تعقيم الشوارع بلا جدوى.. وخطر على البيئة!
هل يجب تطهير الشوارع والمساحات العامة بالماء والكلوركس المخفَّف، مثلما شرعت بعض البلديات في العالم في القيام به، في إطار الجهود الحثيثة لمكافحة انتشار فيروس كورونا؟ نفت وزارة الصحة الفرنسية والوكالة الجهوية للصحة لإقليم إيل دو فرانس رسمياً، ضرورة ذلك. وقالت الوكالة في رسالة، وجّهتها إلى بلدية باريس: «رش الكلوركس أو أي معقّم آخر غير مفيد، كما أنه خطير جدّاً». وكانت بعض مدن الصين وكوريا الجنوبية، وحتى فرنسا، قد بدأت في تعقيم شوارعها، لكن الموضوع أثار الجدل في باريس؛ إذ استهجنت رشيدة داتي المرشحة لمنصب عمدة باريس عدم تحرّك عمدة باريس آن هيدالغو وحرمان سكان باريس من إجراء تعقيم الشوارع، الذي ترى أنه ضروري. رد مؤقت وأمام هذه الانتقادات، سألت بلدية باريس مجموعة من الخبراء، فجاء الرد المؤقت من الوكالة الجهوية للصحة، التي أشارت الى أنها تنتظر نتائج دراسة دولية مقارنة لإعداد البروتوكول الواجب اتباعه، لكن في غضون ذلك، فإن الوكالة مثلها مثل وزارة الصحة تنصح بعدم تعقيم الشوارع، موضحة «من الضروري انتظار نتائج الدراسة التي يجري تنفيذها قبل المباشرة في تفعيل اجراءات قد تكون لها مخاطر بيئية». وبرّرت وزارة الصحة قرارها بالمقاومة الضعيفة للفيروس على مستوى الأسطح والحجر المنزلي الاجباري، كما ان الحمولة الفيروسية في البيئة هامشية جدّاً، وأمام هذا التهديد الذي اعتبرته السلطات الفرنسية ضعيفا جدا، أكدت الوكالة الفرنسية أن سلاح تعقيم الشوارع والمساحات العامة غير مُجدٍ، ويشكل خطراً على البيئة، وأوضح نص الرسالة أن بعض الخبراء يخشون من تعرّض البعض لصعوبات في التنفّس؛ إن استنشقوا هذه المواد المعقمة. ونصحت الوكالة باستخدام حلول كلاسيكية أخرى وأقل كلفة، وطلبت من البلديات الاستمرار في تنظيف الشوارع بالمواد والتجهيزات الفردية العادية، والحرص على غسل الأيدي لدى العودة إلى البيت.