ودّعت وزارة الأشغال العامة العام 2019 بانكسار وحسرة لفشلها في تحقيق ما تعهدت به وزيرة الأشغال السابقة جنان رمضان، بالانتهاء من تنفيذ الخطة العاجلة في صيانة الطرق السريعة وشوارع المناطق الرئيسية قبل انتهاء العام المنتهي، حيث استحضر عدد من ناشطي مواقع «السوشيال ميديا» وعودها بعد مزجها بمقاطع ساخرة.
وفي ظل الحملة الساخرة التي تناولت وضع الوزارة بشكل عام، خصوصاً المتعلقة بصيانة الطرق والاستعدادات لموسم الأمطار، فضّل بعض مسؤولي الوزارة الصمت والترويج أمام الوزيرة الجديدة رنا الفارس بنجاح الوزارة في تحقيق خططها، بينما الواقع غير ذلك تماماً، لدرجة أن أحد المسؤولين قال عقب استقبال الوزيرة الفارس المهنئين في وزارة الأشغال، أمام عدد من ممثلي الصحف المحلية «إن من يعتقد أن الكويت تضررت من الأمطار التي هطلت في 16 ديسمبر الفائت لا يفهم شيئاً».
أكثر من عام مضى على أزمة أمطار نوفمبر 2018، ولا صوت كان يعلو في الوزارة على الجهود المبذولة في صيانة الطرق، والاستعدادات لموسم الأمطار عبر خطط عاجلة وأخرى طويلة الأمد لتحسين وضع طرق الكويت وجعلها الأولى عالمياً، والنتيجة أن أغلب الطرق ما زالت على حالها، والاستعدادات لموسم الأمطار كان كلاماً لمجرد الاستهلاك، حيث كشفت رشة الأمطار الخفيفة التي هطلت في 16 ديسمبر الفائت تقصير الوزارة الكبير في تلك الاستعدادات.
السؤال الذي يفرض نفسه حالياً، إلى متى يظل مسؤولو الوزارة مختبئين خلف كراسيهم ولا يكشفون للمواطنين عما تمت صيانته وعن الطرق والمناطق التي لم تتم صيانتها بعد، والعوائق التي واجهتهم خلال تنفيذ خططهم؟
وطالب عدد من المراقبين مسؤولي الوزارة بتغيير نهج التكتم الإعلامي الذي اتبعوه، خلال فترة الوزيرة السابقة، وأثبت فشله، كون أن مشاكل الطرق والأمطار لا يمكن مداراتها عن أعين المواطنين قبل أعين وسائل الإعلام، داعين الوزيرة الفارس إلى التعامل بشفافية مع هذين الملفين المهمين وعدم تكرار تجربة الوزيرة السابقة جنان رمضان، متمنين محاسبة المقصرين في تنفيذ خطط مشاريع الوزارة الواردة ضمن الخطة الإنمائية، والمضي قدماً في طرح العقود المتأخرة، لاسيما المتعلقة بميناء مبارك، ومتابعة سير العمل في مشروع المطار الجديد، باعتبارهما من المشاريع الحيوية، التي تعلق عليها الدولة آمالاً كبيرة.
