وجهٌ إيجابي لأمطار العام الماضي … قلّلت نسبة التصحّر في الكويت
فكما أن لكل ظاهرة سلبية وجهاً إيجابياً يمكن تلمسه عند التدقيق في تلك الظاهرة وجوانبها، كان لأزمة أمطار العام الماضي والمشكلات التي سببتها للكويت، جانب إيجابي تبحث عنه الكويت كثيراً وتعمل على تحقيقه بشتى الوسائل.
فالامطار الغزيرة التي اجتاحت مناطق سكنية وتسببت في خراب وتدمير بنى تحتية فيها، وساهمت في خراب الشوارع وتطاير الحصى منها لتكسر زجاج السيارات، تلك الامطار كان لها جانب إيجابي مهم، بعيدا عن المدن والشوارع، حيث ساهمت في تقليل نسبة التصحر الذي كان يزحف على أرض الكويت، فازدادت المساحة الخضراء وتوقف زحف الرمال.
رئيسة قسم رصد التصحر في الهيئة العامة للبيئة موضي الحمادي، أكدت أن «جميع المؤسسات والهيئات الحكومية في البلاد المعنية بعملية التشجير والتصحر، تسعى إلى تقليل ظاهرة التصحر»، لافتة في الوقت ذاته إلى أن «موقع الكويت الجغرافي ومناخها الحار يعد من أهم الأسباب في زياده التصحر في الكويت».
وشددت الحمادي، في تصريح لـ «الراي»، على أنه «بالرغم من زيادة مظاهر التصحر، فإن معدل الأمطار في السنه الماضية أدى إلى تقليل نسبة التصحر بشكل ملحوظ في البلاد، حيث ازدهرت النباتات الحولية بكثره في المناطق البرية خصوصا المناطق غير المخصصة للتخييم»، لافتة إلى أن «الهيئة العامة للبيئة دعمت مشاريع التشجير والتخضير وإصدار قوانين للحفاظ على البيئة الصحراوية، وإنشاء المحميات والعمل على تنمية الغطاء النباتي الطبيعي، وتحسين التربة وزراعة أنواع مختلفة من النبات وإعداد برامج توعية بيئية».
وأشارت إلى أنه «تم تحديد المواقع المسموح بها للتخييم بالتنسيق مع بلدية الكويت، ولا يتم الإفراج عن رسوم التأمين للمخيمات إلا بعد التأكد من خلو المخيمات من المخالفات البيئية وفقا لقانون حماية البيئة، حيث تتم عمليات الرصد والمراقبة بالتنسيق مع الجهات المعنية وهي شرطة البيئة و بلدية الكويت مما يدل على تضافر جهود كافة الجهات المعنية»، موضحة في الوقت ذاته أن «الهيئة العامة للبيئة بالتعاون مع الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية قامت بتوزيع شتلات على المواطنين في موسم التخييم، كما قامت الهيئة العامة للبيئة أيضا بزراعة نبات السدر في محمية الجهراء، بالتعاون مع الجهات الحكومية وجمعيات النفع العام و الناشطين البيئيين».
وعن أسباب التصحر في الكويت، قالت الحمادي إن «للتصحر في الكويت أسباباً طبيعية وأسباباً بشرية، فالأسباب الطبيعية هي الظروف المناخية وندرة المياه السطحية والجوفية، والظروف المناخية التي تشمل الجفاف وعدم انتظام معدل هطول الأمطار، مما يؤدي الى تفكك التربة وموت ما عليها من نباتات، ومن ثم ارتفاع درجة الحرارة، أما الأسباب البشرية فهي الأنشطة والاستخدامات البشرية لموارد البيئة الصحراوية، مما يؤدي الى حدوث خلل في الاتزان البيئي الطبيعي، والزيادة في عدد السكان (الكثافة السكانية)».
وتابعت «بعض الأنشطة أدت إلى زيادة الضغط على الموارد الطبيعية في البيئة الزراعية، ولهذا بذلت الكويت جهوداً جبارة لمكافحة هذا التصحر»، لافتة إلى أن «الرعي الجائر والتخييم العشوائي يعتبران من أهم الممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى تدهور التربة و تدهور البيئة الصحراوية الكويتية، ويمثل الرعي الجائر نحو 68 في المئة من اجمالي أسباب التصحر، فيما تمثل العمليات العسكرية لحرب الخليج نحو 18 في المئة من اجمالي تلك الأسباب، ويأتي استغلال الرمال والصلبوخ ليشكل نحو 8 في المئة من اجمالي التصحر، ويشكل التخييم والأنشطة الترفيهية نحو 6 في المئة من أسباب التصحر».
وحول العوائق التي تقف كحائل أمام جهود مكافحة التصحر، أجابت بالقول «هناك عاملان أساسيان وهما العامل الجغرافي والعامل البشري، فبالنسبة للعامل الجغرافي لا يمكن التحكم به، بينما العائق البشري يعتبر من أهم العوائق بسبب قلة الوعي لدى الناس، ولكن هنالك جهود وبرامج توعوية من قبل الهيئة العامة للبيئة لنشر الثقافة البيئية بالمجتمع، ونتمنى من جميع المواطنين والمقيمين المحافظة على البيئة».