الجليب تتنفس هواء التغيير بعد عقود من التجاوزات والإهمال
تنفست منطقة جليب الشيوخ بعد مرور شهر من الحملات المكثفة التي دشّنتها لجنة معالجة أوضاع المنطقة، هواء التغيير نحو مستقبل إعادة تنظيمها، حيث بات واضحا مشهد التغيير في معالم المنطقة التي كانت تؤرقها الأسواق العشوائية والأنشطة المخالفة داخل المساكن، فضلا عن العمالة السائبة.
فبعد وصفها بالمنطقة المنكوبة بتجاوزات تكاد لا تنتهي، إلى جانب تراكمات الإهمال الذي عشّش في أركانها على مدى سنوات طويلة، بدأت جليب الشيوخ تستعيد معالمها في مشهد يوحي ببدايات تغيير محتمل، وفق المسؤولين عن الحملات، بعد مرور شهر على بداية المعالجات.
وتقود بلدية الكويت والجهات المشاركة في الفرق المشتركة من الجهات الحكومية ومسؤوليها قطار التغيير بشكل حازم عازمين على إيجاد حلّ لهذه المنطقة من خلال إعادة تنظيم أوضاعها وتنظيفها من المخالفات والفوضى العارمة والعشوائية والنفايات الملقاة في الشوارع والممرات التي شلّت حركة المنطقة خلال أكثر من عقدين.
ويعتبر المدير العام لبلدية الكويت، م. أحمد المنفوحي، في سياق مقاربة أزمة الجليب أنه «لا خير فينا إن لم نطبّق القانون»، وهو الموقف الذي فعّل التحركات نحو الإصلاح.
وكثفت البلدية، التي ترأس أعمال لجنة معالجة أوضاع جليب الشيوخ، حملاتها لرسم طريق نحو منطقة آمنة خالية من الشوائب جنبا الى جنب مع وزارة الداخلية والهيئة العامة للقوى العاملة والإدارة العامة للإطفاء ووزارتي الأشغال والكهرباء والهيئة العامة للبيئة.
ملامح التغيير
وكشفت جولة «الجريدة» في الجليب أوضاع المنطقة قبل البدء بحملات اللجنة المختصة في معالجتها، وما حصل من تغيير جراء العمل الميداني المكثف لمختلف الإدارات الرقابية ببلدية الكويت على مدى شهر كامل، حيث بدأت تتضح معالم الجليب مع انخفاض نسبة كبيرة من الفوضى والعشوائية التي كانت تسيطر على المنطقة نتيجة عمليات التنظيف المستمرة، وإزالة العديد من المخالفات وفرض عقوبات مشددة وفقا للقانون.
وتبيّن أن تلك المنطقة التي كانت تعج بالعمالة السائبة والتوزيع غير المنظم داخل البيوت، عادت إليها حياة التنظيم بعد حملات الجهات المعنية، وعلى رأسها بلدية الكويت لتنظيف أماكن الخلل، وأبرزها الأسواق والبسطات التي تعجّ بالمواد والأغذية الفاسدة والأنشطة التي لا تصلح للممارسة داخل منطقة سكنية، مما كان له عظيم الأثر في نفوس أهالي المنطقة، وخاصة الأطفال، بعد أن كانت تعاني الظلام وأوكار التجاوزات وعدم الاستقرار الأمني، لتتحول الى منطقة مراقبة طوال اليوم، مما عكس شعور الاطمئنان والراحة.
«فرض هيبة القانون»
وفي تعليقه على مستجدات الجليب، شدد المدير العام للبلدية لـ «الجريدة»، على أن البلدية تحارب في منطقة الجليب بشعار «فرض هيبة القانون» وتطبيقه لإزالة مخالفاتها، مما يدفع في اتجاه تأكيد جدية اللجنة المشكلة في معالجة أوضاع منطقة جليب الشيوخ، معبّرا عن سعادته لحجم التغيير والوجه الإيجابي التي بدأت تظهر ملامحه في المنطقة خلال شهر واحد، نظرا إلى تكاتف الجهات المعنية تحت مظلة واحدة، وهي إنهاء معاناة الجليب.
وأكد المنفوحي أن العمل الميداني للفرق الرقابية سيستمر من أجل إيجاد كافة السبل والحلول لمنطقة عانت سنوات، مبينا أن الهدف خلال الحملة الحالية الوصول بنسبة إصلاح لا تقل عن 70 من مشاكلها.