احترسوا أيها السادة من ابليس اللعين الشيطان الرجيم المطرود من رحمة الله، فهو متمكن في حياتنا مسيطر بشكل مباشر أو عن طريق أعوانه بشكل غير مباشر، فقد أصبح يتحكم في أغلب قراراتنا الحياتية وبأسلوب يومي، فنجد الخلافات الأسرية تزداد والقطيعة بين الناس وانعدام التجانس والتفكير الإيجابي والتسرع في أخذ القرارات الخاطئة التي تنعكس على الأسرة وهي المجتمع الصغير مما يعقد الأمور في المجتمع الكبير.
إبليس يتجول بلا حسيب ولا رقيب ولا انتباه وحذر من تصرفاته التي تعكس الشر والبغضاء والحسد فهو مع التطور الهائل فيما نراه من وسائل التواصل الاجتماعي فهو متواجد بشكل مخيف ودائم يحث البعض على كشف أسرار وفضائح الناس علنا بلا استحياء ويشجع السب والفتنة ويزرع الحقد وينشر الفساد بين أفراد المجتمع الواحد بالإضافة إلى زرع الطائفية والعنصرية والتعالي على البسطاء والغرور والترفع عن الناس.
يقول أبو نواس «لم يرض ابليس الظريف أفعالنا حتى أعان فسادنا بفساد» انه ابليس أيها السادة، فاحذروه وكونوا على درجة عالية من اليقظة والحرص حتى لا ننجرف جميعا في وحله ومستنقعه، وبذلك ينجح في أن يدمر المجتمع وأخلاقه وحياتنا البسيطة وما زرعه لنا الأجداد من محبة وتعاون.
ابليس يتجول بحرية تامة يستهدف ضعفاء الأنفس وذوي الهمم الهابطة، وكما قال القدماء: «ابليس يعرف ربعه» فيجب علينا محاربته والسير في طريق بعيدا عنه والتحصن منه ومن شره وعلينا التمسك بدين الله وحبله المتين فهو خير عاصم لنا من أذاه بحول الله وقوته حفظنا الله من وسواسه وشره وخططه.
