يوماً ما..يا أبي..
أبي، أتحدث معك!
هل ما زالت روحك هنا؟
كدت أصاب بالجنون من شوقي لك.
أبي، أنا أبحث عنك في كل مكان أذهب إليه، ولكن هل سأجدك؟
أبحث عنك في كل قصيدة استمع إليها، في كل نص مكتوب، في كل شيء أبدع الخالق به، أنسى شعوري بمشتتات الحياة والإنشغالات، ولكنني لا أستطيع نسيانك، أفكر بك دائمًا وأبداً.
أريدك معي بكل ما أعيشه وبكل لحظة سوف أعيشها وأشعر بها.
أمام البحر وأنا أستمتع بأصوات الأمواج والنورس يحلق بعيدا في السماء، أبحرت إلى عالمك كطائر النورس، للحظة ظننت أنك هنا بجانبي، لامستني روحك، وأشتممت رائحتك، حتى أنني شعرت بك في قلبي!
أشعر أن تلك الفترة من حياتي كانت أسعد فترات حياتي، رغم أنها كانت لا تتعد الثواني. اعتقدت أنك عدت إلي، لكن هذا الشعور بدا وكأنه يتلاشى، وكذلك مع الكثير من المشاعر، نسيت هذا الشعور مرة أخرى!
ولكن الآن أنا أنزف هذه الدموع من دون القدرة على التحكم بها، أشعر أنك داخل قلبي تنبض، أشعر بوجودك معي، ولكن هل ذلك الشعور بروح خاطئة. أبي كادت روحي تخنقني شوقاً لك، أفعل كل ما بوسعي لإعادتك، أشعر أنني لا أنتمي سوا إلى نفسي. فلا مكان يساع شوقي ولا مخلوق يأخذ مكانك، هل سأبقى عالقة هكذا لفترة طويلة؟
أبي،
أعتقد أن الوقت يجعلني أقوى، وأعتقد أن الحب الذي أعطيه لذاتي هو أعظم حب على الإطلاق، أعتقد أن دموع عيناي تنقي روحي المظلمة المنعكسة، تمحو كل السموم القاتلة، و تقلل كل مايجول من تشتت في داخلي، أشعر أنني لا أريد أن أتوقف عن بناء السلام داخلي، أريد أن تتمتع روحي بالصفاء والنقاء والسلام.
أبي، أصبحت مثلك أؤمن بأن الوقت كافٍ للنظر إلى ما يهمني، وجعل كل مايدور من تشتت هو أمراً سيمضي يوماً ما، ثم أنني أعتقد أنني سأضحك يومًا ما على الذي جعلني أبكي.
“لا يغفو قلب الأب، إلا بعد أن تغفو جميع القلوب.”
-ريشيليو.
وأخراً، لقد أيقنت أن كلماتك كانت دواءاً يلامس الجرح العميق ويشفى بوجودك، وأعتقد أنها مسألة وقت وإيمان!
وفي يوماً ما سنلتقي سوياً.
الكاتبة: شمس عبداللطيف.
