د.ناصر خميس المطيري يكتب : هيثم بن طارق وتحديات العهد العماني الجديد
في عام 1970 في خطاب التنصيب خاطب السلطان قابوس شعبه عبر الإذاعة قائلاً: “أيها الشعب سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل.. لقد كان بالأمس ظلاماً ولكن بعون الله غداً سيشرق الفجر على مسقط وعمان وعلى أهلها”.
وخلال ما يقارب نصف قرن من الزمان تتحدث الأرقام والإنجازات عن مسيرة عطاء وتقدم وضعت عمان وشعبها في مكانتها اللائقة بين الأمم.
واليوم وبعد أن رحل السلطان قابوس تاركا خلفه دولة عصرية لها مكانتها الاقليمية والدولية وتحقق خطوات تنموية متقدمة تبهر العالم بهذه النقلة والمشروع النهضوي الذي حمله السلطان قابوس على عاتقه على مدى خمسة عقود من عهده، ليتسلم خلفه السلطان هيثم بن طارق هذه الدولة متحملا مسؤولية كبرى بالحفاظ على منجزات عمان ومكتسبات الشعب العماني.
ونعتقد أن العهد الجديد للسلطان هيثم بن طارق يواجه تحديات كبيرة في ظروف اقليمية ودولية دقيقة تتطلب الحكمة والحنكة في إدارتها كما كان معهودا في عهد سلفه الراحل الكبير السلطان قابوس بن سعيد.
ولاشك أن حكمة السلطان قابوس في اختيار من يخلفه في العرش العماني أيضا هي حكمة لها رؤيتها البعيدة العميقة نظرا لمعرفته القريبة من هيثم بن طارق ومايجمعهما من توافق في الرؤى والسياسات والتوجها بما يحفظ لعمان مسيرتها المباركة.
نعتقد بأن السلطان هيثم بن طارق مدرك لتحديات محيطه الاقليمي ومايتطلبه ذلك من انتهاج سلوك التوازن السياسي في العلاقات الاقليمية ومايربط عمان من علاقات وثيقة مع القوى الاقليمية مثل ايران مما يجعلها تمتلك مفاتيح الحل دائما في أي تسوية سلمية في المنطقة بحكم دبلوماسية عمان الرزينة وثقلها السياسي في المنطقة.
التحدي الأكبر والأهم أمام عهد السلطان هيثم بن طارق هو الحفاظ على النهج العماني في السياسة الخارجية وتجنيب عمان التجاذبات الاقليمية الحادة ، وداخليا المضي في مسيرة التنمية الواعدة بما يحقق الخير والرفاه لشعب عمان الكريم.
د. ناصر خميس المطيري