هو هو. سيعود الإنسان للكِبر و الغفلة، فسيظن انه ملك الدنيا وسينسى خالقها. ولن يتعض إلا الأقل من قُراء التاريخ. فكم مرت على البشرية من أوبئه؟..
كم حروب عالمية مدمرة؟..
كم من إنهيارات بالأسواق العالمية؟..
ولكن هل هذا الحدث العالمي الجلل طبي النوع، سيختلف ولو قليلاً؟
ستسمر نظريات المؤامرة بالتعقيد، وستكرر روسيا إتهامها لأمريكا كما عملت في السابق حينما إتهمت أمريكا بإنتشار “الطاعون الأفريقي” الخارج من مختبرات أمريكية حسب إدعائها. و سيستمر العالم الغربي بدون دليل قاطع إتهام الصينيين بتطوير سلالة فايروس الكورونا بسبب عاداتهم الغذائية المتواصلة لآلاف السنين.
لكن الأكيد، بأن الفائدة الباقية ستكون هي حوز دواء لفيروس (Covid-19)، وسيظن أحفادنا اننا نبالغ حينما نخبرهم ما فعل الكورونا بالكوكب، ولن يسمعون ،ان شاء الله ( ألا صلوا في رحالكم/ألا صلوا في بيوتكم). و اتوقع بأنه ستكون تطعيمات عامة يستهين بها الأجيال الناشئة، لنتحايل في إقناعهم بضرورة إتخاذها، بل وسيكون بينهم من كبار السن المعاصرين لسنة كورونا من يهون الموضوع ويسخفه. فما الدرس الأهم المستفاد؟
يا إنسان، لن و لم تحمي نفسك من بطش الله في الدنيا قبل الآخر، فهاهو الغرب والشرق بأوج قوتهم العِلمية ينهزمون، ليؤكدون لك، بأن هنالك ضرورة دائمة لبقاء البشرية عابدة ذليلة متضرعة للعزيز الجبار. و ان الرحمن الرحيم قد لطف بأهون الشعوب، و أذاق أكثرها غطرسةً من الاوروبيين والامريكان والصينيين، شيئاً من البلاء ليكون انكسار كبريائهم عبرة لكل العالم أجمع، وهو للمسلمين رفعة و طهور. فمن العالم الأول اليوم؟.
الكاتب: جري سالم الجري.
