أكد أطباء متخصِّصون سلامة استخدام دواء الجلوكوفاج في علاج مرض السكر، مشددين على عدم دقة ما نُشر في صحيفة بولندية عن احتوائه على مواد كيماوية خطيرة قد تسبِّب مرضاً عضالاً. وتوازياً مع ما أكدته رابطة السكر الكويتية في هذا الصدد، شدد عدد من الخبراء الطبيين في تصريحات لــ القبس على ان الدواء الذي يستعمله ملايين المرضى حول العالم آمن، وليس هناك ما يدعو للقلق من استخدامه، محذّرين من تداول او نشر معلومات غير دقيقة قد تهدّد حياة الكثير من المرضى. وفي هذا السياق، أشار اختصاصي غدد صماء وسكر في مستشفى العدان د.خالد الجناعي في تصريح لـ القبس الى ان دواء الجلوكوفاج آمن وليس هناك ما يدعو للقلق من استخدامه، لا سيما انه مجرّب ويستخدم منذ 50 عاماً تقريبا، كما انه اول علاج لمرضى السكر تقريبا. واوضح الجناعي ان «سحبه في سنغافورة جرى بعد فحص 46 منتجاً لأدوية جنيسة، كما ان هذه الشركات لا تورد أدوية لها في البلاد؛ وعليه فإنه لا مبرر لنشر مثل هذه المعلومات المغلوطة، التي قد تصيب مرضى السكر بنوع من القلق جراء تداولها». ولفت الى ان «دواء الجلوكوفاج له فوائد اخرى، بينها التقليل من معدلات الاصابة بمرض السرطان، كما ان تحضيره يتوافق مع توصيات منظمات الدواء العالمية ومعتمد لديها رسميا ومنتشر في دول العالم». وفي الإطار ذاته، شدّد رئيس رابطة امراض السمنة استشاري الغدد الصماء د.يوسف بوعباس في تصريح لــ القبس على ضرورة عدم تداول او نشر مثل هذه المعلومات التي تتعلّق بالتشكيك في ادوية مستخدمة منذ فترة طويلة، تتجاوز 50 عاماً»، مبينا ان دواء الجلوكوفاج مستخدم في اوروبا والخليج العربي بكثرة، كما انه جرى تداوله في الولايات المتحدة الاميركية في عام 1998. واضاف بوعباس ان «هناك سوء فهم حول ما جرى تداوله من معلومات عن ان هذا الدواء يتسبّب في السرطان، حيث ان الذي جرى سحبه في سنغافورة أدوية جنيسة وليست أصلية»، موضحا ان «الكويت تورد أدوية اصلية من الجلوكوفاج». وقال رئيس وحدة السكر في المستشفى الاميري استشاري السكر د.عبدالنبي العطار لـ القبس «ان دواء الميتفورمين او الجلوكوفاج وحتى تاريخه يعتبر من الادوية الفعالة في علاج السكر، ولا يتسبب في حدوث مرض السرطان»، مبينا ان «الادعاء بهذا الامر خال من المصداقية، وبعيد عن الحقيقة، وطبيّاً من الخطأ ايقاف هذا الدواء بناء على مقال عابر». وذكر ان دواء الجلوكوفاج موصى به من قبل رابطة السكر الأميركية وجمعية اختصاصيي الغدد الصماء الاكلينيكيين الاميركية ورابطة جمعيات دراسة السكر الاوروبية ورابطة السكر العالمية، كما انه معتمد من قبل هيئة الغذاء والدواء الاميركية والجمعية الطبية الاوروبية، مبينا ان البحوث الحديثة دلت على ان الميتفورمين قد يكون له اثر ايجابي في مقاومة السرطان. وبيّن العطار ان «الدواء يعتبر الاول الموصى باستخدامه لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، ويستخدم قبل كل الادوية لدى بعض المرضى»، مشيرا الى انه «تحت الاستخدام لعلاج السكر منذ الخمسينيات وحتى الآن، كما اثبت مستوى عاليا من الفعالية والأمان الدوائي». واكد ان «التجارب العلمية على الفئران لا تعني انها قابلة للتطبيق على الانسان في كل الظروف»، لافتا الى ان «ممارسة التجارب العلمية تختلف عن استخلاص النتائج وقابلية تطبيقها، كما انه لا يمكن تعميم اي استنتاج علمي يستخلص من مجرد تجربة واحدة فقط، من دون النظر الى ظروف تنفيذ هذه التجربة، وقابلية اعادة تنفيذها تحت ظروف اخرى». كما أكد استشاري الغدد الصماء والسكر رئيس رابطة السكر الكويتية د.وليد الضاحي عدم دقة ما نُشر عن دواء الجلوكوفاج المرتبط بداء السكري، والذي يعرف ايضا باسم «المتفورمين». واضاف الضاحي في تصريح صحافي امس: إن نشر الخبر كان تحت عنوان «نداء عاجل لمرضى السكري.. حذارِ تناول هذا الدواء يحقن بفئران التجارب من أجل تنشيط السرطان»، مبينا ان العنوان مجانب للصواب، كما ان الرسالة في الخبر خطأ ولها عواقب غير محمودة؛ إذ انها تشكك المرضى في علاج الجلوكوفاج الذي أجمع العالم على أمانه خلال المديين القريب والبعيد، لافتا الى انه متوافر من منتصف الخمسينيات ويحتاجه كثير من المرضى في العالم. لا خطورة وأضاف الضاحي: إن سنغافورة سحبت 3 انواع جنيسة من أدوية الجلوكوفاج بعد فحص 46 منتجاً، في حين سمح لأنواع الجلوكوفاج بأن تستخدم من قبل المرضى من دون أي خطورة، كما ان هذا الأمر لا ينطبق على الجلوكوفاج المصنّع من الشركة الأم الأصلية، حيث أكدت وزارة الصحة الكويتية أن أدوية الجلوكوفاج الجنيسة المسحوبة في سنغافورة غير مسجلة بالكويت. وذكر ان «الجلوكوفاج له منافع كثيرة للجسم، قد يكون منها عكس ما جاء في الخبر المغلوط، وهي أن هذا الدواء قد يكون مضادّاً للسرطان، كما هو معلوم من ابحاث منشورة عدة، تقارب عشرين بحثاً»، مطالبا المرضى «بعدم وقف تناول دواء الجلوكوفاج ومتابعة الطبيب المعالج لاخذ الاجابة عن اي تساؤلات، اضافة الى الرجوع دائما الى المراجع المعتمدة؛ كوزارة الصحة ورابطة السكر الكويتية التي تخدم الجميع منذ عام ١٩٩٦، ودورها توصيل المعلومات الصحيحة المعتمدة للمرضى».
