من كورونا إلى انفلونزا الطيور، أصبحت الجهات المعنية في دائرة المواجهة مع المرضين، فالأول ظهر في الصين ثم امتد إلى دول أخرى، وكل يوم تتزايد ضحاياه، والثاني ظهر في السعودية، حيث أعلنت المنظمة العالمية للصحة الحيوانية أن المملكة أبلغت عن أول تفش لسلالة H5N8 الشديدة العدوى في مزرعة للدواجن بالرياض، ما أسفر عن نفوق نحو 23 ألف طائر وإعدام باقي الطيور في المزرعة وعددها 358 ألفا. على إثر هذه التطورات المستجدة سارعت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية باتخاذ التدابير العاجلة لحماية الكويت من هذا مرض أنفلونزا الطيور. وأكدت مصادر مطلعة في الهيئة وجود تنسيق واتصال مباشر مع المنظمة العالمية لرصد آخر تطورات الوضع الخاص بالفيروس. واضافت المصادر ان الهيئة لديها اجراءات احترازية لمنع تسلل الفيروس من خلال الطيور الى البلاد، مبينة أن إنفلونزا الطيور مرض فيروسي يسببه 12 نوعاً من الفيروسات، ويستهدف الطيور تحديدا، كما انه قد ينتقل إلى البشر في حالات نادرة جدا، وبالامكان تفادي الاصابة به من خلال الابتعاد عن بؤر انتشاره. حملات وجولات واشارت المصادر الى أن النوع الذي تم تسجيله في الرياض هو H5N8 ويصيب الطيور فقط ولا ينتقل إلى الإنسان، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، مبينة أن فرق الهيئة تقوم بشن حملات وجولات تفقدية على عدد من الاسواق التي تباع فيها الطيور بمناطق متفرقة، بهدف تطبيق الاجراءات الوقائية لحماية الثروة الحيوانية ومربي الطيور على أكمل وجه. وبينت أن آخر ظهور لفيروس انفلونزا الطيور في البلاد كان خلال فبراير العام الماضي، عندما تم اكتشاف اصابات في سوق الطيور بالري، حيث أعدمت الهيئة اكثر من 2000 من الطيور متعددة الأنواع والفصائل بسبب الفيروس، وتم وضعها في أكياس ونقلها إلى مدفن النفايات آنذاك. واوضحت المصادر صدور تعليمات بمنع استيراد كل انواع الطيور من السعودية «احترازيا» بصورة مؤقتة، وهو اجراء سبق ان اتخذته الهيئة في حالات مشابهة سابقا، بهدف حماية الثروة الحيوانية من اي امراض او اوبئة. سلالات مختلفة انفلونزا الطيور عبارة عن فيروس يصيب أنواعا مختلفة من الطيور الداجنة والمهاجرة وينتشر بينها (خاصة الدجاج والبط وغيرهما من الطيور الأخرى)، حيث يوجد الكثير من السلالات المختلفة من هذا الفيروس، وعلى الرغم من أن معظمها لا يصيب البشر ولا ينتقل عادة من شخص لآخر، فان سلالتين منه تسببتا في قلق شديد، حيث أصيب به كثيرون من البشر من جميع أنحاء العالم، ما أدى الى حدوث عدد من الوفيات سابقا.
