ضحية.
انا المرأة التي تمنت يوما ما تتمناهُ كل فتاة …الأمان …الإهتمام…وأهمها كان الاحترام …لأُصدم بعد مرور الزمن انني وبلا شك أصبحت ضحية.
وان المحنة التي أمر بها هي عكس كل المحن…فقد كانت حياتي الزوجية دائما ما كان علي الرحيل…كنت ارفض فكرة الرجوع الي منزلنا الذي بات لا يسعني…لقد صغر علي او انني كبرت…ومن العار علي بالطبع ان اصبح مطلقة واسقط من عيون المجتمع …ومن الصعب جدا التنازل عن أطفالي..لم تعد تلك الدموع تفي بالغرض..لم يعد الأمر كالسابق.
فأنا الآن مسؤولة اصبح علي انا الآن ان امسح دموع أطفالي…واكتم ألمي..وأرضى واصبر…لعل معجزة تنقذني من عش الزوجية المظلم…
ومن ذلك الوحش الذي يبيت ويصبح على تفجير ما في داخله على جسدي الضعيف..الذي بات معركة مليئة بالموتى وبرائحة الهزيمة .. وبالطبع علي ان ارضى حتى أُرضي مجتمعي…وأكون انا المرأة الصبورة التي تعلمت عدم الاستسلام والصبر ولأنني كنت المضحية دائما لأجل فلذة اكبادي…خسرت جزءا كبيرا مني..قرارتي …اختياراتي …وحتى آرائي ..لأصبح وبذلك قطعة من قطع المنزل في نظر زوجي …
هُدِمت أحلامي…وأصبح أقصى تلك حلمي هو التخلص من ذلك الجحيم… وبت أذوق مرارة الألم في كل ليله…والخسارة في كل معركة…وحتى ان الصبر ملَ من صبري…عُذِبت ..ولازالو يقولون من حولي ( ظِل راجل ولا ظِل حيطة ).
كيف لو ان ذلك (الراجل) كان اشد قساوةً من (الحيطة) …الأصعب من ذلك العنف الذي أتعرض له يومياً ..إنني مجبرة على الصمت …
اكتب بعضاً من ألم آلاف النساء اللائي يعانين من ظلم. فما ظننت يوما انه السند ولازالت أعاني …
انا ما زلت اكتب…وهي ما زالت تعاني …
للكاتبة : فيء الزبيدي.
