ثلث المصابين بـ«كورونا» قد لا تظهر عليهم أعراضه
في حين يجهد العالم لاحتواء انتشار فيروس كورنا المستجد (كوفيد 19)، وايجاد العلاج له لإنقاذ ملايين المعرضين للوفاة بسببه، أشارت تقديرات حديثة من الصين، إلى أن قرابة ثلث من ثبتت إصابتهم بالفيروس لم تظهر لديهم أعراض المرض، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية. ونقلت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» عن بيانات الحكومة الصينية، أنه يمكن أن يكون النطاق الحقيقي والعدد الخفي لهؤلاء «الناقلين بصمت» أعلى مما كان يعتقد في البداية، فبحلول نهاية فبراير ثبتت إصابة أكثر من 43 ألف شخص بالفيروس التاجي في الصين من دون ظهور أعراض لديهم، وتم عزلهم، لكن لم يتم احتسابهم في الأرقام الرسمية، التي كانت 80 ألفاً في ذلك الوقت. هذه المعلومات تعتبر ذات تأثير كبير في الاستراتيجيات التي قد تستخدمها دول العالم لاحتواء الفيروس، رغم أن العلماء لم يتفقوا حالياً على ما إذا كان المرض من دون أعراض يسهم في انتقال الفيروس أم لا، خاصة أن المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض لفترة طويلة من المحتمل خلالها أن ينقلوا العدوى للمئات. قامت مجموعة من الخبراء اليابانيين بقيادة عالم الأوبئة في جامعة هوكايدو هيروشي نيشيورا بكتابة رسالة إلى المجلة الدولية للأمراض المعدية. وقال نيشيورا إن عدد حالات المصابين بـ«كوفيد 19» في جميع أنحاء العالم في ارتفاع، والفجوة بين التقارير الواردة من الصين والتقديرات الإحصائية للإصابة على أساس الحالات التي جرى تشخيصها خارج الصين تشير إلى أن عدداً كبيراً من الحالات غير مشخص. وقدر نيشيورا نسبة المرضى اليابانيين، الذين لا يعانون من أعراض والذين جرى إجلاؤهم من ووهان، بـ30 في المئة، وهو رقم مماثل لبيانات الحكومة الصينية. مضيفاً أنه «يمكن أن تكون النسبة اللاأعراضية أعلى بين الأطفال عنها لدى كبار السن، وهذا من شأنه أن يغير نطاق تفشي المرض بشكل كبير». ويعتقد الخبراء الآن أن استراتيجية الصين وكوريا الجنوبية في اختبار كل شخص كان على اتصال مع مريض، أكثر كفاءة في الحد من انتشار الفيروس. فالدول الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا لم تختبر الأشخاص من دون أعراض، باستثناء الأطباء الذين تواصلوا بشكل متكرر مع مصابين بالفيروس. دول أخرى، تقوم بشكل روتيني بفحص الوافدين لدرجات الحرارة المرتفعة في المطارات. وقال جيونغ إيون كيونغ، مدير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في كوريا الجنوبية إن بلاده لديها حاليا معدل أعلى بكثير من الحالات غير المصحوبة بأعراض من الدول الأخرى، «ربما بسبب اختباراتنا المكثفة». وقدرت دراسة منفصلة أجراها علماء من جامعة تكساس في أوستن، لمجلة الأمراض المعدية، أن الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض واضحة نقلوا المرض لحوالي 10 في المئة من الحالات الـ450 التي درسوها في 93 مدينة صينية. وقال بنجامين كاولينغ، أستاذ علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة هونغ كونغ إن هناك «أدلة واضحة على أن الأشخاص المصابين يمكن أن ينقلوا العدوى قبل ظهور الأعراض». وأضاف: «هناك العديد من التقارير عن انتقال المرض قبل يوم أو يومين من ظهور الأعراض». ويعتقد الخبراء أن الفهم الأفضل للحالات من دون أعراض يمكن أن يؤدي إلى استراتيجيات أفضل لاحتواء تفشي المرض. اختبار 69 دواءً في سياق منفصل، قال فريق من الباحثين، أمس إن ما يقرب من 69 دواءً وتركيبات تجريبية قد تكون فعّالة في علاج كورونا. وبعض هذه الأدوية يُستخدم في علاج أمراض أخرى، وقد تكون إعادة توظيفها لعلاج كورونا أسرع من محاولة ابتكار دواء جديد من الصفر، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، التي اشارت إلى أن قائمة الأدوية المرشحة ظهرت في دراسة نشرها موقع bioRxiv، حيث شرع مئات الباحثين في دراسة غير تقليدية لجينات فيروس كورونا، موضحين أنه لكي يصيب الفيروس أي خلية، عليه أن يُدخِل جيناته إليها ويستغل الآلية الجينية لها، وتبدأ الخلية بإنتاج بروتينات فيروسية، التي تُستخدَم في إنتاج ملايين الفيروسات الجديدة، ولا بد أن يكون كل من هذه البروتينات الفيروسية قادراً على الالتصاق بالبروتينات البشرية الضرورية لإتمام عمل الفيروس. في الدراسة الجديدة، اختبر العلماء 26 من إجمالي 29 جيناً من فيروسات كورونا المسؤولة عن إنتاج البروتينات الفيروسية، وتوصل الباحثون إلى أنَّ الفيروس يستهدف 332 فيروساً بشرياً. ما الذي يفعله الباحثون؟ Volume 0% ويحاول الباحثون الوصول إلى دواء لديه القدرة أيضاً على الالتصاق بالبروتينات البشرية التي يبدو أن فيروس كورونا المستجد لديه الحاجة لاختراقها والتكاثر داخل الخلايا البشرية. وحدَّد الفريق 24 دواءً مُصرَح بها من إدارة الأغذية والدواء الأميركية لعلاج أمراض لا تبدو أنها ذات صلة، مثل السرطان ومرض باركنسون وارتفاع ضغط الدم. وضمت القائمة مرشحين غير متوقعين، مثل دواء هالوبيريدول المُستخدَم لعلاج الفصام الشخصي، ودواء ميتفورمين الذي يتناوله الأشخاص المصابون بالدرجة الثانية من السكري. ومن المثير للاهتمام أن بعض العلاجات الممكنة هي الأدوية المستخدمة لمهاجمة الطفيليات. وأحد الأدوية المدرجة في القائمة هو الكلوروكين، الذي يقتل الطفيلي الأحادي الخلية الذي يسبب مرض الملاريا. تجارب أوروبية بدوره، أعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران أن الاختبارات الجارية على دواء الكلوروكين المحتمل لعلاج فيروس كورونا، ويستخدم في الأصل لعلاج الملاريا، ستظهر نتائجها خلال 15 يوماً، واضاف أنه في حالة كانت نتائج دواء الكلوروكين إيجابية، سيتم استخدامه لعلاج المصابين في فرنسا التي منعت حكومتها تصدير الدواء المذكور إلى الخارج. في سياق متصل، بدأت سبع دول أوروبية على الأقل تجارب سريرية على 3200 مصاب لاختبار أربعة علاجات محتملة تشمل عقاقير ريمديسيفير، ولوبينافير بخلطها مع ريتوفانير، على أن يعطى العقار الأخير مع أنترفيرون بيتا أو من دونه، فضلاً عن هيدروكسي كلوروكوين، على ما ذكرت هيئة إنسيرم الفرنسية للأبحاث الطبية.