“داهية بنغالي” يتظاهر بمهنة “غسّال” صباحاً لسرقة المركبات و”يكشخ” بأرقى الأزياء والماركات مساءً لسلب الهواتف الذكية
بعد جهود امتدت لأيام وقيام عدد من رجال الإدارة العامة للمباحث الجنائية بارتداء ملابس عمال النظافة، استطاع رجال الأمن الجنائي الإيقاع بوافد بنغالي ينطبق عليه لقب «الداهية» اذ تميز بمكر شديد، فكان يعمد الى ارتداء زي عامل تنظيف سيارات «غسّال» صباحا وذلك لسرقة المركبات، اما مساء، فكان يرتدي أفخم الملابس ويضع في معصمه ساعة فاخرة ويتعمد إيقاف سيارة فارهة من بين المسروقات امام الباب الخارجي لمحلات الهواتف النقالة، وذلك حتى يغرس الطمأنينة في نفوس موظفي محلات الهواتف ويهرب بالهواتف الذكية بعد ان يوهم الموظف بأنه سيأتي له بقيمة الجهاز من السيارة.
أما الغرابة في الوافد البنغالي «المخالف لقانون الإقامة» ومن خلال التحقيقات معه فانه اعترف بسرقة 14 مركبة وعشرات المركبات الاخرى عن طريق الكسر والاستيلاء على ما خف وزنه وغلا ثمنه من داخلها، اما الهواتف المتنقلة التي يسرقها بحيلة «اخطف واجري» فلم يستطع حصرها مرددا في هذه الجزئية «القضايا عديدة جدا وفي أماكن متفرقة وأسواق متعددة لا أستطيع حصرها». هذا وجار إحالة البنغالي الداهية الى النيابة العامة بعد إجراء حصر للبلاغات المسجلة بشأن الهواتف المسروقة.
واعتبر مصدر امني أن ما قام به رجال الأمن الجنائي يندرج في إطار متابعتهم لكل الجرائم المرتكبة وجهودهم لإغلاق القضايا المسجلة ضد مجهول ولردع كل من تسول له نفسه الحصول على مال غيره بأي وسيلة كانت، مؤكدا مضي رجال الأمن الجنائي في التصدي لمختلف الجرائم وإحالة مرتكبيها الى القضاء مهما طال الوقت.
ولكن ما قضية البنغالي الداهية بشكل مفصل، وكيف سقط في قبضة قطاع الأمن الجنائي؟ هذه الاسئلة أجاب عنها مصدر أمني بالقول: في الآونة الأخيرة وردت عدة بلاغات في عدد من المناطق السكنية، وكشفت البلاغات عن تعرض مركبات للسرقة سواء عن طريق الكسر أو سرقة المركبات كاملة عقب تركها مقابل المنازل في وضعية تشغيل وصعود أصحابها لدقائق إلى سكنهم.
وأضاف المصدر: تم إعداد خطة عمل للإيقاع بالجاني في المناطق التي تمت فيها السرقات، حيث جرى الإيعاز لعدد من رجال المباحث بارتداء زي النظافة والقيام بأعمال العمال مثلما يقومون، حتى لا يتم كشفهم أو يثيروا الريبة للمتهم ما أسفر عن الايقاع بالمتهم بالجريمة المشهودة، وعليه تم ضبطه وفتح تحقيق معه ليكشف عن الحقائق كاملة، حيث قال انه يتوجه الى المناطق المستهدفة بمركبة قديمة وهي مركبة مسروقة حاملا «سطل مياه» متظاهرا بغسل السيارات، ومن ثم يقوم بترك تلك المركبة في مكان ما والتوقف في ساحات الانتظار وبشكل لا يثير الانتباه أو الشكوك حوله، ومن خلال هذه الحيل يحدد مركبات متروكة لفترات طويلة ليقوم بسرقتها بواسطة مفاتيح مصطنعة، وكذلك يتجول بين المركبات الحديثة بحيلة التنظيف وما إن يرصد بداخلها أي أغراض قيمة يقوم بكسر زجاجها وسرقة ما بداخلها، وحينما يرصد شخصا تاركا سيارته في وضعية التشغيل يقوم بالصعود إلى المركبة والهروب بها، وحتى لا يسقط سريعا يقوم بوضع لوحات مغايرة عليها وتلك اللوحات تعود هي الأخرى لسيارات مسروقة ايضا.
ولكن ماذا يفعل بالسيارات؟ هذا السؤال أجاب عنه المصدر قائلا: استنادا الى افادات الوافد كان يقوم ببيع السيارات القديمة بعد نزع لوحاتها كسكراب، أما المركبات الحديثة فيبيعها بأسعار بخسة لبعض الاشخاص جار ضبطهم، وأرشد المتهم عن بعض السيارات التي سرقها مؤخرا ولم يتصرف فيها.
وأضاف المصدر: تمت إعادة التحقيق مع المتهم للوقوف على جرائم أخرى ارتكبها خاصة وسط معلومات عن ارتكاب جرائم سرقة هواتف من محلات بمركبات مسروقة، حيث اعترف المتهم بأنه كان وبعد ان يسرق المركبات الحديثة يتوجه إلى محلات الهواتف في مناطق مختلفة ويتعمد ان يوقف السيارة مقابل المحل وإظهار لوحاتها للبائع ويتعمد ايضا ارتداء افخم الازياء وساعة ثمينة ومن ثم يتفق على شراء احد الهواتف الذكية، وبعد الاتفاق على السعر يبلغ البائع بأنه سوف يأتي بقيمة الجهاز من داخل السيارة المتوقفة امام المحل، ومن ثم يدخل إلى السيارة ويحكم إغلاقها من الداخل وينطلق بها تاركا للبائع التقاط رقم اللوحة. وبسؤاله عن عدد الاجهزة التي سرقها بهذه الطريقة، قال: بصراحة لا استطيع حصرها لأنها كثيرة جدا وفي مناطق متعددة.