هل يساهم انتشار حمى الابقار فى الكويت لزيادة اسعار اللحوم خلال الايام القادمة ؟
من «كورونا»، الذي يصيب البشر، إلى الحمى القلاعية لدى البقر.. هكذا وجدت الجهات المعنية نفسها في دوامة المرضين، فالأول انتشر خارجياً وحتى الآن لم يصل الكويت، بينما وصل الثاني، وانتشر بصورة ملحوظة في بعض مزارع الأبقار بالبلاد. ورصدت القبس حالات نفوق للاغنام وغيرها من الماشية نتيجة انتشار مرض الحمى القلاعية في اكثر من موقع، الأمر الذي يستلزم تحركا عاجلا لمحاصرة المرض. طالب مربو الماشية هيئة الزراعة بضرورة اجراء التحصينات بمواعيدها من دون اي تاخير، والقضاء على هذا المرض سريعا، قبل تفشيه وانتشاره الى المزارع والجواخير التي لا تعاني الحيوانات فيها حاليا من اي امراض، لافتين الى ان استمرار نفوق الحيوانات قد يساهم في افتعال ازمة زيادة اسعار اللحوم خلال ايام. وأكد رئيس الاتحاد الكويتي لمربي الثروة الحيوانية محمد البغيلي ان استمرار كثرة الاصابات في الجواخير بالحمى القلاعية يستدعي تدخل هيئة الزراعة على وجه السرعة، لضمان حماية الامن الغذائي وتفادي حدوث ازمة تتعلق بارتفاع اسعار اللحوم عموما، سيما مع وجود شكاوى سابقة فيما يخص زيادة اسعار الاغنام. واضاف البغيلي لـ القبس ان ظهور الحمى القلاعية مجددا يثير اكثر من علامة استفهام، خاصة ان هيئة الزراعة قضت عليه قبل سنوات، منوها الى ان استمرار نفوق الاغنام والابقار وغيرها في جواخير مربي الماشية سيتسبب بمشاكل متفرقة للمربين والمستهلكين ايضا، مشددا على ضرورة تدخل الهيئة فورا، ووفق خطة عملية ممنهجة تتلاءم مع متطلبات المرحلة. خسائر جسيمة وشدد البغيلي على اهمية اجراء التحصينات من قبل الهيئة، خاصة ان المربين يتكبدون خسائر التطعيمات خلال العامين الماضيين، فضلا عن صعوبة حصر الحيوانات وعزلها احيانا، مؤكدا ان الالتزام بالتحصينات من قبل الهيئة يضمن تفادي تفشي الامراض والاوبئة وحماية الامن الغذائي وعدم ارتفاع اسعار اللحوم ايضا. وبين، ان نفوق الاغنام بدا خلال الاسبوع الماضي في العبدلي، وذلك بعد اتصاله مع عدد من المربين هناك. وطالب البغيلي مسؤولي هيئة الزراعة بانصاف المربين والمزارعين واعطائهم حقوقهم لضمان عدم عرقلة انتاجهم على مدار العام. من جانبه، ذكر رئيس اتحاد منتجي الالبان الطازجة عبد الحكيم الاحمد انه تم أخذ عينات من ابقار في مزارع بالصليبية، حيث تبين انها تتمتع بمناعة مرتفعة، وعدم وجود اي اصابات بالحمى القلاعية بينها، مطالبا هيئة الزراعة بمزيد من الجهود في ما يتعلق بتنفيذ التحصينات على الاغنام والماعز والابل في جواخير كبد والسالمي ومزارع العبدلي والوفرة، بهدف حماية الحيوانات من الامراض والوقاية منها. خسائر فادحة من جانبه، أشار رئيس رابطة مربي الثروة الحيوانية جمال المنقدير ان الخسائر الناجمة عن اصابة الاغنام والابقار بالحمى القلاعية في جواخير كبد ستتسبب في خسائر مالية فادحة تدريجيا، لا سيما في حال عدم معالجة الأمور من قبل هيئة الزراعة، بحيث توجد وعود من قبل المسؤولين فيها بمحاصرة المرض القاتل للحيوانات. واضاف المنقدير لـ القبس ان العلاج الانسب لمثل هذه الامراض هو تحصين الابقار والاغنام في الجواخير، مبينا ان الشركة المسندة لها اجراء التحصينات لم تقم بذلك منذ عامين تقريبا، حيث يقتصر دورها على وضع الشرائح على الحيوانات بهدف تعريفها وتسجيلها، مشددا على ضرورة قيام الهيئة بدورها في مثل هذه التوقيت، قبل تفاقم الاوضاع لما هو أسوأ. واستشهد المنقدير بما تعرض له جاخور صديقه قبل يومين، حيث تسبب المرض بوفاة نحو 30 رأسا من الاغنام دفعة واحدة، مبينا ان الخسائر المالية لمربي الثروة الحيوانية يجب ان يتم حصرها بمثل هذا التوقيت تحديدا، لضمان حصولهم على التعويض المناسب لاحقا. ونوه الى ان الغريب بالموضوع هو عدم محاصرة المرض حتى الان، خاصة وان عملية بيع الاغنام والابقار تتواصل في جواخير كبد، وبالتالي دخول وخروج الحيوانات دون وجود اي اجراءات تحد من انتقال عدوى المرض، مؤكدا ضرورة توفير الادوية والتحصينات من قبل الهيئة او الشركة المتعاقدة معها، لضمان عدم نفوق اعداد كبيرة من الحيوانات خلال الايام المقبلة. نفوق متواصل طالب مربي الماشية فايز الغضوري هيئة الزراعة بضرورة توفير التحصينات السنوية ضد الحمى القلاعية داخل الجواخير في كبد وغيرها، مبينا ان العلبة الصغيرة تكلف 55 دينارا وهي لا تكفي لتطعيم الماشية، ما يضطر صاحب الحلال الى شراء علب اخرى، كما انها تتطلب جهودا واوقاتا مضاعفة من قبل المربين، لا سيما في ما يتعلق بعزل الاغنام والماعز. واكد الغضوري انه فقد نحو 30 رأسا من الاغنام بسبب اصابتها بالحمى القلاعية، منوها الى انه يبيع الرأس الصغير بنحو 50 دينارا، فيما تتراوح اسعار الكبيرة منها بين 80 الى 120 دينارا، وبحسب السن والحجم، مناشدا هيئة الزراعة بمحاصرة المرض والقضاء عليه قبل تفشيه في الجواخير. أعراض صعبة ولفت المُزارع ومربي الماشية مبارك الهرير الى انه فقد نحو 48 رأسا من الاغنام «صغيرة وكبيرة» خلال الايام القليلة الماضية، بسبب مرض الحمى القلاعية، بعدما ظهرت اعراضه عليها قبل نفوقها، كارتفاع درجات الحرارة ووصولها الى 41 درجة، فضلا عن صعوبة في المشي والحركة ووجود عرج بأرجل الحيوان. وبين الهرير ان تطبيق برنامج للتطعيم من قبل هيئة الزراعة ووفق مواعيد غير قابلة للتأجيل، هو احد الحلول المطلوبة. سريع الانتشار يعتبر فيروس الحمى القلاعية سريع الانتشار، ويصيب الحيوانات كالأبقار والأغنام والماعز والإبل، بينما تمتلك الخيول مناعة ضده، كما ان هناك نحو سبع سلالات مختلفة مناعياً من الفيروس المسبب للحمى، حيث ان كل سلالة تصيب فصيلة أو عدة فصائل مختلفة من الحيوانات، وتختلف شدة أعراض المرض تبعاً لنوع السلالة الفيروسية المسببة له. أسباب المرض تسبب الحيوانات المريضة حدوث الحمى القلاعية، حيث يوجد الفيروس فى الحليب والبول والبراز والسيلانات الفموية، كما يسببها العلف الملوث بالفيروس الذي يمكن انتقاله من خلال الغذاء والمياه الملوثة، فضلا عن الاستنشاق، حيث يمكن أن ينتقل بواسطة ذرات الغبار في الهواء بالمناطق الموبوءة، او حتى عن طريق ملامسة العين.