علاوة على جانبها السلبي في التلوث البيئي والبصري، فإن للمخلفات البلاستيكية في البر وعلى الشواطئ، تأثيرا سلبياً أكثر من مجرد تلوث، عندما يصبح وجودها خطرا على الحيوانات، حيث حذر ناشطون بيئيــون مـــن خطورة ما تتعرض له الحيوانات في الكــويت بسبب تزايد المخلفات البلاستيكية التي تؤدي إلى زيادة حالات النفوق، موضحين أن أكل الحيوانات لهذه المخلفات البلاستيكية بمختلف أشكالها يؤدي إلى موتها، ومـــــن ثـــــم إحـــداث خلل في المنظومة البيئية مما يهدد حياة البشر أنفسهم.
فقد أكد أستاذ علوم البيئة الدكتور محمد الصائغ، أن «للنفايات البلاستيكية خطرا كبيرا، نرى نتائجه بوضوح من خلال التدهور الكبير للبيئات البرية و البحرية»، لافتاً إلى أن «تراكمات المواد البلاستيكية في البحار وعلى اليابسة يؤدي إلى أن الحيوانات البرية والبحرية التي يختلط عليها الأمر فتعتقد ان البلاستيك وبقاياه طعام فتأكله، مما يسبب موتها، وبالتالي يتدهور التوازن البيئي الذي نعتمد عليه كبشر بشكل غير مباشر لاستمرارية حياتنا».
وشدد الصائغ، في تصريح لـ «الراي» على أن «نفايات البلاستيك لا تشكل فقط خطراً على الحيوانات بل على النباتات أيضاً، فقد أثبتت دراسة نشرت في مجلة العلوم والتكنولوجيا العالمية أن النفايات البلاستيكية تؤثر بشكل سلبي على الطبقة السطحية للتربة»، مشيراً إلى أنه «يجب على الدولة زيادة التوعية والثقافة البيئية، بين المواطنين والمقيمين، وتبيان أخطار النفايات بشكل عام، لأن مشاهداتنا للحيوانات النافقة دليل على التدهور البيئي الكبير الذي نعاني منه».
بدوره، قال الناشط البيئي فنيس العجمي إن «الأمر وصل لمظاهر محزنة في مناطق محمية، وهذا البلاستيك بدأ يخنق المناطق البرية والبحرية ويذبح الحيوانات والأسماك والطيور، ودورنا أن نتصدى لهذا الموضوع واتخاذ قرارات كثيرة للتخفيف من البلاستيك الذي تستهلك منه كميات كبيرة».
وأضاف العجمي، في تصريح لـ«الراي»، أنه تابع «ما قيل حول توجه اتحاد الجمعيات التعاونية استخدام أكياس صديقة للبيئة، لكن حتى اليوم لم نرَ شيئاً، ونحن نسمع عن كثير من المبادرات لكن لم نتلمس منها شيئاً، ونتمنى تطبيق إجراءات كثيرة تبدأ بنا نحن المواطنين والمقيمين، للتقليل من استخدام البلاستيك الذي بات يصل لكل مكان حتى لا نشارك في جريمة قتل الحيوانات».
في غضون ذلك، قال الناشط البيئي خالد الحسن، في تصريح لـ «الراي» إن «الدول المتقدمة انتبهت مبكراً لخطورة البلاستيك وما يخلفه من أضرار، وتهديده للحياة الفطرية، ومن الضروري العمل على نشر التوعوية بهذه المخاطر»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدول فعلت جميع إمكانياتها ومؤسساتها للعمل على توعية الناس بخطورة تلك المواد الدراسية، ولم تتناس هذه الدول إدراج خطورة البلاستيك ضمن المناهج التعليمية، ليتسنى إخراج جيل واعٍ محافظ على البيئة».
وأضاف «لكننا في الكويت نفتقد لذلك ومؤسساتنا البيئية مهتمة فقط بحملات تنظيف الشواطئ والساحات ولسان حالها يقول (ارم ونحن ننظف) ولم تأخذ على عاتقها وضع الحلول الجذرية لهذه المشكلة، وغير مبالية لخطورة هذا الأمر على الحياة الفطرية»، معتبراً أن «كل ذلك كفيل بهدم الحياة الفطرية في الكويت ومن يرد الحفاظ على البيئة، فعليه البدء بالمناهج التعليمية لخلق جيل بيئي ملم بمدى أهمية الحياة الفطرية».
وطالب الحسن الهيئة العامة للبيئة بأن تبدأ بحل هذه المشكلة الجذرية، بشكل ينهي ما نراه بدلاً من الحملات في سواحل الكويت ومناطقها الصحراوية.
يؤثر تناول البلاستيك على الحيوان، حيث يتجمع في بطنه، ويفقده الشهية للأكل، وإذا ما تناول الحيوان كمية كبيرة يؤدي للنفوق، حيث يتكور البلاستيك في بطنه أو يتجدل، ليأخذ حيزاً كبيراً من معدة الحيوان، وتحجز مساحة بمعدته، لاسيما أن هذه المادة غير قابلة للهضم أو للتصريف من المعدة، الامر الذي يصيب الحيوان بالهزال ويؤدي إلى نفوقه. ومن أكثر الحيوانات التقاطاً للبلاستيك الاغنام والابقار.
وعند تناول الحيوانات البحرية، بمختلف أنواعها، المواد البلاستيكية، تتأثر بشكل متفاوت، فمنها ما يتعرض للموت مباشرةً حين تلتهم المخلفات البلاستيكية لحساسية جهازها الهضمي، إذ تُصاب بالعدوى بعد فترة بسيطة، ومنها ما يبقى البلاستيك في أمعائها فترة من الوقت فيتسبب في تسممها.
