صالح غضنفر المتعافى من “كورونا” : “مرض مخادع”
بعد تجاوزه الخطر، وخروجه من العناية المركزة إلى أحد أجنحة المستشفى، حذر المواطن المتعافى من فيروس «كورونا» المستجد صالح غضنفر من خطورة المرض، مشيراً إلى أنه يؤثر في أعصاب المصاب وتفكيره، إلى جانــب الأعراض الجســدية الأخـــرى.
وفي اتصال هاتفي مع «الراي»، شرح غضنفر ظروف إصابته بالفيروس، فقال «مثل عامة الناس كنت مسافراً، وعند عودتي للبلد طبقت الحجر المنزلي، وفي نهاية الحجر أحسست باختلاف في التنفس بشكل كبير، وقمت بمراجعة مستشفى جابر، فأبلغوني بسوء وضعي الصحي، وبعدئذ لم أعِ ما حصل، إلا أنهم أبلغوني لاحقاً بأنني دخلت العناية المركزة لأيام عدة، والحمد لله أنعم الله عليّ بالشفاء».
وأضاف «يرقد إلى جانبي في المستشفى ولدي في غرفة مخصصة له رغم عدم مرضه، إلا أن وجوده هنا احترازي، كما أن زوجتي وابني الآخر قضوا فتـــرة الحجــر، ومن المقرر أن يجروا غداً (اليوم الثلاثاء) مسحة للتأكد من خلوهــــم من المرض».
وتابع «يفترض ألا نعترض على هذه الإجراءات، بل أن نقدسها كونها تحمي الأسر الصغيرة، والأسرة الكبيرة التي تجمعنا وهي الكويت».
وحول رأيه في التعامل مع حظر التجول، قال غضنفر «عامة الناس غير مستوعبين و(مو فاهمين) حتى الآن خطورة المرض، فهو فيروس مخادع، ونحن بطبعنا ككويتيين طيبين ونقول (على الله والأمور طيبة) بقدر ما الطرف الآخر، وهو المرض، لا يترك لك أي فرصة للخروج منها»، لافتا إلى أن فرض حظر التجول من مصلحة الجميع، فكلما زاد التباعد الاجتماعي زاد الأمان للجميع.
وتطرق غضنفر إلى الزيارات الاجتماعية، مشيرا إلى أن «ميزتنا ككويتيين التزاور الزائد عن اللازم، وخلال هذه الفترة من انتشار الفيروس، فمع زيارة الآخرين قد تُنقل لهم العدوى من شخص يحمل المرض من دون أن يشعر، وخصوصاً مع ضعف مناعة كبار السن والأطفال».
وتابع: «كنت أصغر المتواجدين في العناية المركزة، لذلك تجاوزت المرض أسرع من الآخرين، وهي عناية إلهية بعد أن أدى الكادر الطبي دوره على أكمل وجه، إلا أن مناعتي كانت أفضل من غيري، وتجاوزت المرض لكن من الممكن أن شخصاً في عمري ومناعته أقل وضعيفة، فلماذا نجني على الآخرين في الزوارة؟».
وحول الرعاية الطبية التي تلقاها، قال غضنفر: «ولله الحمد نحن في بلد مهتم في الصحة العامة والجهود الحكومية مشكورة قدمت كل أوجه الرعاية للجميع، خاصة وأن القرار الطبي صارم في هذا الشأن»، لافتا إلى أن «من أصغر شخص في الكادر الطبي، كانوا شديدين في التعامل معي لأخذ الدواء وإجراء الفحوصات الطبية وهذا من مصلحتي».
وأضاف «عملوا لي مسحة أولى وظهرت النتيجة سلبية، وفي المسحة الثانية كانت أقرب إلى الإيجابية، لكني لم أحزن أو أتضايق لأن استمرار بقائي في المستشفى من مصلحتي ومصلحة المحيطين بي، إلى جانب أن الرعاية هنا يطبقون المثل القائل (يا دهينة لا تنكتين) فهم يوفرون كل شيء لنا، لذلك الأمور ماشية بشكل ممتار ونفسيا مرتاحون من الاهتمام والرعاية عالية المستوى». وأشاد بعطاء الكوادر الطبية الوطنية خلال أزمة كورونا، وقال «عندما كنت في العناية المركزة لاحظت أن من يدير المنظومة الطبية داخل مستشفى جابر في غالبهم من الكوادر الوطنية بالإضافة إلى الأطباء الكوادر من الجنسيات المختلفة». وتابع «كلهم بلا استثناء يقومون بأداء مهنتهم على أكمل وجه، إلا أنني لاحظت كوادر وطنية في الصف الأول تحتاج إلى عناية ورعاية من قبل الحكومة».