدياد الرهيب في عدد القضايا والشكاوي بمختلف انواعها، إضافة إلى التفكك الاسري، والحالة العامة من الاحباط، وهذا نتيجة للتراجع الواضح في مستوي الفكر والثقافة والعلم والتعليم في المجتمع وسيطرة الخطابات الغوغائية الفارغة التي لاتقدم حلول حقيقية بل تخلق اشخاص عاجزين عن تحمل المسؤلية. وذكر العلي نحن لا نعيش في معزل عن العالم بل نحن جزء يتاثر بكل ما يجري في هذا العالم واذا اردنا ان نكون قادرين علي البقاء والتطور والمنافسة لابد ان نجد حلول حقيقية لمشاكلنا والتحديات التي نواجهها تعاطي المخدرات وجرائم العنف والتفكك الاسري لايمكن حلها بدون عمل علمي مؤسسي علمي صادق. تزايد العنف من جانبها، قالت استاذة علم النفس في جامعة الكويت د. نعمية الطاهر، أن العنف تزايد بالمجتمع الكويتي بداية في المدارس، وهناك الكثير من المشاجرات الدموية احيانا بين الطلبة تصل الى قضايا بين الاسر في المحاكم نتيجة هذه الاعتداءات . واوضحت الطاهر لـ القبس ان العنف يرجع لعدة اسباب منها الالعاب التي يمارسها الاطفال والتي تدعوا الى العنف لما يقدمه بعضها من جوائز للذين يقومون بعمل عنيف وسلوك مؤدي له، وعدم مراقبة الاسرة للأبناء اضافة الى ضغوط العمل، او الضغوط المالية، او الخلافات الاسرية، مما تنعكس على الطفل وتزيد العنف في المجتمع . كما ان هناك مواقع تبيع الاسلحة البيضاء التي تستخدم في المشاجرات، مطالبة بإغلاق وحجب هذه المواقع من قبل الجهات الامنية لافتة إلى ان الشباب في هذه المرحلة يكونون انفعاليين وهو مايؤدي الى العاهات المستديمة بسبب المشساجرات في الشوارع والمناطق والمجمعات التجارية .
