حقائق غريبة ومثيرة للاهتمام عن قنديل البحر
قناديل البحر لا تتبع الأسماك، فهي حيوانات بَحرية من الرخويات تتبع شعبة اللاسعات، لها قوام هلامي وأطراف طويلة تسمى لوامس.
وتتميز قناديل البحر بأن أجسادها مصنوعة أساساً من الماء، حيث يمثل الماء 95% منها، من دون عظام على الإطلاق.
ومن أكثر ما يميزها أيضاً وجود اللوامس، رغم أن جميع الأنواع لا تملكها. يمكن أن يستخدم قنديل البحر المجسّات في التقاط الطعام، والدفاع عن النفس.
– بإمكان بعضها التوهج في الظلام
عديد من قناديل البحر لديها أجهزة تلألؤ بيولوجي، ينبعث منها الضوء. يساعد هذا الضوء بعدة طرق، مثل جذب الفرائس أو تشتيت انتباه الحيوانات المفترسة.
تتميز أغلب الكائنات الحية الموجودة في أعماق كبيرة من مياه البحار والمحيطات بالتلألؤ البيولوجي، وهو الضوء الناتج عن عملية كيميائية داخل جسم الكائن الحي.
يحدث التوهج عندما تتفاعل مادة تسمى لوسيفيرين مع الأكسجين بمساعدة إنزيم لوسيفيراز، فتنطلق الطاقة، وينبعث الضوء.
وتنتج بعض الكائنات مادة اللوسيفيرين ذاتياً، في حين يكتسبها البعض من خلال النظام الغذائي، وتنتمي أغلب قناديل البحر إلى الفئة الثانية.
– تستنسخ نفسها
إذا انشطر قنديل البحر إلى قسمين، فيمكن أن تتجدد قِطعه المنفصلة لتكوّن كائنين جديدين. وبالمثل، إذا أصيب أحد قناديل البحر، فقد يستنسخ نفسه.
أما تكاثر قناديل البحر فينطوي على عدة مراحل مختلفة. إذ يمكنها التكاثر الجنسي عن طريق إطلاق الحيوانات المنوية والبيض في الماء.
في هذه المرحلة اليرقية من حياة قنديل البحر، يتمسك الكائن بأسفل صخرة ملساء، وينمو إلى مرحلة أخرى من حياة قنديل البحر، وهو البوليب الذي يشبه شقائق النعمان المصغرة.
خلال هذه المرحلة، التي يمكن أن تستمر عدة أشهر أو سنوات، يحدث التكاثر اللاجنسي، وفيها يحدث الاستنساخ أو التبرعم لتنشأ مرحلة حياتية جديدة تسمى إيفيرا.
يمكن أن يعكس أحد أنواع قناديل البحر شيخوخته ليعود بحياته إلى الوراء، أي إلى مرحلة حياتية أخرى، ومن هنا اكتسب لقب قنديل البحر الخالد.
فهذا الكائن يُفقس ثم يكبر حتى يصل للنضوج الكامل مثل كل الكائنات، ولكن بدلاً من أن يمر بعد مرحلة الشباب والكهولة بمرحلة الشيخوخة التي يحدث بها الهدم ثم الموت، يعيد ذلك الكائن نفسه إلى مرحلة الطفولة مرة أخرى ويعود سليلة، ليبدأ دورة حياة جديدة بالجسد نفسه.
– قناديل البحر لا دماغ لها
إلى جانب عدم امتلاكها عظاماً أو عيوناً، لا تملك أدمغة.
على الرغم من أن قناديل البحر لا يوجد بها دماغ أو جهاز عصبي مركزي، فإنها تمتلك مجموعة أساسية جداً من الأعصاب عند قاعدة اللوامس.
تكتشف هذه الأعصاب درجة الحرارة والملوحة وما إلى ذلك، وتستجيب قناديل البحر لهذه المحفزات. نظراً إلى عدم وجود دماغ لديها، فإنها تعيش بشكل سلبي، ويعتمد ذلك كلياً على ردود فعلها التلقائية.
تستشعر الضوء، وتوجِّه نفسها عن طريق استشعاره من خلال خلايا حساسة للضوء. وبالمثل، باستخدام خلايا حساسة مختلفة، يمكنها أيضاً استشعار المواد الكيميائية في الماء والحفاظ على توازنها.
نظراً إلى عدم وجود دماغ لديها، فإن حركاتها محدودة أيضاً، وتعتمد بشكل أساسي على التيارات البحرية في الانجراف. يعتبر صيد الفريسة أيضاً مسألة صدفة، لأنها لا تبحث بنشاط عن طعامها؛ بدلاً من ذلك، تنتظر فقط أن يصطدم باللوامس.
– قناديل البحر بلا قلوب أيضاً
تعيش قناديل البحر أيضاً بلا قلوب، ولكن كيف ذلك؟
أولاً، يجب أن نفهم بالضبط ما يفعله القلب. إنه يضخ الدم في جميع أنحاء الجسم بشكل أساسي، بحيث يكون بإمكان خلايا الحيوان الحصول على الأكسجين والمواد المغذية من الدم، وطرد النفايات القابلة للذوبان، مثل ثاني أكسيد الكربون.
ومع ذلك، فإن ما يميز تشريح قنديل البحر هو قلة سُمك الطبقة الخارجية، المعروفة باسم إكتوديرم. ولا يزيد سُمك الطبقة على عدد قليل من الخلايا، لذلك ينتشر الأكسجين ببساطة في جسم قنديل البحر.
لذلك لا يحتاج الأكسجين مضخةً قويةً مثل القلب، ليتخلل جميع أجزاء الجسم الحي، وذلك سبب بساطة تشريح قنديل البحر.
– فم قنديل البحر للأكل والتخلص من النفايات
تتميز قناديل البحر بجسمها الذي يشبه الجرس، وكما ذكرنا فإن تركيبه التشريحي غير معقد على الإطلاق. فكما لا توجد له عظام ولا دماغ ولا قلب، فإن جهازه الهضمي بدائي أيضاً.
توجد لقنديل البحر فتحة واحدة فقط يستخدمها للأكل والإخراج، والتجويف الداخلي يعمل كمريء ومَعِدة وأمعاء في الوقت ذاته.
– لسعات قنديل البحر سامة
عندما تذهب إلى الشاطئ، عليك أن تحترس من لسعات قنديل البحر، فحتى اللوامس المنفصلة عن جسم قنديل البحر يمكنها أن تلدغ.
إذا أُصبت بالصدمة، فأزِل أولاً أي مخالب تتشبث بالجلد. لا تغسل المنطقة بالماء العذب، فقد تطلق سموماً أكثر في جسمك.
بدلاً من ذلك، نظِّفها باستخدام الكحول أو الأمونيا أو الخل. يمكنك أيضاً استخدام خليط من صودا الخبز والماء.
أي علامات على وجود رد فعل تحسسي مثل ضيق في التنفس والصفير، تستدعي عناية طبية فورية.