كيف كتب تاريخ الكويت ؟ بقلم المؤرخ خالد طعمة (1-5)
كيف كتب تاريخ الكويت؟
(1-5)
الإنسان الكويتي عبر القرون السابقة للقرن العشرين لم تكن لديه السعة الزمانية ولا القدرة المادية ، لكون يومه يمر وهو يسعى نحو الكد والتعب لأجل تحصيل قوت يومه ، وكانت الرغبة في طلب العلم والتعلم محصورة بأعداد يسيرة من الكويتيين ، لذلك انعكس ذلك على الاهتمام بتدوين التاريخ الذي عاشوه على أرضهم ، وهذا لا يعني أن التاريخ كان مهملاً إنما كان موجوداً بينهم ولكن بالمقدار الذي كان متناسباً مع نمط حياتهم في تلك الفترة ، نجده حاضراً تارة في الروايات الشفاهية وتارة في معرفة تعاطيهم مع حاجاتهم المهمة كتفاصيل رحلاتهم البحرية والتعامل مع الظروف المناخية ، من بين هذه المصاعب التي لم تكن منحصرة بالظروف داخل الكويت بل كانت عاصفة خارجها من غارات قبلية لا يمكن حصرها، خرجت لنا محاولات كويتية مهدت الطريق لكي تنطلق مسيرة التاريخ الكويتي .
يعود الفضل في تمهيد طريق حركة تأريخ الكويت إلى الرواد الأوائل : المؤرخ الشيخ عثمان بن سند ، المؤرخ الشيخ عبدالعزيز الرشيد ، المؤرخ الشيخ يوسف بن عيسى ، المؤرخ الإعلامي سيف الشملان ، هؤلاء الكويتيون الأربعة يحق أن ننسب لهم الفضل في تأسيس هذه الحركة غير السهلة ، لا ننكر أن كتباً كويتية أخرى تخللت بعضاً من هذه الكتب في صدورها إلا أنها لم تكن عامة بل مخصصة لأجزاء معينة من تاريخ الكويت ، و لا ينقص هذا الشيء من قيمتها و أهميتها في تاريخ الكويت لكن القصد هنا هو التاريخ العام للكويت ، ويعتبر كتاب “بن سند” كتاباً خاصاً في مجال تاريخ الكويت بل ومن كتب التراجم إلا أنه كان أول قلم كويتي يدون عن الكويت منفرداً وحيداً في القرن التاسع عشر .
يعتبر كتاب ” سبايك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد ” لمؤلفه الشيخ عثمان بن سند أول كتاب يؤلفه شخص كويتي وتناول عبر صفحاته مسائل هامة في تاريخ الكويت ، اسم مؤلفه هو عثمان بن سند بن راشد بن عبد الله بن راشد يقول عنه العالم البغدادي محمد بهجة الأثري : ” ولد عثمان بن سند عام1180ه في فيلكة قريبة من الكويت ، ونسبه في قبيلة وائل … أنفق الشيخ عثمان بن سند شبابه في طلب المعرفة والتطواف وراءها في البلاد ، وقصد الأحساء والبصرة وبغداد للقاء العلماء و الأخذ منهم ، وكان دائم النقلة من بلد إلى بلد ، فتتلمذ لمشاهير ذلك العصر وعلى رأسهم قاضي الكويت الأول الشيخ محمد بن فيروز” ، يبين لنا المؤرخ خالد سالم من أن الشيخ بن سند ” لم يستقر في البصرة سوى اثنتي عشرة سنة فقط ، وهي فترة ليست كافية لكي نقول إنه بصري المنشأ والمسكن ” وعن وفاته التي كانت في بغداد بالعراق ذكر أنه ” حسب الروايات ما بين أعوام 1240ه و1242ه ” .
للشيخ مجموعة قيمة من المؤلفات المتنوعة منها الديني و التاريخي و الأدبي ، فقد عرف عنه نظم الأشعار نذكر لكم أحدها:
كلما قلت أن دهري يصفــــــــــــــــــــــــــو ورياح المنى بصفوي تهفـــــــــــــــــــــــــــــــو
كدر الدهر بالخطوب اللواتي لم يذق لي من قدمها الغمض طرف
فكأني من اعتلالي فعــــــــــــــــــــــــــــــــــل يعمل النصب فيه والجزم حــــــــــــرف
رفعتي أن يقال هذا أديـــــــــــــــــــــــــــب جاع بطناً وفيه ظرف ولطــــــــــــــــــــــف
قسم لنا المؤرخ خالد سالم مؤلفات الشيخ إلى مطبوعة و أخرى مخطوطة ، فكان مجموع كتبه تسعة عشر كتاباً طبع منها خمسة و أربعة عشر بقيت مخطوطة ، مؤلفاته الخمس المطبوعة هي :
1- سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد .
2- أصفى الموارد من سلسال أحوال الإمام خالد .
3- أوضح المسالك على مذهب الإمام مالك .
4- كتاب تفهيم المتعلم .
5- مختصر مطالع السعود .
أما مؤلفاته المخطوطة فهي :
1- شرح نظم اللبيب ونظم قواعد الإعراب لابن هشام.
2- نظم الأزهرية.
3- منظومة في فقه المالكية سماها الدرة الثمينة في مذهب عالم المدينة.
4- كتاب فكاهة السامر .
5- نسمات السحر وروضة الفكر .
6- الصارم القرضاب.
7- نظم النخبة في الحديث لابن حجر.
8- منظومة في العقائد.
9- منظومة في علم العروض.
10- منظومة في علم القوافي.
11- منظومة في علم الحساب.
12- كتاب الغرر في أعيان القرن الثاني والثالث عشر.
13- كتاب النظم العشماوية.
14- مطالع السعود في أخبار الوزير داود.
وما يعنينا في هذا المقام هو كتاب “سبائك العسجد” ، حيث يعتبر من كتب التراجم ، لكونه خاصاً في سيرة الشيخ أحمد بن رزق مع قرابة خمسين شخصية أخرى من أعيان ومشايخ البصرة والكويت والبحرين والزبارة ونجد ، وأسرف مؤلفه في اتباع أسلوب السجع في كتابته ، يقع في مئة وعشرين صفحة وطبع في مطبعة البيان في بومبي بالهند عام 1315ه بعد مرور أكثر من سبعين عاماً على وفاة مؤلفه ، جاءت مواضيع الكتاب على النحو التالي :
” خطبة الكتاب – ذكر أحوال الشيخ أحمد بن رزق – الكلام على بلدة الكويت – ترجمة عبد الله بن صباح شيخ الكويت – ذكر انتقاله من الكويت إلى الأحساء – ترجمة خليفة شيخ البحرين – الكلام على بلدة الزبارة – ترجمة الشيخ علي بن فارس – ترجمة الشيخ عبد العزيز بن موسى – ترجمة الشيخ راشد بن حنين – ترجمة الشيخ عبد الله الكردي البيتوشي – ترجمة الشيخ محمد بن عبد اللطيف الأحسائي – ترجمة الحاج عثمان بن داود البصري – ترجمة الشيخ ناصر بن سليمان بن سحيم – ترجمة الشيخ عبد الله بن عثمان بن جامع – ترجمة الشيخ عثمان بن جامع – ترجمة الحاج بكر لؤلؤ البصري – ترجمة الشيخ أحمد بن درويش البصري – ترجمة السيد محمود الرديني – ترجمة السيد رجب نقيب البصرة – ترجمة عبدالله افندي الرحي قاضي البصرة – ترجمة عبدالله اغا متسلم البصرة – ترجمة السيد عمر افندي دفتر دار البصرة – ترجمة سليم اغا متسلم البصرة – ترجمة الشيخ عبدالله بن داود النجدي – ذكر علي باشا كتخدا بغداد – ذكر محمد بيك الشاوي البغدادي – ترجمة الشيخ صالح بن سيف النجدي – الكلام على بلدة جو من البحرين – الكلام على مدينة البصرة – ذكر نزول الشيخ أحمد بن رزق البصرة – ترجمة الشيخ محمد بن سلوم – ترجمة عبد المحسن بن مسلم – ترجمة سليمان بن حمد – ترجمة محمد بن سيف النجدي – ترجمة الحاج يوسف الزهير -ترجمة الشيخ ابراهيم بن جديد – ترجمة الشيخ محمد بن فيروز – ترجمة الشيخ عبدالله بن عبداللطيف – ترجمة الشيخ محمد بن عفالق – ترجمة الشيخ أبو الحسن السندي – ترجمة الشيخ عبد الوهاب بن محمد بن فيروز – تراجم آل عبدالرزاق – ترجمة الشيخ إبراهيم آل عبد الرزاق -ترجمة الشيخ عبدالوهاب آل عبد الرزاق -ترجمة الشيخ سالم العبدالرزاق – مراثي في الشيخ أحمد بن رزق- تراجم أبناء الشيخ أحمد بن رزق – ترجمة الشيخ محمد بن رزق – ترجمة الشيخ يوسف بن رزق – ترجمة الشيخ عبدالمحسن بن رزق -ترجمة الشيخ خالد بن رزق – ترجمة الشيخ عبد العزيز بن رزق – خاتمة الكتاب “.
خالد طعمة
مؤرخ كويتي