محمد الجارالله: مناقشة 170 مادة حول أخلاقيات العاملين بالخدمات الصحية
أكد رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية وزير الصحة الأسبق د ..محمد الجارالله أن المؤتمر العالمي للمنظمة «الوثيقة الإسلامية لأخلاقيات العاملين في الخدمات الصحية» اهتم بمناقشة العديد من الأبواب التي تعد ميثاقا لأخلاقيات المهنة في مختلف الجوانب، لافتا الى ان التركيز في الجلسات الأخيرة أنصب على حقوق الفريق الصحي، والبحث الطبي الحيوي وروابطه من الناحية الإنسانية والإسلامية التي تتطابق معه، لافتا الى ان المشايخ والأطباء الاستشاريين والعلماء أبدوا آراءهم في أكثر من 170 مادة تتناول هذا الشأن.
جاء ذلك في تصريح لـ «الأنباء» على هامش جلسات اليوم الأخير للمؤتمر الذي أقيم برعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وعقدته المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي بجدة والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم لمدة 3 أيام.
وقال الجارالله: تم تنظيم مؤتمر المنظمة الإسلامية حول أبحاث الطب الحيوي وتم جمع ما جاء في منظمة الصحة العالمية ومنظمات حقوق الإنسان والقواعد المتبعة في الولايات المتحدة وأوروبا حوله مما يعد إضافة للمستجدات في هذا الشأن.
بدوره، قال ممثل مجمع الفقه الإسلامي بجدة د.عبدالسلام العبادي ان الجلسة الصباحية الأولى ناقشت واجب الفريق الصحي في الحرب وعلاقة الأفراد بزملائهم، حيث أكد المشاركون فيها على ان الجريح في حمى جرحه وأن الأسير في حمى أسره وعلى أي من أعضاء الفريق الصحي أن يحافظ على مهمته وهي الدفاع عن الحياة وعلاج الأمراض، وتم الاتفاق على انه مهما كان من تصرف العدو فليس لأي من الفريق الصحي المسلم أن يغير أسلوبه المؤسس على الدين والأخلاق والرعاية الإنسانية والتكاتف على الصعيد العالمي في الدفاع عن هذا الموقف الإنساني ولا يجوز تطويع الإمكانات في خدمة اي أذى مهما كانت الاعتبارات السياسية أو العسكرية، وينبغي أن يكون عمل الفريق الصحي في اتجاه واحد وهو تقديم العلاج والشفاء للصديق والعدو على النطاقين الشخصي او العام، لافتا الى ان ما أقره الإسلام منذ 13 قرنا نشهده اليوم في جمعيات الصليب الأحمر واتفاقيات جنيف.
من جانبه، أكد رئيس الجلسة الختامية الأستاذ المساعد بجامعة الكويت د.فوزي الخواري انها تضمنت مناقشة حقوق المرضى وواجبات الفريق الصحي تجاه مهنهم، وكذلك أخلاقيات المهنة والبحث العلمي وحقوق المشاركين فيه، بالإضافة الى نقاش مستفيض حول هذه القضايا والأخذ بكل الملاحظات وتسجيلها والتعديل على المواد الموجودة بالوثيقة للتناسب مع المهن الصحية.
من ناحيته، قال مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق البحر الأبيض المتوسط د.أحمد المنظري ان المشاركين في المؤتمر ناقشوا في الجلسة الثانية من اليوم الثالث حقوق الفريق الصحي وواجباته تجاه مهنته وأخلاقيات التوثيق والتصديق وتضارب المصالح في الأبحاث الصحية، مشيرا الى ان المجتمعين أكدوا على ضرورة التزام أفراد الفريق الصحي بالمحافظة على شرف المهنة والالتزام بمعايير مزاولتها والارتقاء بها والإسهام بصورة فعالة بتطويرها علميا ومعرفيا وان يتجنب ما يخل بالأمانة او الإساءة بمهنة الطب والابتعاد عن أساليب الغش أو التدليس.
ولفت المنظري إلى ان المشاركين اقروا أهمية إدلاء أعضاء الفريق الصحي بشهادتهم أمام السلطات المختصة كلما طلب منهم، وتحرير التقارير الطبية بأمانة وان يكونوا نموذجا في المحافظة على صحتهم وسلوكياتهم واتخاذ الاحتياطات لحماية أنفسهم من الأخطار المحتملة أثناء ممارستهم للمهنة، كما تم الاتفاق على انه لا يجوز أن تشتمل حرية البحث العلمي على القسوة على الحيوان، ولا يجوز أن تشتمل خطواته وتطبيقاته على الكبائر التي يحرمها الإسلام كاختلاط الأنساب او التشويه أو العبث بمقومات الشخصية الإنسانية وحريتها وكرامتها، ولا يجوز إجراء الأبحاث على الأطفال إلا اذا كان الطفل مريضا بمرض لم يكتشف علاجه أو على المرأة الحامل ولا المعاقين ذهنيا ولا على الأشخاص المقيدة حريتهم.
وفي السياق ذاته، قال أمين عام اتحاد المستشفيات العربية وعضو مجلس الأمناء للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية د.توفيق بن خوجة: ناقشنا الفصول الأخيرة من الوثيقة الإسلامية التي تعد فريدة من نوعها وتناقش أخلاقيات مزاولة المهن الصحية وتضع الطريق الصحيح لجميع الممارسين الصحيين، لافتا الى ان منظمة الصحة العالمية وضعت حقوقا للإنسان والكثير من الأدلة والمعايير في هذه الممارسات إلا ان ما نريده من هذه الوثيقة أن تخرج بصيغة إسلامية وتؤصل الجانب الإسلامي والشرعي وتعزز الانتماء للدين العظيم.
ولفت بن خوجة الى ان المناقشات لم تقتصر على البالغين فقط، وانما تضمنت المرأة والأطفال والمراهقين والتركيز على الفئات الأكثر عرضة للمخاطر وهي المرأة، مشيرا إلى ان الوثيقة تمت مراجعتها من قبل الخبراء عدة مرات، وستكون احدى الوثائق التي تصدر عن الكويت كنموذج نفتخر به كمسلمين وعرب.