عمال اليومية: جاء الحظر.. وغاب الأجر!
على ضفاف الحظر الجزئي، يسعى العمال الذين يعملون مقابل أجر يومي للحصول على فرصة عمل يتقوّتون بها قبل أن يداهمهم وقت الحظر، فمنهم من يقضي وطره ويحظى بفرصة، وإن قل أجرها، والكثيرون منهم يعودون بخفَي حنين، تطاردهم هواجس متعددة، أدناها توفير المأكل والمشرب، وأعلاها المتطلبات الأسرية التي ترك أهله من أجلها، ما يزيد المخاوف من لجوئهم إلى أعمال غير مشروعة إذا ضاقت السبل بهم. ولم يكن يعلم العاملون بنظام اليومية أنهم سيدخلون دائرة الإفلاس والحاجة والعوز وعدم توافر العمل بشكل شبه يومي بعد دخول الحظر الجزئي وانخفاض الأعمال والاعتماد على الفترة الصباحية فقط في إنجاز الاعمال. القبس التقت مجموعة من العمال الذين انتشروا على جوانب الطرق في منطقة جليب الشيوخ، حيث أكدوا ان العمل انخفض، وإن وجد فأجرته قلت 25 في المئة. وقال محمد هاشم، وهو عامل بناء وهدم، يعمل بالأجر اليومي إنه دخل البلاد منذ 4 سنوات ويعمل في مجال الإنشاءات بأجر يومي، يبلغ 10 دنانير: «على الرغم من استمرار العمل في بعض المقاولات ومشاريع البناء، فإن خوف بعض أصحاب تلك المشاريع من بعض الجنسيات قلل فرص العمل، ما يرجعنا إلى منازلنا بلا عائد». وذكر رجب شعبان، وهو عامل آخر في مجال الاصباغ ان «العمل ما زال متوفرا، ونعتمد على نشر الإعلانات عبر مواقع التواصل، لكن مع الأسف انخفض الأجر اليومي، بعد أن كان يترواح بين 10 و 15 دينارا إلى 7 دنانير». مهن «أونلاين» اما حسن عبدالرحمن، وهو فني ستلايت، فقال انه يعتمد على الاتصالات التي يتلقاها من خلال اعلانات التطبيقات ومواقع التواصل، مبينا انه قام مع بداية الأزمة بتسجيل أرقامه لدى بدالة للمهن تحصل على نسبة من الأجر اليومي، تقدر بـ3 دناينر عن كل 10 دنانير. وأضاف: «العمل زاد في الفترة الصباحية، سواء لتركيب شبكات وتمديدات خاصة بالستلايت والانترنت أو اشتراكات الأفلام والرسومات المتحركة والرياضة». وهو ما أكده السيد محمد، وهو يعمل في مهنة التمديدات الصحية، حيث بيّن ان العمل فعليا زاد في الفترة الصباحية، لكن الأجور انخفضت، نظرا الى وجود شركاء، وهي شركات البدالات التي تقوم بخصم 25 في المئة من الأجرة. تجمّعات عمالة وشهدت منطقة الجليب وخيطان وأمغرة تجمّعات من العمالة، زادت مع الحظر الجزئي، نظرا إلى ان كثيرا من العمالة تعتبر هامشية، وتقوم بممارسة انشطتها المهنية، سواء بالزراعة او تركيب السيراميك والصرف الصحي والاصباغ والتحميل والتنزيل، حيث يوافق كثير منهم على 5 دنانير للعمل اليومي. «القوى العاملة»: رَبُّ العمل ملزم بالراتب قال مصدر مسؤول في الهيئة العامة للقوى العاملة ان رب العمل والشركات ملزمة بدفع أجور عمالتها خلال فترة الحظر، حتى ان شملها الاغلاق الجزئي. وذكرت مصادر ان أغلبية الانشطة التجارية المغلقة تقوم بالأعمال إلكترونيا، سواء الأسواق التجارية أو الملابس والمطاعم خلال الفترة الصباحية، وبالتالي هناك انخفاض في الأرباح، الا ان القانون يحمي العامل وحقوقه المالية. وعن العمالة الهامشية، ذكرت مصادر انها بطبيعة الحال مخالفة لقانون العمل، وهناك جولات مستمرة من اللجنة المشتركة لضبط المخالفين، سواء قبل او أثناء فترة الحظر، فقط ضبطت أول من امس 33 مخالفة للعمالة والمحال غير المرخّصة في جليب الشيوخ. وجبات غذائية للعمال نفّذ متطوعون مبادرات متنوعة، بهدف تقديم العون لعمال اليومية والأسر المتعفّفة التي لا يجد رب اسرتها طعاما او عملا في الفترة الحالية. ونجح فريق الهلال الأحمر في توزيع مئات الوجبات الغذائية للعمال في منطقة امغرة، كما قام القائمون على مبادرة نحميك بتوزيع طرود على أرباب الأسر الذين لا يعلمون او لا يجدون قوت يومهم إلى جانب مبادرات لتقديم الاطعمة للعمالة في الجليب وخيطان وامغرة من شركات غذائية. 90 ضحية لتجار الإقامات.. بلا طعام كشف عاملون مصريون في الكويت أنهم ضحايا لتجارة الإقامات من قبل شركة توصيل طلبات وأخرى لتجارة المواد الغذائية. ويبلغ مجموع الفئة الأولى 56 عاملا ويقيمون في سكن جماعي في المهبولة، ووفق روايتهم لــ القبس فهم لا يجدون قوت يومهم. اما المجموعة الاخرى، فتتكون من 23 عاملا، مر عليهم في البلاد 4 أشهر، ولم يقم رب العمل بإتمام إجراءات تقنين اوضاعهم، مهددا إياهم بالطرد من مسكنهم، داعين الحملات وأهل الخير إلى توفير الغذاء والطعام حتى انتهاء قضيتهم المنظورة لدى الأجهزة المعنية.